التنظيمات الشبابيه والنسويه بقراءة سريعه لهذه التنظيمات والمتمثله فى مجالات الشباب والمراه تحديدا نجدها كلها نجمت للاستفاده من كوادر وطاقات هذه الفئات ومحاولة استكشاف العناصر الصلبه والقويه لاستقطابها للاحزاب التى كانت تتصارع فى الاستحواذ على اكبر قدر من عناصرها وتركز الصراع حول هذه العناصر الشبابيه والنسويه بين الشيوعين والاسلامين اما الختميه والانصار فركنوا الى الولاء الاسرى لهم فلم يشغلوا بالهم بهذا الامر الا مؤخرا عندما شعروا بخطورة الهجمه التى يشنها العقاديون فى هذا المجال الحيوى ولكن فى نهاية الامر كان مردودهم ضعيفا والذى بدا ينموا مؤخرا بالنسبه للتنظيمات الشبابيه والمراه نجد ان وجود الشيوعين فيها وفى قيادتها اقتصر نشاطهم فى الاماكن الحضريه ولم يكن لهم تاثير يذكر فى ما يسمى اليوم بالمناطق المهمشه النيل الازرق جبال النوبه دارفور كردفان خاصة الاماكن النائيه ومقياسنا على ذلك مثلا العائد من النتائج الانتخابيه فى برلمانات الديمقراطيه الثلاثه بل حتى نكون اكثر انصافا برلمانات ما بعد اكتوبر وهى اوج تالق الحزب الشيوعى ثم برلمان ما بعد الانتفاضه والحمله الشرسه التى اديرت ضد الاسلاميين تحت مسمى السدنه ، هاتين المرحلتين كانتا قمة الاستقطاب والعمل وسط هذه الشرائح النساء و الشباب ولكن كسب الاسلاميين حقيقه كان اكبر لاعتبارات ذاتيه وموضوعيه . اما الاسلامين فكانوا اكثر دقة وتنظميا وتاثيرا فى هذه المناطق تحت ستار الاسلام والذى يدخل بدون استئذان اوكثير جهد لتهيؤ النفسيه السودانيه لذلك كما انها لاتجد كثير تصادم وعناء تجاه الطائفيين بشقيهم لذا كان انتشارهم على مدى الوطن وبتخطيط وتكتيك طويل المدى جنوا ثماره بعد استيلائهم على السلطه فى ما سمى بالانقاذ نلاحظ دور وتاثير الحكم العسكرى ايضا فى هذا المجال وما للسلطه والمال من تاثير مما اكسبهم لفترات مقدره الاستحواذ على قطاعات عريضه من الشباب والنساء وجدت ما يشبع رغباتها من خلال مراكز الشباب والمهرجانات مثل الدورات المدرسيه وكل هذه الامور ادت الى خلخلة التركيبه والانضباط فى الولاء الحزبى طائفى كان ام عقائدى حيث ذاق بعضهم وقام على طعم السلطه من اعلى مستوياتها الى ادناها فى الاحياء والفرقان مما جعل لهم وزن وكلمه وتاثير ابوا ان يتنازلوا عنه حتى بعد زوال الحكم العسكرى نوفمبر مايو والانقاذ ولماتبعه لموجة الحراك ضد الهيمنه والوصايه الحزبيه والاختناق فى مسالة تولى القياده العليا ادى كل هذا الى ما تشهده الساحه وشهدته منذ فتره من تمرد على القيادات مما ادى فى النهاية الى توالد ما اطلق عليه الامبياء السياسيه المتمثله فى كثرة الانشقاقات التى اجتاحت كل انواع العمل السياسى يمينه ويساره ووسطه وهى على ما اعتقد انها حالة المخاض التاريخى لميلاد شكل جديد يقود العمل السياسى فى السودان ينضج من خلال نيران المعاناه والفشل الذريع التى يجنى حصاده السودان اليوم حصرما مرا يتحمل مسئوليته جميع تكوينات العمل السياسى واللذين يهيمنون على مقاليد قيادته منذ امد طال كثيرا وغدا نواصل مع ظاهرة الحركات المسلحه وبعدها نختم بالاسلاميين كسره التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب انما من دفترواقع الاحوال اليوميه. [email protected]