الاستقرار الإداري والفني من أهم مقومات نجاح الأندية إلا إن من يرصد واقع أنديتنا وبصفة خاصة قمة الكرة السودانية التي يعول عليها السودان أن ترفع رايته خارجيا على مستوى القارة الكاف أو عربيا ثم عالميا بحكم إنها صاحبة الإمكانات المادية الكبيرة والأكثر جماهيرية من يرصد واقعها لن تغيب عنه الحقيقة المرة التي لا تحتاج لخبرة وذكاء حاد. هذه الأندية ومنذ فترة طويلة تعانى من عدم الاستقرار الإداري والفني لهذا كان لا بد لانجازاتها الخارجية أن تكون محبطة وضعيفة .فعلى الصعيد الإداري أصبحت هذه الأندية بؤر لصراع إداري يخرج عن المؤسسية حيث تحولت الأندية لأحزاب وجماعات وتنظيمات فى حالة حرب وليس خلاف موضوعي للارتقاء بالنادي وتظل هذه الجماعات قوى سالبة تعمل بكل قواها لإفشال من تأتى به الديمقراطية بعلاتها على رأس الإدارة ولا يطوى الصراع وتتوقف الحرب بعد أن تقول الديمقراطية كلمتها حتى تفتح صفحة جديدة لحين انعقاد الجمعية التالية وليت الأمر يقف عند هذا الحد فلقد أدت الحرب لان تنقسم الجماهير والأقلام الإعلامية لتوالى أطراف الصراع لتتسع دائرة الحرب وتصبح حرب الدمار الشاملة. ومع ذلك فان الجانب الأكثر خطورة إن الأندية افتقدت أهم المقومات الفنية. الخاصة بالتدريب واللاعبين. فمع إن العرف السائد فنيا أن يتم تكليف المدرب قبل بداية الموسم ليساهم بالرأي في الشطب والتسجيل حتى يكون مسئولا عن أي متغيرات في للاعبين وحتى يشرف على إعداد الفريق وتولى مسؤوليته حتى نهاية الموسم حيث يتم تقييم أدائه على ضوء ما قدمه خلال الموسم بما يحققه الفريق وعندها أما أن يتم التجديد له للموسم التالي أو يتم الاستغناء عنه ولكن أنديتنا تتعامل مع المدرب بردود الأفعال عقب نتيجة كل مباراة وكثيرا ما يتولى مسئولية التدريب في الموسم مجموعة من المدربين حيث يتم استبدال المدرب عقب كل هزيمة و ربما بقى حتى المباراة التالية وبهذا يذهب المدرب الذي خبر اللاعبين ويحل محله من لا يعرف قدرات اللاعبين وأحيانا ربما يعاد من تم فصله عقب هزيمة كما ان تغير أسلوب التدريب يؤثر على اللاعبين وتكوين الفريق . ومن يرصد اليوم المدربين الذين يتعاقبون على الهلال والمريخ سيصاب بالذهول مما يشهده التدريب من متغيرات . اما على مستوى اللاعبين فالقمة تغير جلدها مرتين فى الموسم حيث يرحل كم من اللاعبين ويحل مكانهم لاعبين جدد ربما يصل تغيير الفريق نصف العدد مما يفقد الفريق الانسجام واستقرار التكوين لهذا فان نتائج الفرق السالبة تصبح ظاهرة طبيعية. قد لا تصدقوا إن الأهلي المصري الذي تسيد الكرة الإفريقية لم يكن يستبدل كحد اقضي أكثر من ثلاثة لاعبين واهم من هذا انه لا يشركهم مباشرة في الفرقة وإنما يبقيهم على كنبة الاحتياطي حتى يطمئن على انسجامهم وعدم تأثيرهم على أداء الفرقة حتى يتم الانسجام في الفرقة أما أنديتنا تشرك نصف دستة منهم في الفرقة فور وصولهم إن كانوا محترفين أجانب وبهذا تهدر الأندية عشرات المليارات تخرب بها مستوى لفرقة. واه اه يا زمن لازلت اذكر يوم ضم المريخ الدكتور كمال عبدالوهاب وعمار خالد فلقد أبقاهم المدرب على كنبة الاحتياطي لأكثر من موسم يتفرجون على الفرقة قبل أن يدخلهم في التشكيلة حتى أصبحوا من كبار نجوم الفريق لأكثر من عشرة سنوات. وحليل زمن منصور رحمة الله عليه الطريق للثورة الرياضية يبدأ بإعلان هذه الخطوات فشل السودان في كرة القدم لم يعد أمر مختلفا حوله لهذا لابد من ثورة رياضية تعالج كل السلبيات التي أعاقت المسيرة. وكما أكدت في مقالات سابقة فان أول واهم خطوات الثورة ليس بحاجة لقانون جديد لان ضربة البداية إعادة النظر في تكوين الجمعيات العمومية حتى تتأهل لتفعيل الثورة.وهذا حق كفله قانون2003 للوزير في المادة 44. ولتحقيق هذه الثورة لابد من اعتبار أهم المبادئ التي تحكم الثورة التصحيحية لكرة القدم السودانية وهى: 1- إن دستور السودان حدد إن الرياضة المحلية شان خاص بالولايات مما يعنى عدم تمثيل المدن في الجمعيات العمومية فهذا حق بحكم اللامركزية وفدرالية الحكم ان تمثل الولاية 2- صلاحيات الحكومة المركزية كما جاءت في الجدول-أ- لا تتضمن أي صلاحيات للرياضة والثقافة مما يعنى إن الحكومة المركزية ليس لها إن تنفرد بالسلطة وتضم في تكوينها وزارة للرياضة والثقافة 3- الدستور نص على أن ابتدار الاتفاقات والمشاركات الخارجية اختصاص مشترك للحكومة المركزية والولايات.لهذا ليس للمركز أن ينفرد بها 4- لائحة ترخيص الأندية التي قررتها الفيفا حددت مواصفات الأندية التي يحق لها المشاركات الخارجية وفق مؤهلاتها الفنية الواجب توفرها وفق هذه المبدأ فان مقومات الثورة الرياضية تتطلب: 1- تكوين مجلس أعلى للرياضة يضم الحكومة المركزية وممثلي حكومات الولايات يرأسه وزير تعينه الحكومة المركزية وأمين عام ينتخبه المجلس . 2- يصدر الوزير المختص استنادا على المدة 44 من قانون 2003 لائحة تؤكد على تكوين الجمعية للاتحاد على النحو التالي: أ- ممثلين اثنين لكل نادي في الدرجة الممتازة حائز على رخصة الأندية وفق شروط لفيفا ب - تسمى كل ولاية ممثل واحد لها في عضوية الجمعية العمومية أو تمثل الولاية بممثل يسميه بطل دوريها المحلى الزى يتأهل للمشاركة في المنافسة القومية المؤهلة للدرجة الممتازة في الموسم المعنى . ت- ممثلين للحكام والمدربين دون ن يكون لهم حق التصويت حتى لا يقحموا في الصراعات الإدارية حرصا على حياديتهم كأجهزة فنية 3- أن يحدد الوزير تفعيل التكوين الجديد للجمعية فورا ويمكن له ان اراد ان يعلن انطلاقة هذا التكوين للجمعية العمومية مع نهاية الدورة الحالية 4- يؤكد إعلان الوزير على استقلالية الاتحاد بتكوينه الجديد لإدارة النشاط وفق اللوائح الدولية 5- أن تحرص السلطة التشريعية المركزية عند إجازة القانون الجديد أن تزيل أي شوائب تؤدى للصدام مع المنظمات الدولية ولا تمنح أي صلاحيات لأي جهة حكومية بالتدخل في شان الاتحادات طالما ارتضت الدولة الانتماء إليها. وأخيراً لقد عرفت الوزارة عبر تاريخها وزراء يتمتعون بقوة الشخصية والشجاعة في اتخاذ أصعب القرارات وبصفة خاصة الأخ ابره يم نايل ايدام فهل يعيد الوزير تاريخ هذه الكوكبة أمثال ايدام الاجابة عند الوزير نتمنى ذلك