هل من حقنا كشعب أن نحلم في يقظتنا ..طالما أن أحلام النوم لم تعد تغشى العيون الساهرة إما أرقاً بالهم أو قلقاً بالغم أو مرضاً أو جوعاً أو مؤانسة مع الناموس الذي يتكرم علينا بداء الملاريا ، فيقلل من أعدادنا بالموت المستعجل او البطي بالفشل الكلوي الذي جعل وزير صحة عاصمتنا الحضارية بتناول الضفادع مثل باريس يتأفف من تزايد من يقصدونه لغسيل الكلى ويتساءل من أين يأتي هؤلاء وهويحاول أن ينتزع حق الملكية الفكرية من أديبنا الراحل الطيب صالح الذي كان له قصب السبق في إطلاق هذه العبارة التي خلدت في شريحة الذاكرة الوطنية! ما أسعدنا من شعب أن تنتبه حكومتنا التي جاءت لإنقاذنا بالدبابات وبعد ربع قرن أننا أمة تستحق فرصة الحوارلإخراجها من ورطتها وليس لإنهاء كارثة وجودها فوق هاماتنا التي إنفجرت من ثقل مؤخرتها ، وهي لازالت تسعى لتكريس ذلك الوجود بانتخابات ..يبحثون فيها عن منافس نتمني أن يتمقلبوا فيه مثل سعيد ظاظا الذي إختارته أجهزة أمن الرئيس الدائم في الفيلم ليصبح مجرد جردل مقابل في سباق شكلي ورسمت له الدور الذي ينبغي أن يلعبه لإضفاء شرعية مفركة على ديمومة ذلك الديناصور المتحجر على الأنفاس مثل رئيسنا الذي يستعد للسباق بعد أن شفيء من علل ركبتيه بفضل دعاء الشعب السوداني له كما زعم مساعده البروفيسور غندور وهو يخاطب جماهير حزبه في كسلا و يتراقص بعصاه ..من قبيل الناس على دين ملوكهم ! المواطن سعيد ظاظا عبر بطريقته البسيطة عن أحلامه الشخصية التي لا مست في صدق شغاف القلوب التائقة للتغيير ، فتلقفته الجماهير التي لم تصدق أن الفرصة قد لاحت لها ولو في الأفلام ، فأنتخبته رئيساً بنسبة تسعين في المائة ..وسقط هُبل النظام ..! فهل من يدل المؤتمر الوطني على مرشح ً يخيّب ظنه ويتمثّل أحلام يقظتنا بمقلب كبير في فيلم الإنتخابات القادمة ويسقط تمثال عزتنا من عليائه وقد إشتكت شمس الحرية من صبرها على طول وقفته وهي التي تكسرت أشعة إنتظارها الطويل لإحتراق بنيته التي تشققت بحكم التقادم..! هي مجرد أضغاث أفلام..إلا أن المخرج اغتالها في نهاية الشريط ، برصاصة أزعجتها فرضية الحلم غير المباح إخترقت صدر الرئيس الحالم هاني رمزي أوسعيد ظاظا في ذات اللحظة التي كانت زوجته تخرج من رحم معاناتها مولوداً ..ربما يمثل رمزية الأمل الذي كان يرقد خلف مخاض تلك الأحلام . وجمعة سعيدة. [email protected]