يوم 23/ سبتمبر 2013م خرجت جموع غفيرة من الشعب السوداني في أغلب ولايات ومدن السودان في مظاهرات سلمية رائعة إلي حد كبير ، مطالبين بأسقاط النظام ورحيله من سدة الحكم في البلاد ، جاءت هذه المظاهرات الهادرة عقب إعلان جماعة المؤتمر الوطنى الأرهابية رفع الدعم عن المحروقات ( دفعة واحدة) ، مما أدي هذا القرار الهمجي الغير مدروس إلي أرتفاع جنوني في الأسعار وتفشي نار الغلاء بشكل عام ، قابل النظام هذه الإحتجاجات بقمع مفرط للقوة وإستخدام كثيف للرصاص الحي والغازات السامة التي تصيب الإنسان بالرعاش التام ، نتج عنه سقوط نحو (230) قتيل أغلبهم في بحري وأمبدات ومناطق الحاج يوسف . وجرح المئات في مختلف أنحاء ولايات السودان ،وتم إعتقال الألاف من الناس في كل مناطق البلاد ، وفقدت الأسر كثير من أبنائها ورجالها . مدينة ودمدني كانت لها النصيب الأكبر من جملة المعتقلين والمفقودين ، معظم الذين قتلوا في هذه المظاهرات تم دفنهم في مقابر جماعية بصحراء أمدرمان ومدافن جهاز الأمن والمخابرات السرية شمال الخرطوم ، كأن الشعب السوداني حشرات ضارة تمت إبادتها وجاء دور التخلص منه بالدفن الجماعي ، كأن أفراد جهاز الامن والمخابرات عمال رش قاموا بالتخلص من الجراد بعد رشه بالمبيدات القاتلة ، إجهاض النظام لمظاهرات 23 سبتمبر بهذه الصورة الوحشية شكلت موجة من الإنتقادات الدولية لنظام البشير ، حيث كتبت منظمات حقوقية دولية ذات سمعة طيبة كثير من التقارير التي تدين النظام بشكل واضح وجعلته في خانة المعتدين علي المتظاهرين السلميين ، وكثير من الإعلاميين وكتاب الرأي الوطنيين قالوا عن هذا القمع الوحشي إنه الأسواء في تاريخ المظاهرات بالسودان ، بالأضافة علي إنه الأخطر من ناحية إستخدام الرصاص الحي تجاه متظاهرين سلميين لم يجد النظام في الخرطوم أي وسيلة يبرر بها فعلته الشنيعة ، بحث في كل دفاتر الدكتاتوريين عن سبب واحد يفك به طوق الإتهامات الموجه إليه ، حشد كل إلياته ، جمع كل المبرارتية و ال .. مسيلمة الكذاب الجدد كي يجدوا طريقة تجعلهم علي حق في قمع المحتجين ، فقالوا عن طريق( ال ) مسيلمة الجدد والمبرراتية .. المتظاهرين كانوا يحملون اسلحة وبيتوا النية علي احداث خراب في البلاد واغلبيتهم ينتمون إلي الجبهة الثورية ، واضاف المبرراتية بان الشرطة علي حق في استخدامها المفرط للرصاص .. لأن المتظاهرين حرقوا المنشأت الخدمية ومحطات الوقود وسيارات النقل العام ، وبداوا كانهم في سباق تأليف القصص القصيرة ، يألفون الحكايات ويروجون لها في إعلامهم بشكل مضحك ، وزير الاعلام بالاشتراك مع وزير الداخلية قالوا : ضبطنا مجموعة مسلحة تقوم بإطلاق النار علي شرطة الشغب من وسط المتظاهرين ، واشكالهم تدل علي إنهم ليسوا متظاهرين سلميين .. رويات وحكايات من نسج خيالهم قالوها في متظاهري 23/ سبتمبر 2013م ولكن تبقي الحقيقة دائما بان الذين خرجوا في ذلك اليوم الخالد مواطنين سودانيين حسوا بالقهر ، والظلم ، والقمع ، والجوع .. ومستقبل مجهول لحياتهم ، شعروا بأن النظام بات يشكل تحديد خطير للوطن ، عرفوا معرفة لا شك فيها .. إن الكارثة لكبري في البلاد هو نظام البشير وجماعته الإرهابية فكان لابد لهم ان يزيلوا هذه الكارثة ولو تم إجهاض هذه المحاولة ، وتبقي الحقيقة إن 23 / سبتمبر كانت ثورة بكل المقاييس والمعايير ، كانت ملحمة بطولية رائعة للغاية ، طبق فيها الشعب السوداني معني الصمود والتحدي ضد الحكم الفاشي ، جسد فيها روح الوحدة ، قضي علي حاجز الخوف ، فجر طاقة الشباب نحو التحرر . نحو السودان الجديد . ا/ ضحية سريرتوتو / القاهرة [email protected]