أطلق لسانك وانثر طيّب الكلم على مسامع صبٍّ في الهوى كلِمِ قد اشعل الليل أحزاناً يؤججها تربع الطيف بين الوعد والحلمِ أبِنْ هواك فما كتمانه فرضٌ كلا فلست كذي ذنبٍ ومتهمِ قد أنطقتك عيون الغيد عن فَدَمٍ وأسمعتك رفيف الشوق عن صممِ طاب الزمان بعينيْ جؤذرٍ مرحٍ حلو الحديث خفيف الروح مبتسمِ سما كنخل بلادي في بشاشته واستودع الروح بين الطلح والسَلَمِ قد نام ليل سهادي في ضفائره ورونق الحسن في عينيه لم ينمِ توحّد الحب في مغنىً وغانيةٍ فاعجب لحال فؤادٍ غير منقسمِ ***** ألقت رحالك بالدانوب راحلةٌ يا ليتها في دروب الهمّ لم تهِمِ ونيلك الحر دفّاقٌ وانت إلى ندى قطرةٍ تُحتسى من راحتيه ظمي تجوب عبر ديار الثلج منفرداً كصارمٍ ضاع في أعقاب منهزمِ هذا نشيد هوى الأوطان أرسله كابن "المعرة" في موجٍ من الظُلَم لم يلهه الخلد عن إلمامةٍ نزلت برداً على جسدٍ بالشوق مضطرمِ وكيف أسلو دياراً قد شهدت بها مراتع الأنس في فيضٍ من النِعَمِ على رباها رموز العز شاخصةٌ وفي ثراها ذيول المجد من قِدَمِ ***** هلا حللت "بكوش" تلتقي ملكاً قد علّم الناس كيف الرفق بالبَهَم بغى على الخيل أقوامٌ فردهم كما يُرد جماح الخيل باللُجُمِ ***** قد فاض شوقي فاين "ام در" تسمعني حديثها العذب عن ماضٍ من الشممِ أبناؤها الغر ما لانوا لطاغيةٍ ولا استكانوا لذي بطشٍ ومنتقمِ تاهت ربى "كرري" فخراً بوقفتهم في موطنٍ بلهيب الموت محتدم زالت "رسومٌ" فابقوا من مآثرهم "وسماً "على المدفع الفوّار بالحمم ***** بل ما تذّكر من سنار حين حوت مجداً كشعلة نارٍ في ذرى علم مدّت رواقاً لصرح الدين فانسكبت سحائب الخير بين النون والقلمِ فسلْ "عمارة" عنها كيف اطلقها إلى الوجود كنورٍ من دجى العدمِ وكيف صرّف فيها الأمر متئداً تصريف مقتدرٍ بالله معتصمِ ***** واسرج بجاويةً عنقاء قاصدةً شرق البطولات والأمجاد والكرم ترى " الأمير " بثوب النصر مؤتزراً يسقي الغزاة كؤوس الغبن والندمِ ملاحمٌ أنطقت " كيبلينغ " فخلّدها في لؤلؤٍ من بهي الشعر منتظم ***** واشهد حداء ابن "دينارٍ" لقافلةٍ تسري إلى النور عبر السهل والأُكُم بكسوةٍ من شغاف الروح ينثرها تُقىً وقربى لآل البيت والحرمِ ***** وزرْ "ماجوك" وأغرف من خزائنه بعض الحجى من معين الحُكْم والحِكَم أرسى دعائم سلمٍ أعجزت نفراً فانعم واكرم بذاك السيد القَرِمِ ***** واذكر ملوكاً ذوي "ككرٍ وطاقيةٍ" أرباب مُلكٍ بسمت العدل متسم واستفتِ في أدبٍ "جمّاع" أنّى له بلم شمل شتاتٍ غير ملتئم ***** وطني تبؤات في الأحقاب منزلةً زهوت دهراً بها في سالف الأممِ وطني ستبقى كما الأنغام في سمعي وكالاناشيد في الآفاق ملء فمي فاستلهم العزم من ماضٍ تتيه به وارفع جبينك يمّم شامخ القممِ مامون الرشيد نايل [email protected]