كثير من الادباء والاعلاميين يعمدون نهارا جهارا الى تأليه طغاتهم ويصورون لنا بأن ذهابهم هو نهاية التاريخ وانهم عباقرة التاريخ تساؤلات كثيرة نتطرق اليها وربما تكون تساؤلات ليست للاجابة او كما قال الاديب يحيى فضل الله اسئلة ليست للاجابة ما الذى يدفعهم الى بيع ذممهم او ضمائرهم من اجل حفنة من مال او مناصب او جاه ؟؟؟ كثيرة هى الامثلة الدالة على ذلك ولكنى حاولت اختصارها . هذا الامر ليس وليد لحظة بل اذا رجعنا الى الوراء وتعمقنا فى التاريخ نجد ان هناك كثير من الامثلة ولنا فى قصة هامان مع فرعون خير موعظة ودليل على ذلك مما جعى فرعون ان يتصور نفسه اله ويقول للكل ( انا ربكم الاعلى ) بل قد تطور دورهم فى العصر الحديث حتى فاقت قدراتهم رجال المخابرات والصحفى والاعلامى المقرب من السلطان تمنح له من الامتيازات والصلاحيات التى قد لا تمنح لرجال المخابرات ذات نفسهم ونسبة لأن ادوارهم سخيفة بكل ما تحمل الكلمة من معانى نجدهم لا يتوانون لحظة فى تطبيلهم فى سبيل ارضاء الحاكم او الوالى او نيل جائزة او شهادة او نوط ودائما يلعبون دور الواشى الذى لا يتوانى حتى فى الكذب فى سبيل مرضاة هذا الحاكم . عندما درسنا فى المرحلة الابتدائية اعتقد بأن اغلبنا درسنا قصة ( هجم النمر ) هذه القصة فى مضمونها لو تمعنّا فيها نجدها تصب فى صالح الحديث النبوى الشريف ( مازال الرجل يتحرى الكذب حتى يسمى عن الله كذابا ) وتنافى تماما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن لا يكذب ) . مهنة الصحافة او الاعلام بصفة عامة مهنة تتطلب الحيادية وتتطلب الصدق فى ايصال المعلومة دون تطبيل لشخص ما او ما شابه والصحافة والكتابة والادب فى السودان ارسى دعائمها فى السودان اساتذة اجلاء منذ ثورة اللواء الابيض مرورا بمؤتمر الخريجين واكتوبر وابريل نجد ورائها ابطال امثال ( على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ واحمد خير واسماعيل الازهرى ومحمد احمد المحجوب ..... الخ ) ذكر موقع ويكيبيديا عن تاريخ الصحافة فى السودان الاتى : (ولكن تطورت الحركة الوطنية عقب تصاعد نشاط مؤتمر الخريجين وتبلور ذلك النشاط في قيام الأحزاب السياسية التي أصدرت صحفاً خاصة بها للتعبير عن أهدافها، حيث أصدر حزب الأمة صحيفة باسمه عام 1944م، وأصدرت حزب الأشقاء صحيفة باسمه عام 1948م، والحزب الشيوعي الذي أصدر صحيفة الميدان، والأخوان المسلمون لسان حال حركة الأخوان المسلمين. وقد ساهمت الصحافة في تحقيق الاستقلال وكانت أداة فاعلة في تعبئة الرأي العام حول قضايا التحرير، واستطاعت أن توحد جهود أبناء السودان لنيل الاستقلال في العام 1956م ) . من ابرز صحافيى تلك الحقبة الاستاذة ( احمد يوسف هاشم ... عبد الله رجب ... فضل بشير ... اسماعيل العتبانى ... بشير محمد سعيد ... محمد سعيد معروف ... عبد الرحمن مختار ..... الخ ) . بدلا من ان تسير الصحافة للاسف الشديد ونسبة لاسباب كثيرة ظهرت مجموعة ما يسمى ب ( صحفيى الغفلة ) وحارقى البخور وهم كثر لا يتسع المجال الى ذكرهم وظهرت او بانت على السطح بما يسمى بالصحف الصفراء التى كل همها التطبيل للحاكم او كما سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( بطانة السوء ) فى حديثه الصائت الذكر نواصل ... [email protected]