اختار السفاح عمر البشير طريق الدم لتحقيق أهدافه وأوهامه العنصرية البغيضة ،لكنه لم يستوعب تجارب من سبقوه من الطغاة الذين اندفعوا بحماقة وغرور الى مصيرهم المحتوم . اذا كان البشير قد ادين بمجازر في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وقتل أبناء الشعب في مظاهرات سبتمبر الماضى والذى ادين بهذه الجرائم ،فان سجل جرائمه في حق الشعب السوداني طيلة ال25 عاماًهي فترة حكمه لا يكفيها حكم واحد باى حال من الاحوال !!البطالة...الفقر...ضربا بجزورهما في عمق المجتمع ...اصبحت صحة السودانيين عليلة...هزيلة...لا تجد من يمنحها العلاج. تحولت البلاد والعباد الى تركة يعبث بها هو ورفاقه وحاشيته..وان سقطت عنهم التهم عاشوا في القصور وتركوا لنا القبور ،عاشوا في الارض فساداً وكاننا امامهم رماداً..دمروا لنا التعليم وتركوا أجيالاًفي جهل عظيم.دمروا لنا التعليم رغم ان التعليم حقَ كفله الدستور ،الا أن حاله تحول خلال فترة حكم الكيزان الى تدهور مريع . حملات القمع الاجبارية التى استخدمها النظام وعملائه ضد أطفال الجبال الابرياء هي بداية للمخطط الذى يستهدف الفتنة الكبرى لتفتيت وتقطيع أهل المنطقة والاقتتال فيما بينهم ((أضرب العبد بالعبد.فرقَ تسد))بدل ان تفتح لهم المدارس ودور العلم وتثقيفهم وتنويرهم وتهديهم الى طريق العلم وتمسكهم الورق والقلم والكراس،أصبحت تفتح لهم المعسكرات وتدربهم وتعلمهم الحقد والكرأهية وقتل أهلهم وتمسكهم الكلاش والبندقيةوالرشاش هذه العملية القزرة اشبه بعمليات التدمير الممنهج والذى سيتحول الى كارثة قومية بدل ان يكون قوة دفع تنويرية وحضارية وثقافية. أطفالنا فلزات اكبادنا اصبحوا تائهون...مالهم من دار ولا بيت ..يتسكعون بين الكراكير..لم يحسبوا لغدر الزمان حساباً..بعد ان كانوا يلهون ويلعبون بين الاشجار وصخور الجبال وفي المساء ينامون بهدوء. الان أصبحوا يأوون الى تلال الزكرى ...ليستعيدوا مجد اجدادهم الذين عرفوا بالقوة والصلابةوشدة البأس ،نحن أمام موقف لجد محرج سيأتى يوماً سنخجل وننكسف من انفسنا وسنشعر بالاحراج عندما يسألوننا كيف تركنا اطفالنا وفلزات اكبادنا لهؤلاء السفاحين تجار الدين القتلة الفجره !، كيف وصل بنا الامر لهذا الصمت القاتل ؟ حينها سنتزكر عجزنا وصمتنا وعدم مبالاتنا مقيديَن مكَسرين عاجزين ..سنخجل من أنفسنا قبل ان تقع أعينهم في اعيننا وسيحاصروننا ..ويحاكموننا على جريمتنا الشنعاء من ذلك النظام الميت الذى يزبحه ويسممه ويقتلهفي اليوم مرات ومرات .عصابة الانقاذ هى أسَ البلاء ...وانها وراء كل ما يحدث لاطفال جبال النوبة من قتل ودمار وتشريد ،هي الطغمة الفاشية الظالمة المتاجره باسم الدين ..اننا نستعبد ونضطهد فيبلدنا كاننا مستعمرون !!كيف نصمت ونحن نراهم يحطمون حاضرنا ويجَندون اطفالنا بالقوة ويريدون أن يقضوا على مستقبل شبابنا ويرسمون بالسواد الاعظم مستقبل بناتنا ؟ دمروا .. حرَقوا .. يتَموا .. رملوا ويريدون ان يسرقوا مستقبل أبنائنا والاجيال القادمة واى مستقبل مظلم ينتظر ،أصبحنا قطيع غنم يساق الى المذابح .ياقراصنة الحضارة كفوا عن غبائكم ..كفوا عن تشويه تاريخنا وديننا ..فنحن للحُب خلقنا ونحن للانسانية نحلم ان نبقى . [email protected]