الآن فقط فهمتكم ..! جاءت متأخرة بعد ثلاثة وثلاثين سنة ! كلمة مشهورة نطق بها الرجل عند نهاية فيلم حكمه الطويل لم تنازعها في الشهرة غير كلمة هرمنا لمواطن تونسي هو السيد أحمد الحفناوي ! ولكن على غير ما نطق بها الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي الذي غادر بلاده حينما ضاق عليه الخناق مجنباً الشارع ما لم يكن يضمن نتائج عواقبه الكارثية رغم وجود جيش إحترافي قوي في بلاده كان لتقطيبه وجهه في شجاعة بالغة حيال الرئيس وقتها الأثر الأوفر في حسم الأمر لصالح هيبة الدولة ومصلحة الأمة في ذات الوقت دون الإستسلام والإنسياق لمصلحة فرد واحد ولو كان الرئيس المهيب السطوة الذي إعتبر نفسه من فرط الغرور أنه الدائم الواحد الأحد والعياذ بالله.. ! هاهورئيسنا الذي يتجه لتكريس إستدامة حكمه يؤكدهو الآخر من خلال غفلته في غيه السلطوي لحماية ذاته و عصابته الراجفة المهلوعة من مجرد فرضية مغادرته للحكم أنه حتى الآن لم ولن يفهمنا كشعب صبور ودقيق الحسابات ويقيس الأمور بموازنات معرفته الجيدة للفرق بين الطالح المتسلط بقوة السلاح والقبضة الأمنية و سطوة المال الفاسد و بين الصالح بديمقراطية رخوة لا تصمد كثيرأً أمام رياح صراعات الإحن الحزبية و بين إنتظار الأصلح المنشود الذي يستوجب جلداً على حمل المكاره وعلى متون الزمن ولو جاء متأخراً..! هاهو الرئيس البشير الآن وفي مؤتمر حزبه المسموم بفضيحة محاولة مسح مواضع الأذى في جسده بكل صفحات دساتيره ومواثيقه دون أن يزيل رئحتها الكريهة ، يحاول من جديد وبعد كل هذا الزمن من السير في كل الإتجاهات الخاطئة أن يكيل لنا زخات من الوعود والتمنيات بتحسن الأوضاع داخلياً وخارجياً في بقية الزمن الضائع من عمر نظامه الهالك دون شك ، وكأنه وذلك الحزب النكرة يملكون عصا موسى لتحقيق ما فشلوا فيه طيلة فترة حكمهم البغيضة .. ! فلو أن الرجل ترجل وعصابته من سرج الحكم دون الخوف من عاقبة التنحي و تحمل مسئؤليته التاريخية كما يدعي بكونه رجل شعبي وجندي لا يخاف الموت كما يفترض في أي جندي حقيقي و إبن بلد كما يصفه المنافقون من حوله..وقام بتسليم السلطة لرجال شرفاء محايدون و تقنيون للإنتقال ببقية الوطن الى إستحقاق حقيقي ينقلنا الى تداول الحكم وفق إرادة شعبية صادقة لكان وفر على أمتنا نصف المسافة نحو اللحاق بقطار الدول التي تحركت بعدنا بكثير من محطات الإستقلال والشواهد كثيرة لامجال لسردها ! لم تفهم ماذا نريد ولن تفهم يا سعادة المشير الدائم نحو الهدف المشاتر .. طالما أنك تستمع لدقات قلبك المرعوب مما فعلت يداك وعاونك فيه الذين يدفعون بك الآن الى وحل الورطة الأكثر كثافة مما سيزيد من صعوبة خروجك منه حينما تجد الثورة القادمة لامحالة تنتظرك بالمرصاد في نقطة حتمية اللقاء . وحينها لن تجد من الذين دفعوا بك الى ذلك الوحل أحداً .. وعندها قد تردد كلمة فهمتكم.. ولكن ستجدها صرخة في وادٍ سحيق قد لا يرتد اليك منه حتى صداها ! [email protected]