بسم الله الرحمن الرحيم احتاج السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية إلى التوضيح فيما نسب إلى الرئيس في مؤتمره الصحفي عن مشروع الجزيرة وأهله ..وكنت أعتقد أن الأمر كان في حدود الحديث عن أن المشروع عالة على الدولة بزعم أنه مشروع خاسر ووصفه للمزارعين بأنهم تربية شيوعيين..والحق يقال أني تريثت عن التعليق منتظراً ما يرد في مختلف وسائل الإعلام ..لكن الصحف لم تذكر هذا الجانب عند التغطية وهو أمر متوقع..حتى ورد التوضيح في موقع سوداني نت الذي استنطق السكرتير الصحفي الذي نفى ما ورد قائلاً(مُؤكِّداً أن ما تناقلته بعض الأوساط والوسائط لحديث الرّئيس عن مَشروع الجّزيرة ومُزارعيه قد تم ابتساره من أصله وإخراجه مِن سياقه الصّحيح، وأن الرّئيس تحدّث عن المَشروع ومشاكله حتى مِن قبل مجيئ الإنقاذ مُوضِّحاً أن بعض التيّارات في فترة زمنيّة سابقة كانت تُحاوِل تسييس مشاكِل مُزارعي المَشْروع والتكسُّب مِن وراءها لصالح أجندتها الحزبيّة) هذا التصريح في الواقع يؤكد ما ورد أكثر مما ينفيه..فالتسييس للمشاكل لأجندة حزبية لا يعني أي حزب آخر غير الحزب الشيوعي الذي عرف بالنشاط وسط العمال والمزارعين ..أما الحديث عن اجتزاء الحديث وإخراجه من سياقه فهو من النوع المعتاد للخروج من مآزق تصريحات الرؤساء غير الموفقة ..غير أن هذا ليس الغرض من المقال ..والواضح ان كل مؤتمرصحفي للرئيس أصبح لا يخلو من طبظات..وقد كان الشائع وقتها أن البشير موزون الكلام امام الإعلام ..لكنه يطبظ دائما في اللقاءات الجماهيرية من شاكلة ( تحت جزمتي—الحشرة الشعبية—الدايرين الخمور والسكسكة في أسمرا—والاغتسال من البحر الأحمر قبل العودة) . وتعود كثرة الطبظات لإدراكه بأنه الكل في الكل في النظام..فقد قال للترابي عندما زاره للدخول في حوار الوثبة حين طلب الترابي منه تحديد عدد من حزبه ليجلسوا مع أعضاء الشعبي..أن يأتي بناسه – أي الترابي – لأن ناسه شخصياً لن يقرروا فوق ما يقول... وهذا الإدراك قد سكنه منذ أن قلب الطاولة علي مراكز القوى في حزبه بعيد انتخابات 2010 ابتداءً بقوش ثم نافع ختاماً بعلي عثمان والجاز ... حيث أنه أصبح مفوضاً من الشعب حين أن البقية مفوضون من دوائر حسب أعراف التفويض..والحزب في النهاية شمولي يكيف نفسه مع رغبات رئيسه..وهذا ما تؤكده مآلات مؤتمره الأخير وتعديلات الدستور التي يناقشها البرلمان.. والتي جعلت قادة حزبه ووزراءه مجرد موظفين في الحزب والدولة تحت إمرته. وقد يمر التصريح السالب مرة ومرتين ومرات كثيرة..لكن يكون واهماً من ظن أن كل تصريح لا يراكم في نفوس العامة أسباب الغضب التى تنتظر لحظة الانفجار.. وتقليبة واحدة إلي التفاعل الغاضب من هذه التصريحات ..ولا ينفع ظن أحد بأنه لا يري الشعب إلا ما يرى. [email protected]