بسم الله طريقنا والرحمن يحرسنا والحمدالله خاتم اعمالنا الموافق:الثلاثاء 3/ يناير /2015م يا أهلنا الصابرين في السودان تمر اليوم ذكرى استقلال بلادنا من الاحتلال البريطاني،وقبل كل شيء هذه المناسبة هي اعز فرصة علينا، لنعبر عن الوفاء للشهداء الذين وهبوا دماءهم إلى الوطن، في سبيل استقلاله وعزته وكرامته ورخائه وازدهاره، ولهذا فإننا نترحم على ارواحهم الطاهرة، ونسوق إليهم بهذه المناسبة تحية إكبار وإجلال و"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" (صدق الله العظيم). اتوقف في هذا اليوم المجيد لأعيد التذكير بمسألة على غاية في الاهمية، وهي ان معركتنا اليوم هي معركة استعادة الاستقلال، ولها نعطي كل الاولوية، ونسخّر كل الطاقة، وتحت رايتها نقف جميعا بكل اطيافنا ومشاربنا. نقف كشعب سوداني من منطلق كل أنحاء السودان من دارفور وكردفان والنيل الازرق والشرق والوسط والشمال . في ذكرى الاستقلال الأول نجد لزاما علينا تعميق مفاهيم ومضامين ومعاني الاستقلال في النفوس والضمائر والعقول، وذلك بما يعنيه من حقوق لأهل هذا البلد وهذه الأرض. ونحن إذ نشدد على ضرورة تحقيق الاستقلال الثاني من خلال حق "إستعادة الحرية والكرامة الانسانية"، علينا ان نرفع هذا الهدف عاليا ونجعله في مقدمة كل شعاراتنا من دون خجل او خوف. ان احتفالنا اليوم يرمي الى إعادة الاعتبار للاستقلال، بالنضال لاستعادة دولة الاستقلال والمكاسب الكبيرة، التي حققتها لابناء السودان في التعليم والصحة والسكن والعمل والامان والحرية. وإن إعادة الاعتبار للاستقلال عملية لا تتوقف عند يوم 1 يناير59، بل هي نضال يومي لا ينتهي، والتزام لا رجعة عنه من اجل استعادة السيادة، وقطع الطريق امام اصحاب النفوس الضعيفة ، الذين يريدون ان يتاجروا بالقضية المقدسة ،. إن أهل السوداني طردوا الاستعمار البريطاني وقدموا كل التضحيات، ليس من اجل ان يستكينوا لاحتلال آخر، وبالتالي علينا ان نعي هذه النقطة جيدا، ولابد من التركيز على أهمية زرع معاني وروحية الاستقلال في ذاكرة الأجيال، لتكون لهم ذاكرة مشتركة.لابد أن نضرب المثال في تذكير الاجيال الصاعدة، بحجم التضحيات التي قدمها المناضلون والمناضلات في سبيل تحرير بلدهم من ربقة الاستعمار، والحديث عن التحديات التي واجهت جلّ الحركات الوطنية لمقاومة الكيزان، وبذل الغالي والنفيس من اجل ان يتحرر السودان، ولذا فان عيد الاستقلال يقدم لهؤلاء الشباب مواعظ وعبراً تأخذ بعين الاعتبار، ما حفّ بمكاسب الاستقلال من اخطار وتهديدات وتشكيك. . إن هدف هؤلاء مصادرة البلاد وطمس هويتنا الوطنية السودانية التي هي احدى معاني الاستقلال،ونهب ثرواته وتغييب ابنائه كليا عن أي مشاركة فعلية في الحياة السياسية والاقتصادية . . أن الصفحات التي كتبها المناضلون بقيت ناصعة وخالدة، وما نعيشه من حراك وطني ثوري ، هو من اجل الذود عن حمى الوطن واستعادته حرا سيدا مستقلا، وهو الدليل على بقاء جذوة الاستقلال حية بكل الوسائل المتاحة . . إن هذا اليوم هو مناسبة لتكريم واحياء ذكرى رجالات الاستقلال، و التأكيد على الوفاء للرجال الذين قضوا في سبيل الوطن، من خلال المحافظة على انجازاتهم يستخلص من الحقبة التاريخية، ما يصلح لشباب اليوم، الذي عليه ان يرفع كما رفع اجداده واباؤه شعار التحدي، و انتزاع مكانة تحت شمس في عالم يزداد صعوبة وشراسة، هو في متناول جيل التحول، كما كان في متناول جيل التحرير،واملنا كبير بالاحزاب والمعارضة والثوار والمجتمع المدني ، الذين يشكلون طاقة التجديد وقوة المواجهة والبناء ورصيد المستقبل . وفي هذه المناسبة اوجه نداء صريحا لكافة ابناء شعبنا في الداخل والخارج، وأقول لهم انها ساعة الحقيقة، فلن يرحمنا التاريخ والأجيال، إن لم نتحرك لانتزاع استقلالنا، وأهيب بالجميع بذل الجهد والمساعدة كل حسب إمكاناته وطاقته ، فالمعركة بحاجة إلى الجميع، ولن تستثني أحدا من ابناء السودان، من اجل وحدة الهدف يهون كل شيء، فلنعمل معا يدا بيد، ولتتوحد جهودنا وقوانا، ولنتكاتف بوجه الذين لا يوفرون جهدا من اجل تقسيم صفوفنا، لكي يتسنى لهم استمرار احتلال بلادنا . إن قوتنا في وحدتنا، وفي تغليب الهدف العام على ما سواه ولذا علينا ان التمسك بالثوابت الأساسية، التسامح والتصالح بكل اطيافنا المختلفة ،و ثوابت الاستقلال، و رفض الوصاية وتكرار تجربة السابق ، وعلينا أن نكرس في عملنا مبدأ لا حياد عنه ، يجب الوضع الخارج السوداني مكمل للنضال بالوحدة إما الداخل، هو صاحب القرار والاستراتيجية ، وهو الذي يعمد اهدافه ومبادئة بدماء الشهداء. . إنني في هذه المناسبة اعيد من جديد مناشدتي للاشقاء السودانيين، والمجتمع الدولي، وأصحاب الضمائر الحية في كل مكان، من أجل التحرك لرفع الغبن عن شعبنا، ومساندة نضاله العادل والمشروع، لاحقاق حقوقه الثابتة التي كفلها القانون الدولي، وميثاق هيئة الاممالمتحدة وشرعية حقوق الانسان. ونهيب بالجميع التدخل لوضع حد لمجارم الحرب والإبادة الجماعية، ووقف المجازر وجرائم الحرب، التي يرتكبها حكام السودان بحق أهلنا المدنيين العزل في دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الازرق شرق السودان والوسط والشمال ........ فنواصل . ليحيا السودان ويحيا الاستقلال اطلنطا - جورجيا بقلم / محمد أحمد [email protected]