برلمان المؤتمر الوطني سيلعب منفرداً بعد جلوس نواب الشعبي عند دكة الحرد .. وسيرقص نواب الإبهام الجاهز طرباً وهم يبصمون على تكريس سلطة الرجل الواحد بإعادة صلاحية تعيين ولاة الولايات اليه على طبق الدستور المهشم و الملصق بمناكير شيخة الزار السيدة بدرية بعد أن سحبت زيادة محلبية الإضافات المرفوضة التي أرادت تاليفها وتلحيها بغرض تسخين الزفة بدلوكتها المشدودة من ايام قوانين سبتمبر إياها ! طيب التبريرحسب المنطق الرئاسي أن التعديلات التي تعيد الكرة الى مربع الرئيس المُلهم بالصواب والمنزة عن كل خطأٍ وخطيئة وحسب ما أعلن ..فهي تهدف الى تقليص الصراعات الجهوية والقبلية التي تفاقمت و تهدد تماسك الحزب الحاكم إذا ما تركوا الأمر على غارب إنتخاب الولاة بواسطة مواطني الولايات القاصرين و غير الناضجين لنيل ذلك الحق ! وفي هذه الحالة فان عبقرية الرئيس وحسب العقلية الإنقاذية التي تمددت بفضلها الفائض تلك الجهويات وتكرست قبضة القبلية .. هي التي ستزيح ذلك الخطر المحدق بتماسك الحزب .. أما غضب المواطنين تجاه فرض والٍ على مزاج الرئيس لن يخلق أي نوع من التبرم ..أم أن ذلك ليس مهماً في حسابات الرئيس أن يغضب الناس أم يرضوا بمن يعينه رغماً عن إرادتهم ! ولعمري هو الخطل بعينه الذي سيفاقهم من المشكلة ويزيد من عقدها في الحبل المهتري أصلاً ! فالرئيس ليس إلهاً سيبعث للولايات بملائكة منزهين عن الإنتماء الجهوي والقبلي .. فإن أرضى إختياره زيداً من الناس فسيتبرم تجاهه ال عبيد لاسيما في مناطق دارفور وكردفان التي نجد الإختلاف فيها يعصف حتى بالقبيلة الواحدة التي تنقسم الى عدة بطون وتتوزع على غير فخذٍ واحد ! ثم بعد ذلك يبقى السؤال عن ما هي ضرورة وجود الجيوش العرمرم التي تسمى بالمجالس التشريعية الولائية وما هي أهمية إنتخابها أو تمثيلها لجماهير الولاية ..طالما أنها لن تستطيع محاسبة أو إقالة الوالي الذي ياتيها ..متقمصاً الرضى السامي وهو منفوخ ( الأوداج ومكرضم العضلات ) بالتفويض الرئاسي أو يذهب عنها مسحوباً من ذيله متى ما غضب عليه الرئيس الناهي والآمر ! فالديمقراطية يا أهل الإنقاذ كلٌ لا يتجزأ حسب الضرورات الذاتية لفردٍ متسلط تحيط به البطانات المنافقة .. وهي ليست قميصاً يفّصل على مقاس حاكم بعينه .. وإنما هي الحاكم للسلطات على كافة مستوياتها بمقتضى دستور دائم يبقى مع تعاقب الأفراد وإذا ما إقتضى تعديله في حالات الضرورة الوطنية فإنه يمر بقنوات طويلة .. أهمها الإستفتاء الشعبي ولابد من أن يحصل على النسبة التي تفوق أهمية إجازة البرلمان له ! شارل ديجول ترجل عن سدة السلطة وهو في عنفوان زعامته التاريخية لان التعديلات الدستورية التي قدمها للإستفتاء الشعبي قد فازت ولكن بنسبة رأى أنها غير مريحة لان هنالك نسبة مقدرة من الأمة عارضتها ! فيا سيادة الرئيس المحبوب لثلاثين مليون سوداني بالإضافة الى الطافشين في كل اصقاع الدنيا .. فضلاً عن الذين في باطن الأرض .. خذ الأمر كله جاثياً طائعاً نقره لك ليس بصمة بإبهام واحد وإنما بكل اصابع اليدين والقدمين .. فأحكمنا وحدك لا شريك لك .. لا برلمان ولا .. ولاة ولا ولايا ..فقط وفر لنا تكلفة إنتخاباتك ورواتب نوابك و برلمانييك ودستورييك وولاتك و مجالسك التشريعية وكل جيوش الظل الإداري الذي اصبح أطول من حائط خدماته غير المنظورة لنا ! وبعد أن تنفق من تلك المبالغ على جيشك وأمنك و مليشياتك و بذخك الدستوري والبرتكولي ولا تنسى أن تعبي سلة الفساد بما تستطيع حمله .. ! فقط تذكر أن هنالك مرضى يموتون في حوادث المستشفيات لأنهم لم يدفعوا قيمة العافية نقداً وجوعى في بلادك بل وفي عاصمة مشروعك الحضاري يبيتون القوى وأطفالاً لا يجدون مقعداً للدراسة وإن هم وجدوه .. فيصبح الإفطار مشكلة أسرة التلميذ الذي إ ن هو كُتب له أن يتخرج من الجامعة فسيعود ليأخذ مكانه وسط جيوش التبطل والضياع الطويل ! ونذكرك بأن معسكرات النزوح تنتظرك فيها الأرواح التي على وشك الهلاك لتقف معك حذوك النعل بالنعل بوم القيامة .. حينما تحتكم فيك الى الذي هو العادل المطلق والواحد الأوحد والحاكم الدائم ! ففي ظل رئاستك الزائلة لم تعد مسألة تعين أو إنتخاب الولاة هي العقدة الوحيدة التي بحلها يتحرر الوطن من العقد النفسية التي جعلت الأم تذبح طفلها لآن الوحي بات يتنزل على الناس في عهدك الرسالي الميمون والذي بات إمتداداً لعهود النبوة والمعجزات ! . [email protected]