مايكفي من الموت كي نكون في وطن - في العام 2010 قامت مجموعة من صبية النظام بإغتيال الشهيد محمد موسى عبدالله بحرالدين في كلية التربية –جامعة الخرطوم ووجدت جثته ملقاة في العراء خلف كليته - كانت صدمة رهيبة لزملائه واهله فقد كان رجلا سمح المعشر ومتميز أكاديميا وليس له عداء مع أحد - أخبر صديق كان برفقته بأن سيارة بوكس قامت بإختطافه من أمام الكلية مباشرة وحين حاول الدفاع عنه والإستفسار عن سبب تهجمهم عليه قالوا بأنه سرق منهم جهاز لابتوب وتلاشوا - ذهبنا الى المشرحة وسمح لبعضنا برؤيته والتعرف عليه وكانت عليه آثار التعذيب الواضحة من حروق وكدمات وجروح لم يتحمل جسد الشهيد كل هذا الكم الهائل من العنف اللاأخلاقي في حينها وصعدت روحه الطاهرة الى بارئها ليكون نذير شؤم لإنتخاباتهم الوشيكة - رفض تسليم الجثة الى اولياء الدم الى أن تدخل القائد ياسر عرمان وكان حينها نائبا عن الحركة الشعبية ومرشحا لرئاسة الجمهورية - تم تسليم جثمان الشهيد بعد أن قامت الأجهزة الأمنية بمحاولة لإرهاب والده وتوصيته بدفنه ليلا بصورة خفية ولكن ذلك لم يحدث - في اليوم الثاني تحركنا مع زملاء الشهيد وأصدقائه ورفاقه في جبهة تحرير السودان (UPF) وقد كان موكبا تسوده مشاعر الغضب والغبن وانطلقت فيها هتافات الشباب الثائر الغاضبة وقد تم ضربنا بقنابل الغاز المسيل للدموع داخل مقابر الثورة الحارة 54 حيث وري الشهيد الثرى - شهد الموكب الأستاذ محمد إبراهيم نقد – رحمة الله عليه- وقد كان مرشحا عن الحزب الشيوعي السوداني لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات السابقة وياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية وغيرهم من القيادات السياسية وجاء مدير جامعة الخرطوم معزيا ولكن الشباب الثائر واجهه بالحجارة والهتاف فولى هاربا ولم يعقب - وقام النظام بتعليق الدراسة بكلية الشهيد الى أجل غير مسمى وبعدها جاء صبية المؤتمر الوطني بالحديد والسواطير والمسدسات وأنكروا علاقتهم بالإغتيال بل قالوا بأن من يشير الى ذلك من القوى السياسية الأخرى فدمه حلال بل ولغوا في شرف الشهيد وأخلاقه وأدعوا أن سرق ومات مخمور وغيرها من التهم التي تلحق دائما بالشرفاء من قبل هؤلاء الأرزقية - قيل بأن الأمر في يد القضاء ولايصح أن نتهم جهة بعينها بإغتيال الطالب الشهيد للسماح بالإجهزة العدلية التقصي والتحقيق في القضية - مع أنهم هم صرحوا بأن محمد موسى بحر الدين "كتلوهو ناسو" وقد تساءلت في مقال سابق كيف لتنظيمه أن يختطفه في وسط الخرطوم ليومين ويقتله ويرمي بجثته في العراء والنظام لايعلم ولماذا لم يتم القصاص من القتلة حتى لحظة كتابة هذه السطور بعد خمسة سنوات من الإغتيال - كم من الوقت يحتاج القضاء ليقتص من القتلة؟ - والآن يتم إغتيال شهيد آخر هو الطيب صالح بنفس الطريقة الإختطاف والقتل والرمي في العراء وفي نفس التوقيت الإستعدادات لإنتخابات مخجوجة أخرى وينكرون علاقتهم بالقتل ويضغون الملف برمته في طاولة القضاء لتدفن هناك والى الأبد - يريدون أن يعيدوا القتل والتزوير مرة أخرى - نفس السيناريو بنفس الطريقة ونفس التوقيت ونفس القتلة - ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما .،،،،، [email protected]