كما اعتادت دائما محررتنا.. الفلتة.. سلمى معروف.. فقد أتحفتنا في عدد الأمس بنص يستحق جائزة القصة القصيرة.. جيدة الحبك.. سيما حين تبلغ ذروتها بحبكة غير مسبوقة.. يظهر فيها صاحب البطولة المطلقة في الأدوار الحكومية.. ولأول مرة.. في دور الخائن.. وهو الدكتور نافع علي نافع.. ففي عرف نافع وتعريفه الشخصي.. فإن الخائن هو.. كل من يعارض الحكومة.. وحتى لا نفسد عليكم حبكة سلمى فأقرأوا قصة سلمى.. القصيرة هذه: "صادق البرلمان أمس (الاثنين) على قانون رفاه الحيوان لسنة 2015م، بعد أن عدل اسم القانون إلى (الرفق بالحيوان) والذي قضى بإنزال عقوبات تصل إلى السجن 5 سنوات والغرامة المالية ومصادرة الحيوان على منتهكي حقوق الحيوان ووضع القانون (5) حريات كفلها للحيوان تتمثل في الحرية ضد العطش، والجوع، والخوف وعدم تعريضه لمؤثرات فيزيائية تؤثر عليه وإتاحة حرية التعبير للحيوان عن سلوكه الحيواني".. وأقر وزير الثروة الحيوانية بأن القانون جاء بمقترح من الوزارة استجابة لطلب دولي في دستور الحيوانات البرية في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وقطع بأن هذه الحقوق ستكون واجبة النفاذ وسيتم تقنينها بلوائح تفصيلية تضمن تنفيذ كل الحريات.. واستنكر عدد من النواب أن يكون هنالك قانون لرفاه الحيوان في وقت لا يوجد فيه رفاه للإنسان، ورفض نواب بالبرلمان بينهم نافع علي نافع وعواطف الجعلي، وحمد الأزرق، انسياق الحكومة وانجرارها وراء الاستجابة لمطلوبات وشروط المنظمات الدولية وفرضها على البرلمان لسن وإجازة قوانين لا فائدة منها وتأتي فقط استجابة وتقليدا للدول الغربية، واحتدم الجدل بين نواب البرلمان والوزير حول تسمية القانون (بقانون رفاه الحيوان) وأسقط البرلمان الاسم واستعاض عنه بمسمى (قانون الرفق بالحيوان) استناداً للشريعة الإسلامية..! إذاً.. ابتداءً.. نقول إن هذا المشروع الحكومي.. الذي هو قانون الرفق بالحيوان كان من السوء حتى أن د. نافع قد.. كش منه.. وعارضه صراحة لا تلميحا.. واعتبره مجرد انجرار مع الغرب في تقليد أعمى.. اتفقت معه في ذلك عواطف الجعلي.. المشاكسة.. التي يروج بعض الخونة.. نافع ليس منهم.. أن مناهضتها لبدرية سليمان في حملة تلتيق.. عفوا.. تعديل الدستور كانت سببا في إطاحتها من مقعد البرلمان القادم.. وذات الخونة.. ربما تكون عواطف معهم.. يروجون أيضا.. أن من حسن حظ المواطن نافع علي نافع.. ومن سوء حظ زميلتنا الصحافية حياة حميدة.. أن قانون الرفق بالحيوان قد ظهر في البرلمان بعد اعتماد مرشحي المؤتمر الوطني في مختلف الدوائر.. وإلا فربما كان لغندور وجماعته رأي آخر.. في من يمثل الجعليين في البرلمان القادم.. بعد ارتكاب د. نافع جريمة الخيانة العظمى.. حسب تعريفه هو للخيانة العظمى.. لا بمناهضة مشروع حكومي كقانون الرفق بالحيوان فحسب.. بل والوقوف مع الخونة في خندق واحد.. مثل المشاكسة عواطف الجعلي..! هل كان أحد يتوقع أن يناهض د. نافع الحكومة يوما..؟ كلا بالطبع؟ هذا يؤكد مدى سوء هذا القانون.. ولكن المفاجأة.. أن كثيرين من بني البشر.. وخاصة الصحافيين.. وأنا أولهم.. سنعض على قانون الرفق بالحيوان هذا بالنواجذ.. لا نكاية في نافع.. لا سمح الله.. كلا بل لأن هذا القانون تفوق على قانون آخر يناقشه البرلمان أيضا بدستة كاملة من النقاط.. ففي الوقت الذي وضع فيه مشروع قانون حق الحصول على المعلومات اثني عشر سببا تمنع الصحافي من الحصول على المعلومات.. وبالتالي قيد التعبير بها والإفصاح عنها.. فإن قانون الرفق بالحيوان قد نص صراحة على حق الحيوان في التعبير.. هل رأيتم الفرق..؟ أليست قصة قصيرة.. مثيرة.. ؟ شكرا سلمي. اليوم التالي