تقع مدرسة بن الحارثة في احدي مدن والاية النيل الازرق وهي مدرسة مختلطة بنين وبنات ومساحتها حوالي 620 م×م تعاني هذه المدرسة من وضع مأساوي غير كل المدارس الاساسية .. في احدي الايام وفي الصباح الباكر خرجنا نتفقد مشاريع سير العمل بالمدارس الاساسية وهذه المشاريع كانت منحة من مصرف المزارع التحاري لبناء وحدات دراسية ومكاتب لمدارس بالولاية ..عند وصولنا تفاجانا بوضع غريب وبيئة طاردة ومأساة حقيقية ومحزن في ظل تدهور التعليم وعدم مراقبة من جانب وزارة التربية والتعليم لمدارس الاساس وتألمت في داخلي عندما سألت المدير عن المدرسة ومعاناة التلاميذ فحكي لي ... ان المدرسة تم إنشاءها منحة من منظمة رعاية الطفولة وان معظم التلاميذ ليس لهم اباء ليعولوهم كما نسميه نحن في الشارع السوداني (مجهولي الأب) والبعض الاخر مخلقين منذ الولادة وفيهم ايتام ان معظهم تكفلهم اسر غير اسرهم ونسبة لهذا الوضع لم نجد اعانات من الجهات الحكومية ... ويقول لي في احدي المرات انه كتب تقرير عن أوضاع التلاميذ ليتم تقديمها الي إحدي المنظمات للإعانة وتم رفع التقرير الي نائب الوالي وطالب بمقابلته وعندما ذهب لنائب الوالي وجد رفض لأسباب انه اذا تم رفع التقرير لا يضمن له سلامته وسلامة أبناءه وخرج حائرا وذهب مباشرة الي مكاتب التامين الصحي مطالبا بكفالة التلاميذ ببطاقة التامين الصحي وفور وصوله وجد المسؤول عن التأمين الصحي وناشده بكغالة هذه التلاميذ ..ورد مسؤول التامين الصحي انه تم ايقاف كفالة فاقدي الأباء والأيتام الي حين دخول العام الجديد فغضب المدير بقول حتي اذا كان هناك مريض علي الموت ننتظر الي حين العام الجديد .. لم يجد المسؤول طريقة فقال له انتظر واجري المسؤول اتصالا مع مدير التأمين فرع الولاية وبعد لحظات قال له المدير وافق واستاجروا عربة الي المدرسة ومعهم استمارات التامين الصحي وتم ملؤها وبعد فترة تم استحقاقهم بطاقة التامين الصحي.. بهدوء يلتفت الي المدير ويقول لي ان الأسر المتمكنة لم ياتوا بابناءهم الي هذه المدرسة نسبة لهذه الظروف ويعتبروننا اننا لسنا جديرين واننا نعول مثل هذه الابناء ... وقفت حائرا ليس لدي جواب ونظرت الي المدرسة وبعدسة كاميرتي المتواضعة اخذت بعض الصور .. هذه هي حقيقة مدرسة في واقع مؤلم ... [email protected]