ومتي نشيع رموزه الفاسدة إلي مدافن الفناء ؟؟ دعونا نقرر حقيقة يفرضها واقع الحال ووضعنا المأساوي حتي لا ندفن رؤوسنا في الرمال ..نحن أمة في الأسر منذ أكثر من ربع قرن من الزمان الذي إستدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ... نحن أسري بيد نظام إسلامي (فاشستي) تحت سمع وبصر العالم وهو نظام لم يدم لأنه حكم بالعدل بيننا ونام أمراؤه نوماً هانئاً تحت شجرة نمت بقارعة الطريق..بل نحن أمة مسلمة حكمنا من تأمر علينا بلا شورة ومباديء إنسانية أو ديمقراطية حقة ..نحن عبيداً في أوطاننا بلا صكوك للعبودية أو ملك يمين بل نحن محكومون بلغة العنف والرصاص الغادر الذي إشتراه قتلتنا من حر مالنا وأسكت به أصواتنا وأهان به إنسانيتنا وكبريائنا وما يدعو للأسي أن من يظاهر الظالمين ممن يدعون الحاكمية بأمر الله ليسوا سوي أخوة لنا في الدين والعقيدة والوطن ولكنهم فئة ضلت طريقها وباعت آخرتها وعاقبتها في الأمور كلها بالدنيا في بيعة خاسرة وعلي الله حسابهم . والواقع الذي لا يحتدم النقاش حوله أن هذا النظام في تعريف الدول المتحضرة أو الدول التي تحكم بكتاب الله وسنة نبيه لا يعدو كونه نظام يديره حفنة من اللصوص الذين إنتشرت روائح فسادهم حتي ولجت إلي كل مدينة أو قرية أو بادية أو حضر وقد أقر عدد لا يستهان به من المتأمرين علينا بهذا الفساد وإنتشرت مليشياتهم المسلحة تثير الذعر والرعب في النفوس لضمان بقائهم وتمثلوا جبروت زياد بن أبيه ومقولته الشهيرة (إنج سعد فقد هلك سعيد) ..وهو عنف علمه منا من علمه يقوم علي سفك الدماء المحرمة كما تفوه بذلك اميرهم وإنتهاك للأعراض المسلمة وكأن المذنبين هؤلاء أو من أمرهم بالإجتراء علي حدود الله وحرماته لا أعراض لهم ولا نساء. هذا النظام الذي يتآكله الفساد وينخر في عظامه السوس والذي يسعي بلغة الإستعلاء والتكبر علي حمل الناس حملاً علي بقاء نظامهم الآسن وإنتخاب أميرهم الذي لم يغسل يديه الملطختين بدماء الأبرياء والتي سفكها (بإقراره وحده) (لأسباب تافهة ) ولم يلق عن كاهله وزر تمزيق الوطن وتفرقه أيدي سبأ وإنحطاط منظومته الإجتماعية والأمنية في عهده المأفون إلي أسفل سافلين والذي لم يقدم للوطن سوي الدماء والدموع والأحزان منذ إستيلائه بليل علي نظام ديمقراطي منتخب وهو يعلم علم اليقين أن ما قام به هو إثم كره أن يطلع عليه الناس وفعل يعاقبه عليه قانون مؤسسته العسكرية التي ينتمي إليها .ثم علي ماذا يحمل الناس قسراً علي إنتخابات لأمير خير إنجازاته العودة بالبلاد القهقري حتي أصبح يضرب ببلادنا المثل في الفساد والفقر والتخلف والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وإهدار كرامته وإنسانيته وعجز حتي عن العودة بالبلاد عبر الزمن ليعيده سيرته الأولي سليماً معافي ؟؟. علي إننا ربما لا ندرك أن هذا النظام قد أصبح في منابت الفناء بعد أن تم عزله عالمياً وأمسي لا يصادق إلا دول التطرف والتشيع وأغلقت في وجه كل أبواب الخير ويفتقر بين ثلته المأفونة إلي رجل رشيد يعينهم علي الرجوع إلي جادة الطريق ويدلهم سواء السبيل ..وبكل لغات الدنيا هو نظام يحتضر ولا يجد من يطلق عليه رصاصة الرحمة ليريحنا من أوهامه ونفاقه ويهييء رموزه ليوم الحساب وإحتفاء الشعب السوداني بالثأر منه ومن سدنته...وهو نظام لا يتعظ من عبر التاريخ وصحائف الظلم والجور ولا يضنيه البحث عن مقابر الجبابرة والظالمين ..كما أن عقولهم الضيقة وفكرهم المخبول لا يدرك أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل ألف ساعة والعدل يدوم إلي قيام الساعة لأنه من أسمائه الحسني ولا يقبل الله الظلم بيننا بعد أن حرمه علي نفسه وجعله بين بني آدم محرماً. من يدرك هذا الشعب الأبي وأحزاب المعارضة لهذا النظام المخبول أن قبوله بالإنتخابات القادمة للنظام وسكوت في معرض الحاجة إلي البيان هو مهر شهادة الوفاة لشعبٍ له تاريخ وصفحات ناصعة البياض في الثورات ضد الحكومات الظالمة والمستبدة .. وليت شعري متي يدرك الشعب واحزاب المعارضة أن مضي مشروع الإنتخابات القادمة إلي غاياته هو كارثة لا يمكن تلافيها أو الخلاص منها لأن محصلة هذه الإنتخابات العبثية والتي تجافي كل المنطق والعقل والوجدان السليم هي فوز المواطن عمر البشير الذي لن يتورع عن ممارسة هوايته في قتل شعبه لأتفه الأسباب ؟؟ عمر موسي عمر- المحامي [email protected]