لا شك ان الأستاذ كمال عمر و ( حزبه ) يمثلان ظاهرة جديرة بالدراسة والاهتمام ، أى مراقب لأقوال وأفعال الأستاذ كمال عمر سيصاب بحيرة بالغة و لن تفيده كل مجلدات علم النفس والعلوم السياسية ولو أستعان بجهابذة المفكرين و المحللين فى أدراك كنه هذه الشخصية و ( حزبها ) ، ولله فى خلقه شئون ،، لم أكن أريد الخوض فى هذا الموضوع إلا أن الاستاذ كمال عمر ( كترها ) و ( مسخها ) و اصبح حديثه تكرارآ استعار له بهار استعلاء من كبار الاستعلائيين فى المؤتمر الوطنى ، الى وقت قريب مضى كان الأستاذ كمال عمر ناطقا (رسميا) بأسم تحالف قوى الأجماع الوطنى ، والحق يقال أنه كان الأكثر تشددا من اى ناطق (نطق باسم التحالف) ، وعلى عهده الذى انتهى بعد إطلاق مبادرة الحوار مباشرة ، قال فى الحكومة وحزبها لم يقل به أى من غلاة المعارضين من معارضة الداخل أو من حملة السلاح ، فى ذلك الوقت كان الاستاذ كمال عمر يطلق التصريحات النارية بأن لارجعة عن أسقاط النظام ، مؤكدا على أن الحوار لايجدى مع (هذا النظام) ، وان أى حديث عن الحوار هو عبث لاطائل منه ، وكاد ان تسبب فى أزمة بتصريحاته فى أعقاب خروج حزب الأمة من التحالف معتبرا أن خروج أى حزب من التحالف هو إضافة للنظام ، وأمعانا فى وضوح (غموض) موقف الأستاذ كمال عمر فى رده على تصريحات الشيخ السنوسى التى دعى فيها لوحدة ( المؤتمرين)، قال أن تصريحات السنوسى تعبر عن رأيه الشخصى وأن قرارات الأمانة العامة لارجعة عنها وهى اسقاط النظام ، أن تتبدل رؤية الرجل وحزبه أو ألياته لتحقيق هذه الرؤية أمر لاغبار عليه حتى وان تم بزاوية 180 درجة كما فى حالة الأستاذ كمال عمر وحزبه المؤتمر الشعبى ، وهذا شأنه ولا لأحد أن يعترض عليه خارج إطارمفردات الصراع السياسي وآدابه ،وله فى ذلك أن ينصب من نفسه ناطقا بأسم الحكومة وحزبها المؤتمر الوطنى ، أما أن تسوقه مواقفه الجديدة الى التهوين من أمر أحزاب المعارضة والحديث عن ضعفها بهذه الكيفية فربما يفسر البعض هذا الأمر بأنه تحريص للنظام على الأستمرار فى تجاهل مطالب هذه القوى فى تهئية المناخ لأجل حوار جاد ، الأستاذ كمال عمر دمغ أحزاب (7+7) التى قاطعت لقاء الرئيس بأنها لاوزن لها ، وبينما أصرت أحزاب ( الاصلاح الان ومنبر السلام ) على موقفها من عضوية حزب الحقيقة الفدرالى ، قال الاستاذ كمال عمر ان مشاركة أو عدم مشاركة هذه الأحزاب هو أمر يخصها ، فلم يفتح الله عليه فى أن يتمسك بوجودها حرصآ على الحوار ، وبذلك يسلك "عمر" كل ماكان يرفضه من أستعلاءات النظام وتحقيره لاحزاب المعارضة والسخرية منها ، وقد وصف بالفعل اعلان باريس ونداء السودان بأنها لاتساوى الحبر الذى كتبت به ، لاشك أن المؤتمر الوطنى وحكومته تراجعا الى الوراء كثيرا بعد ما ( ضمنا ) المؤتمر الشعبى فى ( جيبهما ) لدرجة أدهشتهم وفأجاتهم ،الموضوع ليس متعلقا بالاستاذ كمال عمر فهو انما يعبر عن حزبه و ينطق باسمه ولولا ذلك لاسكته أهل الحزب ، المشكلة فى الاسباب الخفية التى جعلت حزب المؤتمر الشعبى يسلك هذا الطريق ، مايتعلق بكمال عمر هو قدرته فى أن يتلون دون وأزع حتى من باب أحترامه لنفسه فيما سبق اليه من مواقف وأقوال ،بعد جيبوتى أتهم التجمع المعارض حزب الأمة بتسليم الحكومة اسرار تتعلق بنشاطه العسكرى ، هل سلم الاستاذ كمال عمر الحكومة اى اسرار تخص التحالف المعارض ؟ ربما وضع الاستاذ كمال عمر نفسه موضعآ لا يحسد عليه، بالنسبة للمعارضة فان ما فعله او سيفعله حزب كمال عمر يمثل قمة النفاق السياسى ، ، [email protected]