المؤتمر الوطني ليس كبقية الأحزاب فهو حزب الحكومة والحزب الرائد الجامع لأهل السودان وهلموجرا .. كل هذا مقبول ومفهوم في أطار هيمنته علي مفاصل البلاد والتحكم في رقاب الشعب ولكن أن يبلغ به البطر والكبرياء والافتراء والرياء هذه الدرجة شئي لا يمكن السكوت عليه , فقادة هذا الحزب يدعون أن الله أصطفاهم لحكم السودان فلا أحد يستطيع أن ينزع منهم الحكم و كثيرة مثل هذه المقولات التي يهرتق بها هؤلاء في كل مناسبة ,مثل القول الذي ذهب اليه مهدي ابراهيم رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني الذي قال ان انتقال قيادات من حزب الامة القومي الي المؤتمر الوطني أنتقال مقدس ! يشبه الهجرة وأعتبر أن له مغزي عظيم لخدمة الدين ! وأضاف قائلا نحن في جلسة ربما تحفها الملائكة !!جاء هذا الكلام في أطار أحتفال المؤتمر الوطني بانضمام اربعمائة من قيادات حزب الامة القومي للمؤتمر الوطني وبعيدا عن نفي حزب الأمة القومي هذا الأنسلاخ وهذا الأنتقال وتحديه للمؤتمر الوطني بان يبرز أسماء هذه القيادات فاننا نري أن هذا الأنتقال شئي عادي أن ينتقل الناس من حزب الي أخر كل حسب حجته ومبرره , سبق أن أنتقل قيادات بارزة من المؤتمر الوطني الي أحزاب أخري فما الذي يجعل هذا الأنتقال المزعوم مقدسا وشبيها بالهجرة !! ولم نسمع بعد من الذين أنتقلوا الي المؤتمر الوطني ما دافعهم في ذلك ؟ هل كما قال مهدي أبراهيم أم أن للأمر وجه أخر؟ لم يقف الامر عند هذا الهراء بل ذهب الي أبعد من ذلك , مصطفي عثمان أسماعيل رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني وفي ذات المناسبة قال أن الانضمام الي حزبه يعني أن الوطن فوق القبيلة والحزب جازما بان الترقي فيه يتم بالتقوي والخوف من الله!! هل يقصد بالترقي أن يصبر القادمون حتي يختبر تقواهم وخوفهم من الله فاذا أثبتوا ذلك يتم ترقيتهم الي درجة مهدي أبراهيم ومصطفي عثمان أم يقصد أن القادمين تم تمحيصهم قبل قبول أنضمامهم فأتضح أن تقواهم وخوفهم من الله يؤهلهم للأنضمام للمؤتمر الوطني ,حقا لله في خلقه شئون , المؤتمر الوطني المهيمن علي البلاد منذ ربع قرن من الزمان أذاق الشعب خلاله سوط عذاب وتحمل ما لا يقدر عليه أحد , من المسغبة بل القتل والسحل واهدار الكرامة وانتهاك الحقوق وبؤس الحال والفساد الي درجة أن يتبؤا السودان المرتبة الاولي علي مستوي العالم بلا منازع في قائمة اكثر دول العالم فسادا وقائمة أكثر الدول أنتحار لمواطنيه في العالم العربي ويهون كل ما ذكرناه اذا علمنا أن السودان متهم بأرتكاب جرائم فظيعة مثل جريمة الابادة البشرية وجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب لم يكن ضد دول أو مواطنين أجانب ولكن ضد مواطنيه وتبعا لهذا ألاتهام فأن ملفه أمام المحكمة الجنائية الدولية وأن قوات دولية من كل لون وجنس دخلت البلاد تحت مظلة الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي كأكبر بعثة دولية في العالم بغرض حماية مواطنين سودانيين ! يحدث كل هذا ونحن ننعم تحت حكم المؤتمر الوطني التقي النقي والذي ترتعد فرائصه خوفا من رب العالمين , ماذا يكون حال البلاد اذا كان غيرهم من الطائفين القدامي أو العلمانيين في سدة الحكم ! مالكم كيف تحكمون ! هل المؤتمر الوطني يعيش حالة من الهزيان وفقدان البوصلة أم أصابه الفرعونية !وتستمر الهرطقة علي ذات المنوال رئيس البرلمان يدعوا الله سبحانه وتعالي بان يكتب انجازات البرلمان كصدقات جارية في صحيفة أعمالهم معتبرا ما قدم في دورة البرلمان عمل جيد ونموذجي ووفق رؤي علمية !!قمة الجرأة علي الله هذا البرلمان المنتخب في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شهد بها الاعداء قبل الأصدقاء !! ظل غائبا عن هموم الناس ولا يجرؤ علي محاسبة الحكومة رغم أخطائها القاتلة , البرلمان الذي أجاز تعديلات دستورية تغمض حق الناس في أختيار ولاتهم وتركز السلطة في يد أمير المؤمنين بلا حسيب ولا رقيب ,ثم يجيز قانون رفاه الحيوان في الوقت الذي ينتهك فيه حقوق الانسان ليل نهار هل هذه الافعال سوف تتحول الي صدقات جارية وتكتب في صحائف السادة النواب!! البرلمان الذي يتكفل بنفقات الحج للنواب المصطفين ويعطيهم فوق ذلك نثريات بأعتبارهم في مهمة رسمية و البلاد تفتقر الي الادوية المنقذة للحياة والاطفال يموتون من سوء التغذية كل ذلك صدقة جارية ! حالة من الهزيان غير مسبوقة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,ويصل الأمر قمته حين يعتلي المنصة صاحبنا الامين السياسي للمؤتمر الوطني السيد حامد ممتاز مرحبا بالقيادات الجديدة مبينا لهم أنه تم قبولهم بعد حوار أستمر سنين عديدة حتي أستوفوا الشروط ! شروط التقوي والخوف من الله سبحانه وتعالي واضاف سعادته علي رؤؤس الاشهاد أن الأحتفاء بهم ليس حدثا سياسيا أو أعلاميا وأنما (مرسوم من عند الله تعالي )ماذا نقول لحزب هذا شأنه يتلقي المراسيم من رب العالمين أيعقل هذا !! ,صاحبنا حامد ممتاز قدم الي المؤتمر الوطني حديثا وسبق أن رافقناه في السجن شهورا وكان يحدثنا عن المؤتمر الوطني ويقل فيه مالم يقله مالك في الخمر ولا داعي لبقية الحديث ولكنه أكتشف أنه مخطي وخير الخطائين التوابين فعاد الرجل تائبا الي المؤتمر الوطني فترقي السلم سريعا ونحن لا يحق لنا أن نشكك في تقواه الذي ارتفع به درجات ولكن الغريب أنه لم يدعنا نحن أصحابه الي الالتحاق به لنيل الخير لماذا يبخل علينا نحن الذين عشنا معه أيام التيه بحسبان أن تلك الأيام بالنسبة له أيام تيه وضلال ! أنا أعلم علم اليقين أن الناس يتبدلون ويتغيرون هذه سنة الله في الناس الي قيام الساعة , ولكن الجديد المحير أن يبلغ الأمر هذا المبلغ , الافتراء علي الله والتمني علي الله ما الذي يدفع قيادات هذا الحزب الي هذا الهراء فهو لا يحتاج الي هذا هو يملك عضوية يتجاوز عديده عشرة مليون ناخب من جملة الناخبين البالغ عددهم أثنا عشرة مليون ناخب أذن هي حالة تتلبس هذا الحزب تجعله يهذى , كل هذا الهراء الذي اذهل القادمون الجدد وأرتفعت حواجبهم, حتي أضطر ممثلهم الي القول : أتينا ليس لمنصب ولا لمغنم ولا خصما علي أحد وأنما لنكون جنودا أوفياء ونعمل عملا صالحا , كلام عقل ومنطق ويا حبذا لو بقيتم في قديمكم حتي ينضم أليكم أهل المؤتمر الوطني الأمر مقلوب فاستعدلوها !! بارود صندل رجب- المحامي [email protected]