اكتب هذا المقال للشباب صغار السن عندما قام انقلاب الجبهة الاسلامية القومية وليس انقلاب القوات المسلحة فى 30 يونيو 1989 كان الوضع كالآتى: تكونت حكومة وحدة وطنية فى القصر الجمهورى ساهم فى اخراجها السيد ميرغنى النصرى وذلك بع ان عجزت حكومة السيد الصادق المهدى ومعه الجبهة الاسلامية والحزب الاتحادى الديمقراطى فى حل مشكلة الحكم فى البلاد وايقاف الحرب خاصة بعد مماطلة الصادق المهدى لقبول اتفاق المبادىء لقرنق والميرغنى وبعد قبوله باتفاق المبادىء لقرنق والميرغتى تكونت حكومة الوحدة الوطنية وكان هدفها هو وقف مؤقت لاطلاق النار ووقف العدائيات مع حركة التمرد الوحيدة فى البلاد والاشراف على مؤتمر قومى دستورى يقام فى سبتمبر 1989 وكان يوم 4/7/1989 هو يوف موافقة مجلس الوزراء على ما اعتقد لمناقشة وقف اطلاق النار والموافقة عليه وللعلم اشترك كل اهل السودان او فعالياته السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى فى حكومة الوحدة الوطنيةالا الجبهة الاسلامية القومية التى قامت بعمل المظاهرات والمسيرات والندوات ورفعت المصاحف بحجة ان حكومة الوحدة الوطنية باعت الشريعة لقرنق مع العلم ان المؤتمر القومى الدستورى كان سيتاقش كل هذه الاشياء ويخرج بصيغة ترضى الجميع ولو فى الحد الادنى لكيف يحكم وطن مثل السودان متنوع ومتعدد الاثنيات والثقافات والديانات ولم تحظر الجبهة الاسلامية من العمل السياسى ولا القيام بالمسيرات والمظاهرات والندوات ولم تصادر صحفها ولم يمنع صحفييها من الكتابةّ بعد انقلابهم كذبوا فى بيانهم الاول وادعوا ايضا فى مجالسهم واعلامهم انه كانت هناك انقلابات اخرى شيوعية وبعثية طبعا لتبرير انقلابهم وحتى لو كان كلامهم صحيحا فليتركوا للشعب والجيش مهمة افشال تلك الانقلابات مع العلم ان الشيوعية والبعثية كانوا يحتضران فى المالمين الاوروبى والعربى وايضا كانوا يضربون على وتر ان الجيش كان حفيان ومن دون لبس او عتاد او تموينات الخ الخ وعلى بعض الفساد الادارى والمالى مع العلم ان كل اهل السودان ممثلين فى حكومة الوحدة الوطنية وحتى حركة التمرد وصلوا لقناعة ان الحرب لا تحل مشكلة وانها عبثية ولا منتصر فيها وان الحل هو فى الحوار فقط وحدة او انفصالا اذا تعذر العيش المشترك مع الجنوب وبالتراضى والتوافق الخ الخ الخ ارحو من الشباب ان يرجعوا لبيان الانقاذ الاول ليعلموا مدى كذبه وحطاه وخطله لان الوضع كما اسلفت لم يكن كما يقولون فساد وان التمرد صار قريبا من احتلال كوستى والخرطوم مع العلم ان التمرد حين احتل الكرمك وقيسان لم يستطيع ان يبقى فيها شهرا واحدا مع العلم ان ظهره كان محميا بنظام منقستو فى اثيوبيا وانه حينما احتلاها فى عهد الانقاذ جلس فيها الى حين الاستفتاء الخاص ببقاء الجنوب مع الشمال او الانفصال الوضع كما ىاسلفت اعلاه كان حكومة وحدة وطنية مهمنها محددة وعلى مشارف وقف اطلاق النار وعقد المؤتمر القومى الدستورى واى حديث غير هذا ما هو الا كذب وذر للرماد فى العيون لتبرير الانقلاب على الديمقراطية واجماع اهل السودان فى وقف العدائيات والحوار الشامل وان البناء الدستورى والسياسى والمؤسساتى هو اهم من البناء المادى وانه هو البيؤدى للبناء المادى والبشرى فى ظل الاستقرار السياسى والدستورى فى دولة المؤسسات وفصل السلطات وسيادة الدستور والقانون المتفق عليهم بالتراضى والوفاق الوطنى فى المؤتمر القومى الدستورى ومن ثم التداول السلمى للسلطة بآلية الانتخابات ! الحركة الاسلاموية شعرت ان ذلك الامر لا يرضيها او انها سوف تكون مهمشة مع انها كان يمكن ان تطرح افكارها فى المؤتمر الدستورى ولا بد من تنازلات هنا وهناك والوصول للحد الادنى للوفاق الوطنى والعيش المشترك ولكن الحركة الاسلاموية تريد اخذ كل الكيكة ولا تترك منها شيئا للباقين وهذا ما حصل فى 30 يونيو 1989 ولتبرير انقلابها على الشرعية الشعبية كان لابد لها من الكذب ولوى عنق الحقائق والتركيز فى اعلامها على ضياع الشريعة ومعاناة الجيش فى الجنوب وصفوف الرغيف والبنزين والخلافات الحزبية وهى شىء طبيعى فى الديمقراطية وحتى بعض الفساد وهو ايضا شىء طبيعى حتى نسى الناس ان الوضع فى 30 يونيو 1989 كما اسلفت هو اقتناع اهل السودان بالحل السلمى الديمقراطى والحوار الوطنى الشامل ووقف العدائيات اى البناء الدستورى الذى يؤدى كما اسلفت للاستقرا واستدامة التنمية البشرية والمادية!!! كسرة: اقسم بالله ان انقلاب الاسلامويين كان اكبر جريمة تحصل فى تاريخ السودان الحديث واهو لا لمينا فى وطن متحد مستقر ولا شريعة اسلامية صحيحة كما يدعون والباقى كلكم عارفنه !! [email protected]