لم أكن أود الخوض في أمر الإنتخابات، لأنني قلت رأيي قبل إجرائها وأكدت أهمية إنجاح الحوار السوداني قبل إجرائها، إلى أن إكتشف حزب المؤتمر الوطني خطأ العجلة التي تمت بها، واضطر لتمديد فترة التصويت وسط حديث عن ضعف الإقبال ووجود بعض جوانب القصور. *رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني مصطفي عثمان إسماعيل إعترف عقب إجتماع القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الأحد الماضي بانه لم تتم عملية تنقيح للسجل الإنتخابي، وأن ذلك تسبب في وجود أسماء أشخاص أصبحوا مواطنين في دولة جنوب السودان واخرين غيروا مناطق سكنهم وطلاب تخرجوا من الجامعات و... الخ. *قال رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني أن عدم تنقيح السجل الإنتخابي قاد إلى إنخفاض نسبة الإقتراع، وهذا إعتراف بالربكة التي صاحبت العجلة في إجراء الإنتخابات، ونرى أن الأمر لا يحتاج إلى تشكيل لجنة لدراسة وتحليل النتائج وأداء الحزب بها، لأن ذلك لن يغير من النتائج التي أسفرت عنها الإنتخابات، ولن يغير الواقع السياسي والإقتصادي والأمني الماثل. *لن نعول كثيراً على تصريحات رئيس القطاع السياسي التي أكد فيها أن أولوياتهم في المرحلة المقبلة تتمثل في الحوار السوداني وإحلال السلام وتحسين الأوضاع الإقتصادية، لأن مثل هذه التصريحات سمعناها منذ ان طرح حزب المؤتمر الوطني مبادرته للحوار لكنه في كل مرة يدخل في خلافات سياسية ومكايدات عرقلت مسيرة الحوار. *الأهم من ذلك أن الأوضاع الإقتصادية التي يعول حزب المؤتمر الوطني على إصلاحها عبر البرنامج الخماسي يعلم هو قبل غيره من الأحزاب الموالية والمعارضة أن البرنامج الخماسي وحده لن يفلح في حلحلة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية في ظل الخلافات السياسية واستمرار النزاعات المسلحة، لذلك ظللنا ندعو للإسراع بدفع إستحقاقات الحوار لبناء الثقة وإقناع الأحزاب الساسية ذات الثقل الجماهيري والكيانات التي فرضت نفسها على أرض الواقع لقيام مؤتمر الحوار السوداني. *هذا هو المخرج السلمي الوحيد لحلحلة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية التي لاسبيل لحلحتها إلا بالإتفاق السياسي السوداني على أجندة قومية يتم التنافس على تنزيلها على أرض الواقع عبر الية التداول السلمي للسطة ديمقراطياً. [email protected]