انتقل إلى رحمة مولاه اليوم الأحد الثالث من مايو 2015م الشيخ أبوزيد محمد حمزة زعيم جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان وأحد رعيلها المؤسسين ورجالها البارزين في السودان. أول معرفتي العامة بالشيخ أبوزيد رحمه الله كانت في بدايات ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث كان الشيخ أبوزيد يأتي في فترات متقطعة للخطابة بمسجد المسرة بالصافية أحد أبرز مساجد أنصار السنة ببحري حيث كنت أصلي صلواتي الخمس به باعتباره أقرب المساجد إلى منزلي، لكن معرفتي الخاصة به تعود إلى بداية الألفينات قبل حوالي خمسة عشر عاما مع بداية احترافي العمل الصحفي؛ حيث كنت أزوره كثيرا بمنزله العامر بالثورة الحارة الأولى بأمدرمان لإجراء حوارات صحفية أو للمناسبات الاجتماعية أو للحديث العام. تلقى الشيخ أبوزيد تعليمه بمصر في اربعينيات القرن الماضي حيث كان يقيم مع عمه بالأسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة ليتلقى العلم بالأزهر الشريف، والتقى هناك بقادة جماعة أنصار السنة المحمدية المصرية وأعجب بدعوتهم وانضم إليهم ضمن خطبائهم الشباب حيث تلقى دروسا عملية في الخطابة ومواجهة الجمهور، ولم تخل هذه الدروس الخطابية من مغامرات ومواجهات عنيفة كما أخبرني بذلك بنفسه في إحدى المرات، فقد كانت كثيرا ما تحدث مواجهات عنيفة بين أنصار السنة في مصر والصوفية، ويتم هجوم عنيف، وقد شارك الشيخ أبوزيد كثيرا في هذه المواجهات،ولعل هذا ما أكسبه الصلابة والصبر على مشقات الدعوة ومصاعب الطريق. يتميز الشيخ أبوزيد بمقدرة عالية على الخطابة المتميزة، ويمتلك صوتا جهوريا وعلما غزيرا مكنه من إيصال دعوته بكل سهولة ويسر في كل مكان حل به داعيا إلى السلفية وتصحيح المفاهيم في العقيدة، وله تلاميذ كثر يغترفون من بحر علمه الغزير ورصيد تجربته الثرة في العمل الدعوي،ويحظى الشيخ أبوزيد باحترام هائل من كل الجماعات والتيارات السلفية في السودان، ومن الإخوان المسلمين أيضا، بل ومن بعض الصوفية رغم عدائه الفكري الواضح للنهج الصوفي العام، وقد كان الشيخ أبوزيد من أبرز المتحمسين لجبهة الميثاق الإسلامي التي تأسست في ستينيات القرن الماضي وجمعت الإخوان المسلمين والصوفية والسلفيين، كما كان من قادة جبهة الدستور الإسلامي التي نشأت قبل سنوات ونشط في لقاءاتها التأسيسية، وقد كان لي شرف زيارته في منزله بصحبة الشيخ ياسر عثمان جاد الله ودعوته للانضمام لجبهة الدستور الإسلامي. في آخر لقاء أجريته معه في صحيفة (الصيحة) قبل حوالي شهر حينما زار المهندس الطيب مصطفى بمكتبه؛ دعا الشيخ إبوزيد إلى توحيد جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، وهي الرغبة التي نرجو أن يسعى خلفاؤه وتلاميذه إلى تطبيقها على أرض الواقع. [email protected]