تحية و سلاما أستاذ مبارك الكودة، ارسل الي بعض الأصدقاء تعقيبا منسوبا إليكم على ندائي "نداء الي عقلاء من تبقى من أهل السودان" ، و الذي وجهته لبنات و أبناء وطني ازاء الحملة العنصرية الحالية ضد طلاب السودان من دارفور في الجامعات السودانية، اضافة الى ما حلت بوطننا من أزمات ماحقة تنذر بتفتيت ما تبقي من كيانه. لا اريد ان يكون ردي هنا ردا شخصيا، فليس هذا اُسلوبي او نهجي، فالمهم ان نركز علي القضايا و الكليات واستشراف الحلول لازمات وطننا العزيز. لكن اسمح لي ببعض الملاحظات علي التعليق المنسوب إليكم: 1- من قال لك انني اريد ان اثبت قوميتي، و اثبتها لمن؟ و من هو الأكثر قومية مني حتي انتظر منه صكوك القومية و الوطنية ليمنحها لي او للذين صنفتهم معي؟ هنالك على الاقل ثلاث احتمالات لزعمك الغريب هذا: اما انك لم تقرا او تفهم ندائي- مقالي، اما انك تنظر الي مساهماتنا نظرة عنصرية مقيتة، و اما انك تصدع بدعايات النظام و الجلادين من حيث تدري او لا تدري!! اخي، نحن لا نكتب لإثبات قوميتنا او وطنيتنا، بل و لا نري احدا كان من كان اكثر قومية منا.. اننا نكتب من اجل الوطن و جراحاته و تطلعاته الوطنية... اننا نكتب من اجل شعبنا، كل شعبنا - شمالا - جنوبا -شرقا - غربا ووسطا... 2- لا ادرى أين وجدت في ندائي اتهامي لأهل الشمال بالعنصرية؟ ندائي يدعوا الي وحدة كل شعبنا نصا و روحا، لم افعل ذلك و لا ينبغي لي. هنالك رجال و نساء كثر من أهل الشمال و الوسط ممن وقفوا و مازالوا يقفون وقفة قوية مع اهلهم في دارفور و غيرها...وجدنا منهم صدق الانتماء ووحدة الشعور الوطني و الإنساني... لكن اذا كنت تعتقد ان حديثي عن الابادة الجماعية في دارفور و الاستهداف العنصري الدموي للطلاب السودانيين من دارفور يعتبر عنصرية في رأيك' فهذا امر يجب ان تراجع نفسك فيه بصدق و جدية، لان هكذا زعم و موقف امر جلل و خطير من شخص يمارس العمل العام مثلك!!!! راجع فقط الفديوهات المنتشرة للشاب الصغير الذي أسرته مليشيات الجنجويد المرتزقة للنظام في معاركها الاخيرة مع قوات العدل و المساواة--لتري و تسمع الاساءات والممارسات العنصرية، و التي تبراء منها قادة سودانيون كثر منهم الدكتورة مريم الصادق المهدي..ادعوك للتواصل والحديث الي الضحايا في سجون النظام و غيرهم لتكتشف بنفسك كيف يوجهون اليهم الاساءات العنصرية وكيف يفرقون بينهم علي أساس اللون و العرق. هل لديك تواصل مع طلاب دارفور؟ . 3- أهل دارفور لا يستجدون احدا الوقوف معهم.. اذا كانت منطلقاتك القومية سليمة لادركت ان قضية دارفور هي قصية السودان الأولي و آس ازمة السودان، و لأدركت ان الوقوف مع أهل دارفور هو واجب وطني راسخ و ليس منة او هبة او فعل تطوعي !!!! 4- ندائي كان دقيقا و صريحا عندما برآء أهل الشمال و الوسط من جراءم نظام البشير العنصرية ، بل ناشدت طلاب السودان من دارفور بان الا ياخذوا بريئا بجريرة جراءم نظام البشير، كما ناشدتهم ان ينفتحوا و يتوحدوا مع أخواتهم و أخوانهم الطلاب من كل أرجاء السودان، لان النظام الياءس يريد ضرب النسيج الاجتماعي ووحدة الطلاب و الشعب علي أساس العامل العنصري ليستمر في الحكم حتي لو كان الثمن تفتيت ما تبقي من السودان!!!! 5- ارجوا ان أجد لك مساهمات في إطار مخاطبة قضية السودان في دارفور، و لكن ستكون مساهمتك قاصرة و نظرتك ضيقة لمسهامات امثالنا، لو انطلقت من المدخل الخطا مثل ترديد مصطلحات: أهل دارفور، أهل الشمال، أهل الشرق أو أهل الغرب' يجب ان يكون مدخلك قوميا وطنيا. ليس هنالك مشكلة أهل دارفور الذين تحاول ان تجد لهم سندا في الشمال، و لكن هنالك مشكلة السودان في دارفور التي يجب ان نجند لها قوانا و اراداتنا الوطنية المشتركة لإيجاد مخرج قومي و عادل لها. اخيراً...ارجوا ان تقرا ندائي قراءة عادلة و فاحصة دونما نظرة مسبقة حتي لو كانت في اللاشعور ...عندها يمكن ان نلتقي من اجل وطن يجمعنا كلنا... لك الود و التقدير و الاحترام احمد حسين آدم