هل هي سياسة موتوا بغيظكم؟ في الوقت الذي يواجه فيه طلاب جامعة دنقلا تشريداً من مدنهم الجامعية وحرقا لغرفهم في ردة فعل عنيفة عقب فوز المعارضة باتحاد الجامعة في حادثة نادرة، يفتح طلاب المؤتمر الوطني أعينهم على فارهات السيارات التي يقدمها لهم الحزب ربما مكافأة لهم كونهم "عبروا" بالانتخابات، حيث إنهم الشريحة التي يعتمد عليها الحزب بشكل كبير وفقا لتصريحات منسوبي الحزب. 50 سيارة بما قيمته 22 مليار يدفعها الحزب الحاكم لأجل منسوبيه، 22 مليار تُستقطع من عرق الشعب، يحدث هذا في الوقت الذي يتظاهر فيه مرضى غسيل الكلى لأخذ حصتهم من الغسيل قبل أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، يحدث هذا في الوقت الذي يجأر فيه مرضى السرطان بالشكوى من استمرار تعطل ماكينات العلاج، يحدث هذا في وقت ملّ فيه المجتمع الدولي من تزايد أعداد النازحين واللاجئين، وفي وقت يتربع فيه أطفال السودان قوائم الأممالمتحدة لسوء التغذية وكل هذا في الوقت الذي يئس فيه مواطنو قلب الخرطوم من الحصول على إمداد مائي عبر المواسير لا عبر مياه البراميل التي تكلف ما تكلف من الدخل الذي ظل ثابتاً. مهما علا سقف التوقعات السيئة،الحزب الحاكم يُصر على أن يفاجئ الجماهير بما هو أسوأ مما يتخيل السيئون.. يفاجئ جماهيره وعامة الناس. قطعاً انطلى على قطاع واسع من عامة الناس، أن الحزب الحاكم سيكتفي بهذا القدر من الاستفزاز خاصة بعد الانتخابات والوضع الذي لم يعد يحتمل مجرد المزاح في هذا الشأن لأن الناس بلغوا مرحلة من ضيق العيش لم تعد تُجدي معها كل صنوف الصبر، لكن الحزب يتجاوز كل المعقول وكل اللا معقول، ويبلغ نقطة صعب أن تُطلق عليها أي مسمى، حيث لا تصلح أن تُسمى، فقط يُنظر لها بمتعة الدهشة. لندع المواطن جانبا حيث إن قائمة الاهتمامات ليست مهتمة بأمره.. هل الأولوية للحزب صرف هذه المبالغ في هذا البند، وفي هذا التوقيت المستفز، لكن ربما توجت الحركة الإسلامية هجرتها إلى الله بهذه العطايا، خاصة وأنها مارست ضغطا معنويا وأخلاقيا ثقيلا على عضويتها للمشاركة في إنقاذ عملية الانتخابات التي هي لله. رغم ان الحادثة مستفزة ومحرضة للعنف ومفسرة في ذات الوقت لأسبابه التي يتساءل بعض قادة الحزب الحاكم عن أسبابه باعتباره ان الأمر غير منطقي، إلا أن الحادثة، اضفت المزيد من التأكيد على ضرورة سوء الظن ولو حسن. التيار