مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكيزان وانتاج العنف, سلوك مؤدلج لأرهاب الخصوم
نشر في الراكوبة يوم 13 - 05 - 2015

الحركة الاسلامية السودانية لم يكن لها وجود قبل اكتوبر 1964 ولم تكن شيئا مذكورا في حقبة ستينيات القرن الماضي لسبب شعارتها المعادية للحرية , وكذلك كانت تلجأ للعنف والارهاب الديني والفكري ويعني ذلك مزيدا من الكراهية , ولا يزال الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير يعرف ب(الطيب سيخة) والكثير من قادة الجبهة الاسلامية كانوا من حملة السيخ , ولكن السؤال الرئيسي لماذا أصبحت الجبهة الاسلامية جاذبة للشباب في حقبتي السبعينيات والثمانينيات وحتي تسعينيات القرن الماضي....؟ وليس ذلك بقوة الشعارات كما يعتقد الكثيرون....!لأن شعارات الجبهة الاسلامية في ستينيات القرن الماضي لا تختلف عن حقبتي السبعينات والثمانينات وحتي تسعينيات القرن الماضي, ولكن كان ذلك بالاغراء بقوة المال, فقد كانت منظمة الدعوة الاسلامية جسرا للاموال التي تتدفق علي الجبهة الاسلامية من الخارج جسرا للأموال التي تتدفق بدون حساب , فهاجر الشباب والشيوخ ذرافاتا ووحدانا الي حزب الجبهة الاسلامية , ليس هذا فحسب بل بل امتد الامر في حقبة التسعينيات الي سوح الدراسة الجامعية باحلال الاقل درجة في النجاح في مقاعد الاعلي درجة تحت غطاء الدبابين وأغطية اخري بشهادة مدير جامعة الخرطوم لصحيفة الصحافة في العام 2009 , وعندما كنا في المرحلة الثانوية كان يتم اغراؤنا بوجبات الفطور والعشاء والرحلات الترفيهية, لاغرائنا بالانضمام لحزب الجبهة الاسلامية, ولكن الحديث الشريف يقول : من كانت هجرته الي الله ورسوله فهجرته الي الله ورسوله, ومن كانت هجرته الي تجارة يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته الي ما هاجر اليه, وانما الاعمال بالنيات ولكل امريء ما نوي, ولا يعني هذا ان الحركة الاسلامية لم تجتذب الشباب والشيوخ الملتزمين والحادبين علي مصلحة الاسلام, ولكنهم تركوها عندما تبين لهم انها ليست لله,
الاحداث الدامية التي شهدتها عدة جامعات داخل الخرطوم وامتدت حتي جامعة دنقلا التي استهدفت طلاب دارفور بالعنف ,و استهداف طلاب دارفوربالجامعات هي امتداد لسلسلة من انتاج افلام الرعب ضمن سياسات النظام الحاكم بحق الاقليم المنكوب تهدف الي تقليص عدد سكان الاقليم الاكبر من حيث الثقل السكاني الي اقل عدد يمكن الوصول اليه لشيئ في نفس يعقوب , وهذا المخطط جلب الدمار للأقليم وتشرد نصف سكانه في معسكرات الللاجئين والمنافئ القسرية والولايات الاخري , وامتدت الكوارث لتطال ابناء دارفور خارج الاقليم الكبير , للقضاء علي حركات المقاومة وشباب دارفور الناشطين بالجامعات الذين يحملون هم( بنو جلدتهم) وينشطون عبر الجامعات في معارضة هذا النظام القمعي الذي تخصص في قتل ذويهم وشردهم في المعسكرات , فأصبحوا مستهدفين داخل الجامعات بالانتهاكات المتكررة التي تتم بحقهم من اعتداءات عنيفة واعتقالات عشوائية بقصد ارهابهم في المقام الاول.
المدهش ان اقليم دارفور المستهدف من قبل عصبة الجبهة الاسلامية وهو الاكثر تضررا من انتاج افلام الرعب الدموية, يتبوأ احد ابنائه وزارة العدل التي مهمتها حماية المظلومين, وتقديم الجناة للعدالة وهو المستشار الانتهازي دوسة, وقد قصد اولياء النظام الحاكم بأن يتولي احد ابناء دارفور هذا المنصب المهم لتنفيذ اجندتهم الدنيئة عبر هذه الشخصية الانتهازية والمتملقة لاولياء نعمته , ومن اجل ايهام المجتمع الدولي والرأي العام بتعيين احد ابناء الاقليم الاكثر تضررا في هذا المنصب المهم ,وقد تسلق الوزير محمد بشارة دوسة الدرجات في وزارة العدل التي كان يشغل فيها منصب مستشار , تسلق السلم بطريقة دراماتيكية حتي وصل الي سدة القيادة , وقد قصد اولياء النظام اسكات الاصوات التي كانت تنادي بالمحاسبة والقصاص لكل من تورط في ازمة دارفور, ولكن ماذا سيضير فهذا هو احد ابناء الاقليم قد اصبح علي سدة وزارة العدل ...! بأعتبار انه سيكون من اكثر الموجوعين علي المعاناة التي يعيشها بنو جلدته....! وبمعني ان الرأي العام سينظر للنظام الحاكم بأنه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ,ومشكلة هذا النظام الذي يرفع شعارات الاسلام يعتقدون انهم يتحايلون علي رب العالمين.....! وصلت بهم الجرأة بالاحتيال علي رب العباد الذي يعلم يعلم ما توسوس به انفسهم ويعلم السر واخفي, فتلك تللك النفوس المريضة كتب الله عليها قصاص, فنظام المؤتمرالوطني يفتكر انه علي درجة عالية من الفطنة بأستخدام الوزير دوسة من اجل طمس واخفاء معالم الانتهاكات التي ارتكبت في دارفور, ولا زالت تتم بحق ابناء دارفورفي الجامعات من قتل واعتقالات, والمحاكم التي شكلت لجرائم دارفور من خلال لجان قانونية وامنية شكلت صوريا عبر محاكمات (فشنك) لايهام الرأي العام والدولي تحت مظلة العدالة وحساب القانون ولكنها مسرحية هزلية مكتملة الاركان سيكون المسؤل منها وزير العدل عندما يمثل بين يدي رب العالمين فماذا هو قائل يومها ؟.......
في الانتخابات الاخيرة بجامعة البحر الاحمر التي جمد علي اثرها النشاط السياسي بالجامعة , كانت الامور تسير في دفة احزاب التحالف, ولكن عندما شعر (الكيزان) الاوضاع تتجه الي عكس ما يشتهون كانت ردة الفعل بانتهاج العنف وأتلاف الصناديق للتشويش علي الانتخابات بمجملها ومن ثم الغاؤها تمهيدا لتنظيم انتخابات اخري ريثما يستعدون لها بشكل افضل ,ومنذ تلك الاحداث تم تجميد النشاط السياسي للطلاب في جامعة البحر الاحمر بسبب السلوك الهمجي (للكيزان) الذين حاولوا وبالرغم من كل ذلك الغاء اللوم علي تجمع تحالف المعارضة , ومثل هذه الاحداث الهمجية تكررت في جامعات كثيرة وباتت لعبة مكشوفة لدي العامة, وهذه (الاكليشيهات ) ليست بجديدة علي نظام الجبهة الاسلامية , اذ شهد العام 1968اول ظاهرة عنف طلابي داخل اروقة التعليم العالي في جامعة الخرطوم عندما اعتدي طلاب ينتمون لتنظيم الجبهة الاسلامية علي مجموعة من الطلاب كانت تقيم احتفالا تضمن من خلاله رقصة التراث الشعبي (العجكو) الشهيرة, ونتج عن ذلك العنف مقتل الطالب سيد عبدالرحمن الطيب (كنة) وارتبطت ظاهرة العنف بالاسلاميين وارتبطت بهم ظاهرة حمل السيخ والعصي , وفي حقبة الانقاذ توسعت حملات العنف من طلاب الجبهة الاسلامية ضد طلاب الجمعات الاخري بعد هيمنتهم علي سوح الاتحادات الجامعية , فالاسلاميين لا يقبلون بالحوار و بالرأي الاخر, بأعتبار انهم مؤدلجين علي هذا النهج تربية وسلوك , فما ان يحتدم أقل حوار داخل ركن نقاش أو نشوب أدنى صراع بينهم وبين التنظيمات المعارضة لهم (يقومون) برفع السيخ داخل الحرم الجامعي وينشرون الرعب بين الطلاب , فانتهاج العنف ونبذ الرأي الاخر هو سلوكهم ........ فمنذ ان ولجنا الجامعة في نهايات تسعينيات القرن الماضي وكانت تلك الحقية حبلي بالاحداث العنيفة , فقد كنا نتسلح (بالسكاكين) من اجل الحماية كما اوصانا زملائنا (السناير) الذين يتقدموننا في الفصول الدراسية, اذ شهدنا في بداية ولوجنا الجامعة اذ لم تتجازوز حينها فترة دراستنا الشهر الاول احداث اغتيال طالب كلية القانون بجامعة الخرطوم محمد عبدالسلام في الرابع من اغسطس ,1998اذ تمت جريمة اغتيال الطالب محمد عبدالسلام من ابناء ود مدني عقب مسيرة طلابية كانت تطالب بتحسين اوضاع الداخليات, ولم تكن جريمة اغتيال محمد عبدالسلام الاولي اذ شهدت حقبة الانقاذ احداث عنف كثيرة والقائمة تطول للطلاب ضحايا العنف في الحرم الجامعي في مختلف الجامعات السودانية منذ ان استولي الانقاذيون علي السلطة.............................................
نظام يتخذ من العنف الية لأرهاب الاخرين لتبرير بقائه بالسلطة , ولا يحترم الرأي الاخر....! فكيف له ان يقبل بالديمقراطية والحوار والقبول بالاخرين, فالمؤتمر الوطني ليس حزبا يمكنه ان يفقد السلطة ثم يستمر في الحياة دعك من ان يعشم في العودة اليها مرة اخري في دورة قادمة , فالبقاء في السلطة مسألة حياة والخروج منها مسألة موت لحزب اقترف بها ويلات التنكسل الافظع في تاريخنا السياسي بالخصوم وحروب الابادة ضد قوميات والفساد من كل نوع, فالجبهة الاسلامية تلتقي مع لينين عندما قال بأن الاشتراكية لا تأتي بالطرق بالديمقراطية وطبقتها حرفيا , والفعل ابلغ دليلا من القول , وعبيد بن زياد قال لن نصل الي الحق الا بعد الخوض في الباطل خوضا, وتختلف مع القران الكريم الذي جعل الحرية شرطا في العقيدة والتكليف لأن الدين مقره واعتقاده العقل والضمير والشعور ولا يتأتي ذلك بالعنف والاكراه, وقد بدأ ذلك بالسيخ في جامعة الخرطوم فبل قرابة الخمسين عاما, ثم استولت الجبهة الاسلامية علي السلطة بقوة السلاح واصبح الارهاب بنوعيه المادي والمعنوي منظومة من القوانين القمعية مع العمل خارج القانون , ولا يختلف حكم الضرب بالسيخ في احداث رقصة (العجكو) وتعذيب الناشطين في بيوت الاشباح وارهاب طلاب دارفور في الجامعات عن حكم الجلد بالصوت في بنطلون لبني احمد حسين , فقد ثارت الشعوب السودانية ضد النميري و اصبح جزءا من التاريخ, ومن حكايات الزمن الغابر , وثارت الشعوب السوفيتية ضد القهر والفساد, واصبح حذاء (خرتشوف) الذي استخدمه كمطرقة في مجلس الامن طرفة من روايات التاريخ , والعباسيون والاميون والمماليك والمغول والتتر كلها ممالك سادت ثم بادجت ,فالانقاذ في طريقها لأن تكون من رواية تاريخية ومن حكايات الزمن الغابر.
الغاية تبرر الوسيلة , فيمكن تبرير الانتهاكات التي تحدث من عصبة الانقاذ بحق الشعوب السودانية مثل احداث العنف التي تجري في الجامعات وتزهق علي اثرها ارواح الطلاب , ذلك بمثابة تحذير للأخرين ,فقد تعرضت الشعوب السودانية لالوان من ابشع الوان الاذلال بقصد الارهاب , فكل ما يؤمن سبيل بقاؤهم في السلطة فهو مشروع لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة ,فالشيخ القرضاوي عندما سألوه عن انقلاب السودان قال انه سقط بالتقادم....! وقال د نافع تبريرا لافعالهم النكراء انها مكر ودهاء سياسي مشروع....! وليس فسادا سياسيا.....! لكن ذلك كله لا يجدي في عصر العولمة والمعلومة الحاضرة, ولا تستطيع الانقاذ التخلي عن القوانين المقيدة للحريات لأنها لان لها عورات كثيرة, فالغش السياسي مكر ودهاء مشروع في عرف الانقاذ , كما يزعم د نافع وليس فسادا سياسيا وسلوكا يتنافي مع الدين والاخلاق, ولكن السياسة التي وصفها سقراط بأنها اكثر الفنون شرفا وشمولا تقوم علي التقة والقبول والاحترام, ولا يتحقق ذلك الا بالمصداقية والامانة في القول والفعل , وكيف تكون الحياة اذا انتفت الثقة بين الناس ....! فالانقاذيين يعانون من الخوف وتبعات افعالهم ويزعمون بأن الحرب خدعة ...! ولكن ذلك لا يجوز الا في ساحة المعركة , فلم يكن سلوك معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص يوم التحكيم مشروعا, وقد حاول الفقهاء تبرير ذلك تفاديا للطعن في عدلية الصحابة , وهم بشر من طبيعتهعم النقص, بدليل ان ذلك انتهي الي كسروية وقيصرية وملك عضود....! وأستحل الاسلاميين في السودان التعذيب مستدلين بالمرأة التي كانت تدس في شعرها رسالة للمشركين في مكة , ولكن خبرها كان وحيا من السماء وليس رميا بالشكوك والظنون والشبهات, وكان امر الدين والدنيا يتنزل من السماء الي ان انقطع الوحي بوفاة الرسول (صلي الله عليه وسلم), واصبح الناس هم الذين يفسرون النصوص ويصدرون الاحكام ويفصلونها علي حسب اهوائهم وادماجها في شعار (الاسلام هو الحل )
( الاسلام هو الحل) , شعار الجبهة الاسلامية الذي ظلت تتاجر به في سوق السياسة السودانية ,لتوهم المواطن بأنه الوصفة السحرية لتنزيل البركات علي الشعوب السودانية واستدعاء الملائكة من السماء للقتال معهم في حرب الجنوب , ولا فرق في الشعوذة السياسية بين خطاب المختار ابي عبيد الثقفي المعروف بكذاب العراق وبين خطاب اسحق احمد فضل الله (كذاب الانقاذ) ومنافقها في برامج في ساحات الفداء الذي كان يقدمه في عهد الطيب مصطفي, وكان برنامج لانتاج الاوهام , فقد كان يزعم ان الله معهم وضد الاخرين, وان القرود تفجر الالغام امام المجاهدين, ولكن رغم ذلك اتسعت دائرة الفقر, ولكن كان تبريرهم ان ذلك ابتلاء من رب العالمين علي عباده لاختبار قدرتهم علي الصبر ,(كيفما تكونوا يول عليكم) وهي العبارة التي كانت ولا تزال يواجه بها الساخطون والمحتجون لتخديرهم, فعهد الانقاذ لا يختلف نظريا وعمليا عن الحجاج بين يوسف وغيره من الطغاة الاولين كملوك اوربا في القرون المظلمة, ويقوم اتحاد علماء المسلمين بدور الكهنة في عصر الكنيسة(يفيد ويستفيد) ولو كانت لله احتسابا كما يزعمون , لما احتاجت الي قوة الحيلة والمكر والدهاء السياسي كما يزعم د نافع , والي الخرافة والشعوذة والغش والاحتيال والبلطجة السياسية والعشرات من الصحف والفضائيات لتضليل الشعوب السودانية وتغييب وعيها وتحريف الوقائع وتزوير الحقائق وتبرير الاخفاقات وتضخيم الانجازات.
للحركة الاسلامية تاريخ حافل بالعنف السياسي ونسج الدسائس والمؤمرات ابتداء من رقصة ( العجكو) وكانت اخر التجليات ارهاب طلاب دارفور بالجامعات, وقال الامام الصادق المهدي ان تنظيم القاعدة خلل جيني لاشفاء منه , وخير مثال لذلك الطيب مصطفي ود نافع وحاج ماجد سوار وغيرهم من الذين احكموا قبضتهم علي السلطة ومراكز القرار وكانوا علي استعداد للتضحية بثلثي السودان وثلثي موارده الطبيعية ومستقبل الاسلام كما فعلوا بالجنوب والان تحاول الانقاذ بنفس المشهد علي دارفور لأن حالتها الذهنية داء عضال لا شفاء منه , ولو لا جنة الله في الارض لتمنطق هؤلاء بالاحزمة الناسفة وصولا الي جنة الله في السماء, فالمتطرفون بطبيعتهم يسعون الي اشباع شهوتهم العارمة بالقهر والاستبداد , فالمشكلة ليست في الاسلام وانما في اسلوب التربية والفكر المتطرف الذي تنشأ عليه جماعات الاسلام السياسي, فالاسلام رسالة حضارية واخلاقية ولا يمكن تأمين السلطة من هؤلاء الا عبر الديمقراطية , وليس صحيحا ان الحرية هي عدو للفوضي كما يزعمون...!
ولولا الفوضي السياسية لما وصل هؤلاء الي السلطة, بدليل ان المجتمعات الحرة في عصرنا هذا هي الاكثر امنا واستقرارا وتقدما, فالاحادية تتنافي مع قوانين العدل والحرية,لكن الجبهة الاسلامية لا تعترف بالحرية كحق طبيعي كالحق في الحياة , فنحن نعاني من تبعات المرحلة التي مرت بها اوربا في القرون المظلمة , فالمناخ السائد في الدولة السودانية في عهد الانقاذ من القمع وأحادية الرأي هو من يدفع بطلاب المؤتمر الوطني بالاعتداء علي طلاب الاحزاب الاخري الذين يختلفون معهم في الرأي, و هو ذات السبب الذي حفز المعتدين بالتصدي للصحفي عثمان ميرغني بمنطق قانون الغابة (الرد باليد) وملكهم كل هذه الجرأة (المبالغ فيها ) لأن يعتدوا علي الضحية في عقر مكتبه في وضح النهار, ولم ينتظروا حتي أن يجهزوا عليه في مكان بعيد عن العيون, فشخصيا لم اندهش لهذا السلوك اللا أخلاقي, لأن هذا شيئ طبيعي في ظل هذا المناخ الملوث الذي يسود في وطن المشروع الحضاري , فالمعتدين لم يأتو بشيء جديد, فلو كان هناك مناخ للحريات واحترام الرأي الاخر لاحترم المعتدين وجهة نظر الاستاذ عثمان ميرغني مهما بلغت حدة وجهات النظر , ولكن مهما تعددت التكهنات بشأن تحديد هوية الفاعل فأصابع الاتهام في هذه القضية تشير الي ان المعتدين لهم علاقة بتيار الاسلام السياسي بأعتبار ان ذاك الفعل يشبههم , فالانظمة القمعية كنظام الجبهة الاسلامية لديها رأي في الحوار و التعبير وابداء الرأي الاخر بحجة أنها ادوات محرضة علي التغيير , و باتت الاشكالية في المناخ المحاصر بالخوف وعدم الامان ,فأنتهاج الحوار والرأي الاخر والحريات وسط هذه الاجواءالمحفوفة بالمخاطر تتطلب لأن تكون جاهزا ان أقتضي الامر للموت.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.