أطلقت الحكومات التي تعاقبت علي الحكم في السودان عدة أسماء تشويهية علي الحركات التحررية التي انطلقت في معظم أرجاء البلاد نتيجة للظلم الاجتماعي والسياسي والثقافي، وخاصة حكومة الجبهة الاسلامية التي تفنن قياداتها وأبواقها وطباليها في وصف الثوار بالنجور تارة بالخوارج تارة اخري بالنهب المسلحة وقطاع الطرق وغيرها من الاوصاف المغرضة التى تهدف الي إخراج القضايا العادلة التي تطالب بها الثوار المتمثلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة العادلة في إدارة شؤون الدولة السودانية وازالة التهميش بكافة أشكاله من مسارها الطبيعي الي مسارات إنصرافية بغرض قتل القضية وتخبيسها وتقليل من أهميتها وتنفيرالجماهير من إلتفاف حول حقوقها والمطالبة بها واغتيال طموحاتهم وامالهم المشروعة. ولكن بعد الانتصارات الكثيرة والكبيرة التي حققتها الثوار في كافة الاصعدة، العسكرية والسياسية والدبلوماسية واعترفت بهم الحكومة مجبراً وجلست معهم في منابر مختلفة أديس أبابا و نيفاشا وابوجا واروشا ..الخ حيث سحبت الحكومة بشكل درماتيكي خجول مصطلاحاتها الارتجالية القديمة في وصف الثوار الاحرار واستبدالها بمصطلاح (حملة السلاح) مواصلة لسياستها في تغبيش الوعي الاجتماعي والتخويف الشعب من الثوار والثورة وخاصة جماهير وسط السودان. ومن المؤسف حقاً تجد بعض الاشخاص محسوبون للمعارضة السودانية ولاسيما السملية منها يرددون هذه الكلمة الاستفزازية بوعي او بدونه! في تلاقي غريب ومخيف بينهم وبين النظام...!!! وفي فترة تواجدي في الاراضي المحررة وجلوسي مع الثوار كنا نناقش بشكل مفتوح كل القضايا بما فيها تلك التي يراها البعض بأنها خطوط حمراء يجب ان لا يثار النقاش حولها، لان أنصارها لايملكون الذخيرة الفكرية الكافية للدفاع عنها لذلك يتهربون ويهددون ويراوغون رغم اهمية تناولها لأنها تؤثرعلينا سلباً وإيجاباً في طريقنا نحو الحرية .علي كل اكتشفت بأن الثوار الذين يناضلون دفاعاً عن اهلهم الذين يتعرضون للابادة الجماعية والتطهير العرقي في الهامش السوداني هم أذكى واشطر من انجبتهم الحواء السودانية وكان من المفترض أن يمارسوا حياتهم الطبيعية مثلهم ومثل أي إنسان سوداني لولا فرض عليهم هذا الحرب فرضاً واجبروا علي الانحياز للثورة وقضايا شعبهم. حيث أثبتت التجربة الثورية الانسانية في ماضيها وحاضرها بأن الانسان الغبي والبليد وعديم الضمير والفكرة لايستطيع حتي مجرد التفكير في الثورة ناهيك عن المشاركة فيها، حيث تجده منهزماً ومستسلماً ومبرراً لمعاناة شعبه ويردد أقوال من شاكلة (ناس فلان ديل حبوباتهم ذاتو عندهم دكتوراة، الناس ديل قروا قدامنا انحنا ما نقدر نحصلهم !). (ربنا سبحانه تعالي هو الذي يغيير الأحوال ) ...الخ غيرها من الحجج الاستسلامية الواهية وفي نهاية المطاف صاحبنا بتحالف مع النظام ويتحول الي اداة من ادواته ويعمل ليل نهار لتنفيذ أوامر اسياده وأمامنا شواهد كثيرة وأنتم تعرفونهم أكثر مني لانهم يزاهمون حشرات الخريف من كثرتهم في الساحة السياسية والإعلامية السودانية. بناءا علي ما تقدم من يثور ضد النظام الدكتاتوري الظالم**حمل الفكر والوعي مسبقاً ورفض الذل والاهانة مطلقاً وقرر ان يعيش حراً وعزيزاً أو أن يموت شريفاً، ولذلك يجب أن لا نردد شعارات النظام بوعي او بدونه ولكن يجب أن نركز في الهدف السامي وهو إسقاط هذا النظام الدموي وإقامة دولة محترمة ونؤسس على مجتمع متقدم ومتسامح خالي من أمراض القرون الوسطى. بشارة مناقو جدو [email protected]