سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    حصار ومعارك وتوقف المساعدات.. ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية في السودان    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تعادل الزيتونة والنصر بود الكبير    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امبراطورية محمدطاهر ايلا
نشر في الراكوبة يوم 11 - 06 - 2015

(اولاد الوالي ) مصطلح اطلقناه من قبل علي فئة بعينها من الانتهازيين احاطت بالوالي السابق للبحر الاحمر احاطة السوار بالمعصم تعرضنا لهم من قبل و سنتعرض لهم لاحقا بالتفصيل في مقالات لاحقة حتي تقف الناس علي حقيقتهم , وتعمل هذه الفئات بالسيطرة علي اجهزة الولاية وتستثمرها اقصائيا علي مستويات عديدة, بعد ان منحها الوالي السابق اهم ادوات السيطرة وفتح شهيتها من خلال التطوير الكمي للمدينه وتجميلها باستنزاف موارد الولاية لصالح تلك الفئات مما زاد من تفوقها و اسست لما يمكن ان نسميه بتيارات (اولاد الوالي) التي نمت عبر مكانيزم الاستقتطاب البيولجي بين الراعي واصحاب المصالح من رعيته , وهكذا نمت تيارات الانتهازيين علي حساب الكيانات الاخري بما فيها المؤتمر الوطني نفسه الذي اصبح شكليا فقط و بدأ يتأكل في نهاية المطاف,وباتت الوضعية الحديثة مأزومة بفضل تجمع هذه الفئات التي وجدت ضالتها في شخص محمد طاهر ايلا , فهؤلاء الانتهازيون كانوا اكثر الفئات حرصا علي بقاء ايلا في منصبه كوالي للبحر الاحمر اكثرمن الوالي نفسه , في مقابل الامتيازات التي يتحصلون عليها, فهي كالكلاب تتبع سيدها للمزيد من الفتات , فهذه الفئات هي اس البلاء ,فهي كالنبات الطفيلية والنباتات المتسلقة التي لا تستطيع القيام بذاتها , ولا بد لها من جسم تعيش فيه وتتسلق عليه وتحجب عنه ضوء الشمس, فهؤلاء هم افة العمل السياسي والعمل العام في كل زمان ومكان , ولا دواء لهم الا بالديمقراطية ,فهم يتاجرون بقضايا المواطن الغلبان , ويتخذون من الغاية تبرر الوسيلة شعارا لهم , وقد اخرجت الانقاذ الكثير من امثال اولئك الانتهازيين واصحاب المصالح والاحزاب الكرتونية التي تعرف في ادبنا السياسي بأحزاب الانابيب,ولا اتوقع ان تنتهي هذه الظاهرة المرتبطة بالانظمة الشمولية, وستستمر الاوضاع كما هي لأن هذا الداء كما اشرنا لا دواء له الا بالديمقراطية.
ولكن ما الذي يجعل اولئك الانتهازيين بعد ان كانوا يعيشون بين ظهرانينا كأشخاص عاديين لا تبدو علي سيماهم اي مظاهر تدل علي المطامع الايدلوجية , وما السبب الذي يدفعهم الي خلع هويتهم التي نشأوا عليها وتبني هوية اخري, والسبب يعود في رأيي الي تحري السلطة والمال وذلك بأهتبال اي فرصة قد ترفعهم الي درجات التشريف الذي يقود سلمه الي تسنم السلطة واغتنام المال (بأي ثمن) ليفوزوا بالفخار والسؤد الاجتماعي , فالدموع التي ذرفها (اولاد الوالي) حين جاء الخبر (اليقين ) بدت اشكالهم علي نحو مثير للشفقة, وبدأت تراودهم الكوابيس بأن مدة صلاحيتهم قد انتهت وحسمت بذهاب ولي نعمتهم, لانهم سيفتقدون رأس مال شرعنة السلطة المتمنهج في شخص الوالي السابق, والذي حسب استراتيجيتهم كان يجب ان يستمر بالديمومة القائمة علي محددات الغنيمة ليصلوا في نهاية المطاف الي صيغة تؤمن لهم البقاء ولا جيالهم, ولقد اضر هؤلاء الانتهازيون بالوالي وكانوا سببا في رحيله لانه اصبح يري المشهد من خلالهم بعد ان استثمروا المصطلحات التضليلية لاشباع رغباته , ليتبادر الي ذهن الوالي السابق ان كل الولاية تحبه كحب الشعب الليبي المزيف لرئيسه الاسبق معمر القذافي , من خلال التكريم والتدجين واستعباد الضمائر بالاغداق ,وتحشد له الحشود للتهليل والمبايعة ومباركة الانجازات, مما حدا به بأنه فعلا يسير في الطريق الصحيح يغذيه من حوله من المنافقين والانتهازيين لتحقيق اهداف تنحرف عن مرماها الحقيقي لضألة الوعي السياسي لفئات مجتمع هذه الولاية البسيط والتزام غالبيته النمط الاقتصادي البسيط.
فرض ايلا نظامه السياسي الخاص الذي يتصف بالاحادية المطلقة وهي اشد خطرا من الشمولية نفسها التي يقوم عليها نظام الانقاذ, فالنظام الشمولي علي علاته توجد به مراكز قوي قد تحدث نوع من التوازن و تضغط في اتجاه صنع القرار, اما الاحادية المطلقة تقوم علي هيمنة الشخص الواحد الذي يتحكم لوحده في المفاصل السياسية ومن حوله شخصيات رخوة تدين له بالسمع والطاعة العمياء, وهذا النظام الاحادي المطلق غيرمعني بتطوير الانسان والارتقاء به علي اساس النوع وانما علي اسس الاستغلال حسبما تقتضي الظروف , بل واصبح ايلا خميرة عكننة للمركز بسبب الحقوق المهدرة في اتفاقية الشرق وكان يصارع وحيدا في هذا الملف باعتباره احد ولاة الشرق ورموزها وباعتبار ان مساعد رئيس الجمهورية موسي محمد احمد تمت السيطرة منذ ان وطأت قدماه الخرطوم بعد الاتفاقية وبالتالي ابعد النظام ايلا من باب(الباب البجيب الريح سدو واستريح) ليطوي النظام صفحة ملف اتفاقية الشرق في جيبه, اضافة الي ان حقبة ايلا سادت بالمسممات الاثنية الممزوجة (بالبارود) مما اوقعه ما عونه في نهاية المطاف بالعديد من الازمات التي كادت ان تعجل بابعاده علي اكثر من مرة من الولاية التي اسس فيها امبرطوريته الخاصة و كان يطمح في المزيد .
لقد تفوق ايلا علي من سبقوه من الولاة الذين كانوا من قبله لأن الظروف قد خدمته بأعتبار ان جلوسه علي عرش البحر الاحمر تزامن مع اتفاقية نيفاشا التي اسست لحقية جديدة للولايات افضل من السابق بملايين المرات , من حيث تقاسم السلطة والثروة بحيث اصبح الولاة بمثابة رؤساء جمهورية في ولاياتهم ,بعكس الاوضاع القديمة حيث كان المركز هو من يدير الولايات بالريموت كنترول , وعلي سبيل المثال حتي وزراء الولايات كان يتم تعينهم من المركز, وفي عهد حاتم الوسيلة كان وزير المالية السابق بهذه الولاية علي محمود هو الوالي الفعلي لهذه الولاية ,وبالتالي امتيازات اتفاقية نيفاشا هي من ميزت ايلا علي كل اسلافه , وبالتالي تنعدم المقارنة بينهم, وقد سبق وان قلت رأيي سابقا في ان الوالي السابق حاتم الوسيلة هو افضل السيئين في عهد الانقاذ , ولو وجدت حكومته نفس الامتيازات لأصبح نجما لامعا في زمن الغفلة والهوان , غير ان المطبات التي واجهت السيد حاتم الوسيلة اهمها انه ليس من ابناء الولاية,ثم ان المركز كان لا يثق فيه باعتبار انه ينتمي لحزب اخر وهو الحزب الاتحادي جناح الشريف الهندي .
ولكن لحاتم الوسيلة اشراقات نذكر منها وقفته القوية مع اهالي هوشيري حين انتزعت اراضيهم لتشييد الخط الناقل للبترول , ولنقارن مع قضايا مماثلة حدثت في عهد ايلا تتعلق بنزع الاراضي وتجفيف مدارس الوسط , فحين صدر قراررئاسي من السيد رئيس الجمهورية 18/6/1997 الذي قضي بنزع الاراضي الواقعة علي امتداد الخط الناقل للبترول من هجليج حتي بشائر ميناء التصدير, ونص القرار علي تشكيل لجنة فنية لتنفيذ امر النزع وفقا لقانون نزع الاراضي 1930 فيما يتعلق بالتسوية والتعويض , ولقد قامت وزارة الطاقة والتعدين بتعويض الاهالي في هوشيري عما علي ارضهم من مصالح ومشروعات دون ان يشمل التعويض عين الارض المصدر الاساسي لرزقهم واسباب حياتهم , وبعد طول لهاث وطرق ابواب كل السلطات لجأوا اخير الي هيئة المظالم ولكنها كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار, فكان رد هيئة المظالم الصادم بأن الارض غير مسجلة وبالتالي هي ارض حكومية ,وفي هذه الواقعة لزاما علينا ان نشيد بخطوة الوالي الاسبق الاستاذ حاتم الوسيلة فقد وقف مع اهالي هوشيري وقفة مشرفة بمذكرة انصافية لرئيس الجمهورية في هذاالشأن، كان لها الاثر الايجابي , والعامل الاثني احد اكبر المعوقات التي واجهت حاتم الوسيلة بأعتبار انه ليس من ابناء الولاية , وهي نفس الاشكاليات التي ستواجه ايلا في الجزيرة , حيث سيفتقد السند القبلي الذي كان يعتمد عليه في البحر الاحمر لمواجهة المركز , اضافة لشح الموارد المالية لولاية الجزيرة , والاهم من كل ذلك ان الجزيرة ولاية كبيرة ذات ثقل سكاني وتتميز بمدن كثيرة وكبيرة ممتدة تنعدم مقارنتها مع البحر الاحمر في هذه الناحية, اضافة الي ان ايلا استفاد من التشابك الاثني وتعقيداته في البحر الاحمر و(لعب) عليه بأتقان من خلال (شق) الادارات الاهلية و ترويضها لضمان الولاء المطلق , اما ولاية الجزيرة فهي تختلف تماما عن البحر الاحمر, اذ تعتبر الجزيرة سودان مصغر فهي تأتي بعد الخرطوم مباشرة من حيث انصهار النسيج الاجتماعي في بوتقة واحد ,لن يستطيع ايلا ان يستتبع ذات التكنيك الذي مارسه مع القبائل في البحر الاحمر , اضافة الي جامعة الجزيرة التي يصعب السيطرة عليها علي غرار ما كان يفعله ايلا في جامعة البحر الاحمر التي خضعت له بكلياتها ووضعها في جيبه الايمن .
لم يكن ايلا موفقا في الخطاب الذي القاه في فاتحة ترحابه بأهل الجزيرة , اذ اشار انه سيحي مشروع الجزيرة....! اذ بدأ باعلي سقف لطموحات اهالي الجزيرة , ولكن كيف سيتمكن من احياء هذا هذا المشروع الذي كان من ضمن المشاريع المستهدفة بالتدمير ضمن اجندة الجبهة الاسلامية بهدق تقويض الاقتصاد لتمكين القلة المتنفذة , اذ فشل ايلا في تجديد شبكة مياه بورسودان التي كانت ستساهم في حل 50% من مشكلة المياه في البحر الاحمر لأن مشكلة مياه في المقام الاول تنحصر في رداءة الشبكة المهترئة التي انتهب زمنها الافتراضي ولا تساعد علي توزيع المياه وانسيابها بطريقة سهلة , وكما فشل ايلا في انشاء اي مشروع اقتصادي ضخم تتباهي به ولاية البحر الاحمر ,حيث عجز عن احياء كل المصانع التي كان حكومته سببا في انهيارها , فكيف سيعيد احياء مشروع الجزيرة اكبر مشروع علي مستوي القارة الافريقية وهو الذي عجز عن حل مشكلة المياه باكملها في البحر الاحمر , بل وكان في متناول يده مشروع الاستزراع السمكي وهو من اكثر المشاريع المضمونة وماله من فوائد ايجابية علي الولاية بل السودان اجمع ,وبالبيان العملي ولاية البحر الاحمر بحسب مسح اجريته من قبل اقل الولايات توظيفا للخريجين ....! فهذه كلها دلائل علي الفشل الاقتصادي المتدثر بغطاء التنمية المزعومة المحصورة في خطوط الاسفلت والمجاري التي تفتقد للمواصفات المطلوبة , فعمليا التنمية في البحر الاحمر لم تستهدف المواطن كمحور اساسي بل استفادت منها الرأسمالية الطفيلية من خلال الامتيازات التي نالتها , وثمة معلومات نوجهها للعديد من الذين يزايدون بأنجازات ايلا , السؤال الذي اوجهه لهم هل دفع ايلا من جيبه الخاص لتنفيذ المشاريع في هذه الولاية , ام ان هذه الاموال هي اموال المواطن الغلبان...؟ من يشكر من ...؟ نحتاج للارتقاء بعقولنا, فأي رفعة نرجاها لوطن عقل مواطنه غائبا عن الوعي.
اصعب العقبات التي ستواجه ايلا انه سيحاول بناء تنظيمه الخاص علي غرار ما فعل في البحر الاحمر بالتركيز علي الانتهازيين والشخصيات الرخوة وابعاد الشخصيات القوية و المؤثرة في حزبه للتحرك بحرية تامة , وعلي غرار ما فعله البشسير الذي بدأ بالتخلص تدريجيا من الشخوص المؤثرة ومن يمثلون مرجعيات في حزبه والاعتماد علي المقربين الذين يدينون له بالطاعة العمياء اضافة لاشتداد القبضة الحديدية للالة الامنية والعسكرية ,وبالتالي بدأ البشير تدريجيا يتحرر من قبضة الاسلاميين وهيمنتهم بما يمكنه من توسيع نطاق مناوراته وتنفيذ اراؤه بحرية تامه.وهو نفس التكنيك الذي وضعه ايلا منذ جلوسه علي عرش البحر الاحمر ليضع الحزب في جيبه بدلا من يكون العكس , وتمكن ايلا من بناء تنظيمه الخاص ولكنه كان خصما ووبالا علييه اذ افقد المؤتمر الوطني الكثير من عضويته خاصة من قبائل البني عامر التي كانت تمثل ثقلا في تيار الاسلام السياسي ,واحدث انشقاقات اثنيه وسياسية بالحزب بهذه الافعال الغير مدروسة , ظهرت بوضوح في انتخابات جامعة البحر الاحمرالاخيرة والمؤتمر العام الاخير للولاية , وهذه من اهم الاسباب التي ابعدته جاءت بخلفه لاحداث التوازن, ولكن ثمة ملاحظة ابديها عن اتهام البعض لايلا بالعنصرية بمحاباة بعض القبائل , فهذا شيئ طبيعي في عهد الانقاذ المؤدلجة علي نهج القبلية البغيضة , فذات الشيئ كان يمارسه عوض الجاز وصلاح قوش وغيرهم من صقور الانقاذ الذين اصبحت وزاراتهم عبارة عن محميات قبلية .
وعلي غرار تيارات ابناء نافع وابناء علي عثمان خرج ابناء ايلا الي الوجود واستمدوا نفوذهم السياسي والاجتماعي علي كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والرياضية في كل ارجاء الولاية , وحقق اولئك الانتهازيين مكاسب شخصية لم يحققا الذين افنوا اعمارهم في خدمة الاسلام السياسي علي مدي اكثر من ثلاثة او اربعة عقود من الزمان , ليجد ابناء الوالي ضالتهم في الامتيازات والمناصب وانفتحت لهم ابواب الدنيا الجديدة وصاروا من اصحاب الاموال والاستثمارات في زمن الغفلة والهوان بعد ان عرف هؤلاء الانتهازيون انه لا يمكن ان يخترقوا حصون المجد الا بعد يدهنوا جلودهم بدهان الولاء الاعمي لولي نعمتهم للدرجة التي وظف فيها بعضهم اقلامه وقصائدة لمسح احذية ولي نعمتهم لزمن انتهي بمثالياته وقضاياه المفلسة وبات ذهاب هذه الفئة رهين بذهاب ولي نعمتهم لتأسيس الاوضاع بشروط جديدة, ولقد خدمت هذه الفئات الوالي السابق علي احسن وجه , لانها كانت حريصة علي الامتيازات والمناصب التي تنالها من خلال تنفيذها الحرفي لسياساته , ولكن الان وبعد ان تقولبت الاوضاع و تغير مجري الامور, فلنري الي اين تكون الوجهة القادمة لهؤلاء هل بغادرون للحاق بولي نعمتهم ....؟ ام يحاولون بنفس الاسلوب مع الوالي الجديد الذي سيكون له اسلوب مختلف عن سلفه .
التشكيل الوزاري اتي باحمد وابعد حاج احمد , فالالة القمعية اتسعت رقتها العسكرية علي حساب الايدلوجية السياسية , فالانقاذ كلها نافع او صلاح قوش او علي عثمان او ايلا تنفيذا لسياسات الحزب ,فمن خلال التشكيلة الوزارية الجديدة يتضح توسيع القبضة الامنية علي حساب النظام السياسي المقيد وهذا مرده للمخاوف والهلع من فقدان السلطة,وهذه واحدة من مؤشرات اقتراب انهيار دولة الانقاذ التي ما زالت تعاتد وتكابر بممارستها لذات السياسات التي بسببها تم فصل الجنوب واحتراق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والانهيار الاقتصادي وغياب الحريات , ولكن ما لا يدركه الانقاذيون ان ثورة التكنلوجيا والمعلومة الحاضرة لن توقفها الة القمع او سياسات مصادرة الرأي الاخر او اغلاق منافذ التواصل الاجتماعي , ولو كان ذاك يجدي لكان اجدي مع طغاة ثورات الربيع العربي الذين ذهبوا الي مزبلة التاريخ , فمن يقرأون التاريخ وحدهم من يخرجون بالعبر والدروس, حتي لا يعيد التاريخ نفسه, وان اعاد التاريخ نفسه فهي الكارثة الحقيقية, فمن من يقف خلف تجارب الاخرين لهو المستفيد الاول ليتفادي الوقوع في اخطائهم , فالمثل السوداني يقول :( السعيد بشوف في غيرو ), والامر واضح جدا ولا يحتاج الي مجادلات من خلال سير الطغاة الذين حدثنا عنهم المولي عز وجل في كتابه الكريم ومن ثورات الربيع العربي التي اجتاحت الرقعة الجغرافية التي نحن جزء منها , عبر شعوبها الذين عبروا عن رفضهم للظلم والقهر والاستبداد والطغيان, وهذه الاحداث التي شملت هذه الرقعة الجغرافية تشير الي التطور التدريجي بأتساع رقعة الديمقراطية الذي بدأ فعليا في محيط رقعتنا الجغرافية التي نحيا عليها لا يدركها هؤلاء الظالمين الذين يتوسدون بيننا ليتعاملوا معها بعقلانية بان ازمنة القهر والشمولية الي زوال والنار تبدأ من مستصغر الشرر, فثورات الربيع العربي هي نقطة البداية كانت ثماثل تغيير رقعة جغرافية في حقبة تاريخية تشمل تغيير جذري للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية , علي غرار تجربة انهيار دول شرق اوربا بداية تسعينات القرن الماضي ومن بعده انهيار سور برلين, لتخرج تلك الدول من معاقل القمع الشيوعي ومن ازمنة الجدران الستلينية المؤدلجة , فصارت ممالك ودول مثل حضارات سادت ثم بادت بفضل ارادة شعوبها وتوقهم للانعتاق من اسر الديكتاتوريات. وعلي حسب قول استاذنا فتحي الضو ( لا بد من الديمقراطية وان طال السفر).
المثني ابراهيم بحر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.