تركوكَ غريباً وطريداً ما بين السلطةِ والسلطة إذ كنتَ تُصادمُ في جلدٍ ودّوا لو أنكَ هادنتَ أذ انتَ سقيمٌ ووحيدٌ غضُّوا طرفاً خفضوا صوتا وتباكوا الآن بلا خجلٍ من غربوا عنك وهم شتىَّ يا شاعرُ إفريقيا الفُضلى ما كنتَ تؤذِّنُ في مالطة فاهجعْ في حضرةِ من تهوى في سرمدِ رحمته البحتَّة وأرقدْ ياقوتاً مملوكاً سلطاناً للعشق كما كنتَ وتبقى وسنبقى لا نهوى أصنامَ شريعة بيزنطة وتبقى الأشياءُ كلا أشياءْ ويبقى ألاحياءُ هم الموتى وتبقى وسنبقى أحراراً في وجهِ الساسة والشرطة وسيظلُ الفجرُ جناحانأ ونبقى نتسائلُ من أنتَ هل كنتَ سفيراً للذكرى أبنبضِ الزمنِ تكلمتَ أصرعتَ الغربةَ والمنفى لتغشى السودانَ أذا نمتَ أبوجهِ الريحِ تلثمتَ لتفترشُ النيلَ أذا قُمتَ أبنورِ الشوقِ تحممت هل كئتَ نبيلاً من ( نبتة) أكشمسِ الشوقِ تعاظمتَ أبطبلِ الوجدِ تدوزنتَ هل بالأدغالِ تزمَّلتَ أو بالصحراءِ تعمعمتَ هل كنتَ الأعقل في دنيا لا تكشف طلسمها البتة هل جبتَ الدنيا درويشاً يتراقصُ حرفُكَ للنقطة ضياء الدين مدثر رجب برلين [email protected]