بسم الله الرحمن الرحيم ونحن صغار كنا مجموعة نلعب كرة القدم في الحي واسسنا فريق ناشئين وكان أكبرنا يسيطر علينا بكريزما السن والعضلات فنصبناهو رئيسا للجنة إدارة الفريق وبعد فترة ضقنا زرعا به وبطريقته فقررنا تغييره وكان العزم عقد جمعية عمومية وانتخاب لجنة جديدة وبعد المداولات جاء دور الانتخاب والترشيح فرفع أكثرنا جرأة يرشح آخر غير الرئيس القديم حسب الخطة والترتيب .ولكن ماكان من صاحبنا ومن على المنصة إلا ويتعرض بقوله .. الرئيس محسوم (أنا .. مسمار وركب ..شوفوا الباقين ) فسكت الحضور ولم يعترض أحد فما كان من صاحب الاقتراح إلا وتعديل اقتراحه بالتجديد لللجنة الحالية كلها اذا لن يتم تغيير الرئيس. تذكرت هذه الواقعة على ذكر تغييرات أجراها المؤتمر الشعبي على أمانته العامة حيث تم إقصاء قيادات نشطة أمثال الدكتورة نجوى عبداللطيف والأستاذ.صديق الأحمر واستعادة قيادات سابقة مثل الأستاذ.إبراهيم عبد الحفيظ والاستعانة ببعض المغمورين وهنا ليس الذكر ولكن النشاط والحضور في الشعبي طيلة السنين الماضية .وهذا يرجع بنا إلى التذكير بنقدنا لمعايير الترقي والقيادة في الشعبي وقد عج المؤتمر الشعبي في التغييرات السابقة ببعض أساتذة الجامعات ومساعدي التدريس او العائدين من المهجر وأوروبا خاصة وهذا تكتيك مفهوم في إطار السيطرة على زمام القيادة دون مناكفة من الراسخين لمبلغ طموح القادمين الجلوس الى الشيخ ويسجل في سيرته الذاتية انه عضو امانة سابق. ولكن تظل الأزمة قديمة ومتطاولة منذ الإصرار على الأستاذ على عثمان طه رغم اعتراض الكثيرين عليه ليحمل بعدها وزر المفاصلة ويتهم بالخيانة من قبل الأمين العام وهذه من الأمراض التي انتقلت مع المؤتمر الشعبي من المؤتمر الوطني حيث لا يعرف جهاز تنظيمي مناط به ترشيح الأمناء للقيادة وليس هناك نظام بموجبه يتم التدرج للوصول لقمة الهرم . بل الامر متروك للأمين العام وخاصته ولذلك بأن عوار قصور القدرات الفردية والرؤية الشخصية لترشيح القيادات للأمانة العامة للشعبي حيث تم تعيين من فاصل مع المؤتمر الوطني عضوا في الأمانة السابقة أمينا للزراع وهو الآن أمين أول بأحد الولايات . ولم يشفع للمحامي القيادي مرافعته الجريئة ينقد ترشيح زميله أمينا لاهم أمانة في الشعبي فكان نصيبه غضبة من الأمين العام وإبعاد عن الأمانة العامة بل تم ملاحقته بعدم التصريح للإعلام بصفة قيادي عن نشاطات الحزب وخصوصا الحوار ليتفرغ للحديث عن أمور فقهية غير مؤهل لها اضطر للتراجع عن أرائه فيها . ولكن المجحف هذه المرة في هذا التغيير كان في حق الدكتور بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية الأمانة الأهم بعد السياسية في حزب المؤتمر الشعبي للبعد الأممي لفكر الحركة الاسلامية التعقيدات الإقليمية والتدخل الدولي في الشأن السوداني مما يتطلب قيادة بحجم د.بشير رحمة مؤمن بفكرته فقد فاصل النظام وترك السلطة وكان والي ولاية ويعرف العمل الخارجي فقد درس في امريكيا ومجرب قياديا فقد كان رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم 76م .فالاجحاف في حقه أن يدحرج إلى أمانة هامشية (الاقتصادية) فليس للحزب مال ينميه فمنذ الرابع من رمضان جفت منابع المال عن الشعبي وليس له مؤسسات إقتصادية يديرها او مساهمات فكرية لمعالجة الأزمة المعيشية الطاحنة فهي أمانة لتخزين قدرات الدكتور بشير عن واجهة الحزب الإعلامية وأن لم يكن مثل دكتور بشير في واجهة القيادة من يكون؟. فالرجل كنا نطمع أن يكون خليفة الترابي فهو تتوفر فيه كل شروط الشيخ للأمين الخالف سافر خارجيا ويتحدث لغة أجنبية بطلاق وخطيب يستشهد بالقران ومؤهل أكاديميا وتدرج تنظيميا وحبس في سجون النظام وقومي تعرفه ولايات الشرق والشمال ودارفور قبل كردفان موطنه وعند طوافه نهرالنيل مؤخرا يبشر بالحوار طاف الولاية بكل محلياتها وقراها ولم يجد نفسه غريبا عنها فالشعبيون في نهرالنيل يشهدون له بالمؤازرة والإنفاق على الحزب هناك لتثبيته وترسيخ قيمه بولاية النيل ايام المحنة والضنك . عموما دكتور بشير ليس من الذين تزينهم المناصب بل المنصب به يتزين. ولكن يظل الشعبي يتعثر على طريق الاصلاح وبتهميش قياداته الفاعلة وكوادره النشطة وابدالهم بأخرين غير مشهودة مواقفهم بل منهم من هو أقرب للنظام لهية منقصة في حق حزب ورث تجربة حركة لأكثر من ستة عقود. وتظل العلة باقية في معايير الترقي والقيادة بالمؤتمر الشعبي لا هو اعتمد النظام الهرمي ولا كلف جهاز بمهمة الترشيح والجرح والتعديل لقياداته بعيدا عن المزاجية والارتجال. ولكن أيضا تظل تغييرات الشعبي في مستوى أقل فقد أحتفظ النواب المساعدين بمواقعهم وكان الأجدر المكافأة لتغييرات النظام تهيئة للحوار فقد بدل البشير بوابه ومساعديه استجابة لشرط الشعبي للحوار بينما يحتفظ الشعبي منذ تأسيسه بنواب الامين العام ومساعديه ومنطق الاشياء يقول ان لم يكن دكتور بشير أمينا سياسيا او أمينا للخارجية فمكانه مساعد الأمين العام او نائبه. إسماعيل فرج الله 4يوليو 2015م [email protected]