اللقاء الذى أجرته الأستاذة سارة محمد عبدالله مع الأستاذ الاعلامى الكبير محمد الكبير الكتبى فى الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم فى سهرة اذاعية عبر اذاعة أمدرمان كان لقاء جميلا مفعما بالحيوية. كان لقاء بين اعلاميين نفخر بهما كثيرا. الأستاذة سارة محمد عبدالله لها بصمتها الادائية المعروفة بصوتها المميز المحبب, والأستاذ محمد الكبير الكتبى ذلك الاعلامى الدولى الضخم لا يحتاج أحد منا الى تعريف عنه. وقد تحدث الكتبى بتفاصيل عن نشأته بحى الوكالة بالفاشر.. عن دراسته بمدرسة دارفور الثانوية .. وكيف أنهم كانو يحررون ويقدمون ثلاث نشرات عبر الاذاعة المدرسية فى اليوم الواحد.. وتحدث عن الجيران..ذكرهم واحد تلو الاخر وتحدث عن بداياته نحو الاعلام... يا لها من روعة السرد كأننا بحضرة أحدى فقرات دومة ود حامد.. لهما التحية . وبالطبع سارة والكتبى ليس وحدهما فى الخاطر , هما جزء من جيش من المشاهير ممن يعملون فى مجال التثقيف و الاعلام. منهم الصحفيون والاذاعيون ومنهم الأدباء والشعراء والفنانون ومنهم المخرجون والممثلون والتشكيليون , صاغهم الوطن اجمل صياغة وصقل مواهبهم و بدورهم يقدمون للوطن الأجمل والأروع. وهنا نذكر ماقاله شاعرنا الكبير ادريس جماع فى حقنا وفى حق الوطن: أمة للمجد والمجد لها وثبت تنشد مستقبلها روى نفسى من حديث خالد كلما غنت به اثملها من هوى السودان من اماله من كفاح ناره اشعلها نهضة نادت فتاة حرة وفتى كى يحملا مشعلها الحديث الشيق الذى قدمه الكتبى و الكلام الجميل المتسلسل عن البدايات الاولى نحو هيئة الاذاعة البريطانية والذى تابعناه من حديث الأستاذ اسماعيل طه عبر تلفزيون أم درمان مع الأستاذ حسين خوجلى قبل سنوات هو من نوع الحديث الخالد الذى عناه الشاعرعندما قال روى نفسى من حديث خالد كلما غنت به اثملها. ونحن بصدد الاحتفاء بالمبدعين بمختلف مشاربهم ومللهم ونحلهم ومدارسهم الفكرية والفنية, نبدى اعجابنا بقدرتهم على الاحتفال بكلمات شجية حتى عن أكثر المواقف صعوبة. شاعرنا التجانى سعيد وعقب أحداث 19 يوليو عبر عن حزنه بكلمات جزلة ذات ايقاع منتظم أضاف اليه الفنان الكبير محمد وردى بصوته الجميل احدى مؤلفاته الموسيقية الرائعة وكان مثالا للحديث الخالد الذى قال الشاعر عنه أنه كلما غنت به النفس ثملت. قلت ارحل اسوق خطواتى من زولا نسى الالفة أهوم ليل اسافر ليل أتوه من مرفأ لمرفأ . . أصل العمر شوقا كان وصبرا كان وحزنا كان فسيح و فسيح أصل العمر كان دربا مشيتو كسيح وكان غرسا سقيت بكا وقبضت الريح. وهنا نعجب عادة المبدعين فى توارد خواطرهم, حيث عبر الشاعر محمد حامد ادم عقب نفس الاحداث عن اسفه من كردفان بكلمات موقعة ومقفى نتغنى بها جميعا مع عبد الرحمن عبد الله منذ أكثر من أربعين عام. صبر ك لحظه واحده ياضابط السجن ازود بنظرة وارجع انسجن خمسه سنين طويله مرت ليله ليله دمعة الشوق هميلة وراء الدمعة الهميلة تشرح سايلة حالى وتكتب فى مثيله قصة وردة جفت من فرق الخميلة . . ده بلبل ساب عشيشو وراح ولهان يردد شوق الطير لريشو وشوق للنادي خدو للبجرح رميشو لجاهلا بعذب صدو ويحلى طيشو. بهذه الكلمات الجميلة حول شاعرنا سجن الابيض الى منتجع خضراء يعشعش و يغرد فيها البلابل ويذرف فيها العشاق الدموع. ونحن من بعد نتغنى بها بهذا المعنى, بمفهوم الحديقة الغناء المزدانة بالورود والرياحين التى يشقشق فيها العصافير.مثلما يتغنى المغتربون كلما طال بهم المقام فى الغربة وعاودهم الحنين الى الوطن: زمان الغربة والتجريح بسيبو بسيبو عشان تشيلو الريح بسيبو عشان صحيح الذكرى بتوه عمرنا صحيح وانت معاى لا بندم ولا بقضى العمر تبريح والشئ بالشئ يذكر , اين هم- شعراء الحلمنتيش؟ , أذكرمنهم المتجهجه الاممى والحوامة بن اللواسة الكدرابى والمستعرب الخلوى وكل اعضاء هيئة حلمنتيش العليا. والحقيقة لم يغب هؤلاء عن بالى ولكنى ظننت و(ان بعض الظن اثم) ان البعض منهم ربما قد مات والا لما اختفوا هذا الاختفاء السرمدى. ظننت أن بعضهم مات لسببين: أولهما أننا معشر البشر دائما على اعتقاد خاطئ بان الموت يبدأ بالكبير ولأنهم كانو من دفعات متقدمة جاءت الظن هكذا لكن (الله يكضب الشينة). والسبب الثانى أن المبدعين فى الغالب مثل الورود يتوهجون ويذبلون, شهدنا ذلك فى التجانى يوسف بشير, خليل افندى فرح, فضل المولى زنقار, رمضان حسن, محمد الحويج, مرسى صالح سراج(يقظة شعب), مصطفى سيد احمد, خوجلى عثمان, محمود عبد العزيز والقافلة تطول.رحمة الله عليهم. والموت حق والحياة باطل.وربنا يطول أعمارنا وأعمار شعراء الحلمنتيش. على أية حال بالنسبة لشعراء هيئة حلمنتيش العليا الذين تركوا الساحة التى طالما عطروا اجواءها حقبة من الزمان, فأنا أحييهم من هنا بتحية عاطرة وكذلك كل القراء وكل مجالس ريحة البن بقصيدة حلمنتيشية أسميها معلقة لأننى أعلقها على جدار الراكوبة الاكترونية ستكون باقية باذن الله ما بقيت الركوبة. وانا هنا أود الاشارة الى شئ واحد وهو أننى لست شاعرا. ولكنى أود وعلى استحياء أن أملأ الفراغ الذى تركته هيئة حلمنتيش العليا. القصيدة الحلمنتيشية بعنوان: الماعندو قديم ما عندو جديد ان كنت اصحو الرابعة فى التوقيت القديم فقد صحوت الخامسة فى التوقيت الجديد على الرقراق لمحت العمامة فى العملة القديمة وأرى السدود و الأبراج فى العملة الجديدة تبا للكتلة المنفوشة فى الجنيه القديم فقد محوت ثلاثة أصفار للجنيه الجديد مليون ميلا كنت أربعها للسودان القديم كدرويش يرجحن بلا ساق أنت ياالسودان الجديد كل المنى أن أرى فيك بقية من مروى القديمة ومن لا يملك شيئا قديما لا يملك عهدا جديدا ان كانت العلة كل العلة فى الأرنيك القديم فقد جادت قريحة التدابير بالالكترونى الجديد ان يكن حظى عاثرا الى يورو عبرالمطار القديم فماذا يا ترى ما قد سيكون عبر المطار الجديد وان كنت اشعث أغبر فى الدستور القديم فحظوظى كفؤاد أم موسى فى الدستور الجديد ترأست مرارا الحزب المنشق عن المنشق القديم والامال عراض لقيادة انشقاق جديد لحزب جديد لم تكن لى ناقة ولا جمل فى البرلمان القديم ولم يفز أحد من مناديبى للبرلمان الجديد الابل والبقر التى ملكتها فى السودان القديم ضاعت كلها وكل الضأن فى الأمكواك الجديد ابنى الذى اعلمه دهرا الطب وتاريخنا القديم منصرف كله بما فى الأسافير وبكل مبذول جديد ان كان هذا حال كل من يتأسى بالأمس القديم فأين حيلتى من الكبار فى قانون الاستثمار الجديد توارى بخيره وشره سلطان الفاشر القديم وهل يا ترى من جديد فى كنانة السلطان الجديد نحمدك ربى ما دمنا على ذات الهداية القديمة نصوم ونفطر ونحفل بالعيدين فى كل عام جديد [email protected]