لم نفق بعد من قبلة تلك الفتاة للفنان طه سليمان على المسرح، ومحاولة أخرى احتضان أحمد الصادق ، ووقوع ثالثة على صدر فرفور ، وعناق رابعة لشريف الفحيل (هذا طبعاً غير عناق إنصاف مدني له)، وسجود معجب شاب تحت أقدام فنان الطمبور محمد النصري ؛وإغماء آخر ، حتى شاهدنا أمس فتاةً تقتحم المسرح على الفنان حسين الصادق في حفلته المسائية على مسرح نادي الضباط لتقتلع ساعته من معصمه بعد أن أفلتت من حرسه الشخصي!!! نعم والله.....خلعت ساعته وعلى عينك يا تاجر ، بعض الجمهور قام بالاحتجاج في شكل (صفير) ، وبعضهم أعجبه الموقف ، فعبر عنه أيضاً في شكل (صفير) ، وما بين (الصفيرين) لا تدري أيهما يغلب على الآخر : صفير الاحتجاج أم صفير الإعجاب . وبغض النظر عن ردة فعل الجمهور تلك ، فإن ظاهرة الممارسات الهستيرية على خشبة المسرح وبالذات في حفلات الفنانين الشباب، أصبحت ظاهرة لا يمكن السكوت عنها. فإذا سلمنا أن هؤلاء الفتيات مراهقات و(ما عندهن كبير) ولا يكترثن لأسرة أو ل(ولي) ؛ فهل منظمو تلك الحفلات أيضا ً، ومجموعة (البودي قاردات) ذوي الأيادي الضخمة والعروق المفتولة والصدور العريضة ؛ هل هؤلاء أيضاً مراهقون وغائبون عن الوعي؟ أليست مهمَّتهم تنظيم الحفلات ، وحماية المشاهير، وبسط الأمن؟ إذن.....أين هم حينما يصعد أولئك المراهقون و المراهقات إلى المسرح؟ ما يتعرض له الفنانون الشباب تتعرض له أيضا" الفنانات، فموقف الفنانة (فهيمة )مع الرجل الذي أصر على تنقيطها وحين رفضت قام بصفعها ليس ببعيد ، وموقف مماثل لشخص آخر حاول تقبيل الفنانة الرائعة الجميلة (نانسي عجاج ) على خشبة المسرح . أن كثرة هذه الممارسات تؤكد على أن شبابنا يسير في طريق.. ربنا يستر من عواقبه الوخيمة، شباب يحاكي أحياناً من أجل المحاكاة وهو يحاول التشبه بتصرفات بعض المراهقين في الدول العربية الذين يرتمون تحت إطارات سيارات المشاهير وينحتون أوشاماً على جلودهم باسم كاظم الساهر ، أو الحلاني ، أو جاستن بيبر. هناك أحاديث تدور حول أن بعض الفنانين يستأجرون فتيات وشباباً للقيام بذلك الدور، وذلك حتى تكتسب حفلاتهم شيئاً من الإثارة التي تؤثر على شباك التذاكر بالضرورة، وترسل رسالة واضحة بأنهم محبوبون ومرغوبون وعلى الأخص من الجنس اللطيف . ولعل هذا الأمر يخفف عليهم قليلاً من كساد أغنياتهم وفقر تجربتهم التي تغذيها الشائعات والإثارة أكثر من ما تغذيها الألحان وكلمات الأغاني. وإن صح هذا القول فهم لا يعلمون أن مثل تلك الممارسات تنفر عنهم الجمهور أكثر من ما تجذبه. الغريب في الأمر، أن مجالات الإبداع وعلي كثرتها وتنوعها ووجود مشاهير في أكثر من مجال الا انهم لا يتعرضون لما يتعرض له الفنانون، فلم نسمع مثلاً عن أحضان أو قبلة أو صراخ هستيري في وجه ممثل أو مذيع أو مخرج أو تشكيلي أو روائي أو شاعر أو مادح أو صحفي أو ملحن أو.. غيرها من المجالات المرتبطة بالإبداع بشكل أو آخر . سؤال لتلك الفتاة: ماذا تراها تفعل بساعة حسين الصادق؟ هل تنام بجانبها أم ترتديها أم تقبلها ليل نهار؟..... نسأل الله السلامة . خارج السور : أطرف تعليق وصلني تعقيباً على موضوع العقارب كان من الإعلامية عفاف الأمين. قالت عفاف: (إنتي يا سهير ما سمعتي الوزير قال في الصحف الليلة مصل العقارب متوفر أكتر من الجازولين بس وين الكهرباء البنشوف بيها العقرب في الضلمة؟) . *نقلا عن السوداني [email protected]