o عندما تأتي سيرة جامعة أمدرمان الأهلية، يطيب في حضرة جلالتها الكلام، وأمامها يكون الانحناء والإحترام، لم لا وهي ال30 فدان محررة من أرض الوطن.. كما كان يحلو لنا تسميتها في تلك الايام العجاف، كانت الأهلية هي المتنفس الوحيد لطلاب الجامعات حينما كان مايعرف اليوم بهامش الحريات ضرب من خيال.. كانت الجامعة الاهلية هي رائدة النشاط الثقافي والاجتماعي والسياسي وكانت الهدف المشروع والمستباح من قبل النظام وما زالت..!! o ظلت الأهلية حصن حصين ضد اي احتلال سياسي لنظام الانقاذ وفشلت كل محاولات إحتوائها، وكلما اشعلت الجامعة الأهلية شعلة للنشاط كانت منظمات السلطة الطلابية تفتعل العنف وتعطل الدراسة عن عمد لتطفئ هذه الشعلة، حتى كانت عبقرية التنظيمات السياسية المعارضة حينما جادت بفكرة (ميثاق الشرف الطلابي) والذي كان حينها انجازا كبيرا وجد استحسان كل الجامعات والاحزاب الساسية ومنظمات المجتمع المدني، وبذلنا حينها جهدا كبيرا جدا لإقناع الطلاب الإسلاميين وجرهم ليوقعوا على هذا الميثاق الذي ظننا وقتها انه سيضع نهاية لمسالة (العنف الطلابي) وننهي هذا الهاجس الذي كان يؤرقنا كل يوم، ولكن للأسف الشديد رغم توقيعهم على (ميثاق الشرف الطلابي لنبذ العنف).. جاء الخرق من جانبهم واثاروا عنفا جديدا عندما كاد (منبر اتحاد جامعة امدرمان الاهلية) ان يعود، بعد ان تم تجميده بقرار جمهوري بعد فشل النظام في الإستيلاء عليه ديمقراطيا نسبة للوعي المتقدم لطالب جامعة امدرمان الاهلية، ولكن للأسف الشديد تخرجنا ولم يرجع الاتحاد، وهاهي تمضي الاعوام منذ تخرجنا وتجاوزنا ال15 سنة ومنبر الاتحاد مازال في طور التجميد ومصادر بذات القرار الجمهوري رغم نجاحنا في ذلك الوقت من فك التجميد الذي كان مضروب من جانب التعليم العالي..!! o مايحدث اليوم من إضرابات واحتجاجات في الجامعة الأهلية، أمر طبيعي ومنطقي نسبة للوعي المتقدم الذي يتحلى به طلاب واساتذة هذه الجامعة العملاقة، ونحن على ثقة بمشروعية مطالب الاستاذة وموضوعيتها، وعلى ثقة بديمقراطية الإحتجاجات، ونتمنى ان تظل الأهلية منارة للتربية الوطنية كما كانت وقدوة في العمل العام والتعاون المثمر بين الطالب والاستاذ والادارة، ومن حق الاهلية بيئة دراسية صالحة وادارة فاعلة وسمعة طيبة ونشاط طلابي مثمر كما عهدناها..!! ودمتم بود الجريدة [email protected]