*من حقكم أن تقولوا لي بالصوت العالي" الناس في شنو وإنت في شنو؟!!"فأنا أقدر حجم المعاناة والمشاكل التي تؤرقكم‘ لكن من حقي أيضاً أن أنتهز كل سانحة للاحتفاء بما يستحق ومن يستحق. *أعلم أيضاً أن البعض سيسخر من مثل هذه الاحتفالات التي تقام بصورة دورية في مناسبات وأيام مختلفة يحاول فيها البشر الخروج من دوامة همومهم ومشاكلهم اليومية والاحتفال بهذه المناسبة او تلك. *شخصياً من الذين ينتهزون كل فرصة للاحتفال بمثل هذه المناسبات دون الدخول في متاهات التسميات فأنا أعرف ان أعيادنا الدينية لا تخرج عن العيدين - عيد الاضحى وعيد الفطر - لكنني لا أحرم نفسي من الاحتفال بأيام أخرى واعتبرها أعياداً دنيوية تستحق الاحتفاء. *هذه ليست المرة الاولى التي أحضر فيها هذا الاحتفال المختلف الذي لم نعهده في بلادنا‘ لكنني أحتفي به وآمل أن يُحتفى به في كل مكان - وليس بالضرورة اليوم - وأعني به عيد الأب. * اليوم الموافق السادس من سبتمبر هو يوم عيد الأب في أستراليا حيث يجتهد الأبناء والبنات في التعبير عن حبهم/ن لآبائهم والاحتفاء بهم ويقدمون لهم بعض الهدايا الرمزية. *اسمحوا لي بهذه المناسبة أن أخصص كلام الناس اليوم لإرسال رسالة حب وتقدير إلى والدي العزيز الشيخ مدني ابو الحسن الذي رحل عن دنيانا الفانية هذه قبل سنوات خلت‘ بعد أن أدى رسالته تجاه وطنه وأسرته وما زالت ثمار غرسه تورق بفضل الله ورعايته. *ولد والدي بمدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة وقد اختارت له جدتي اسم مدني تيمناً بالشيخ مدني السني‘ وكان جدي أبو الحسن محمد عليه رحمة الله يعمل بالدريسة في السكك الحديدية وقد أسهم في وضع قضبان شريان السودان. *عمل والدي صرافاً بالسكك الحديدية أيضاً‘ وكان كثير السفر بعربة الصالون التي كانت تلحق بالقطار وهو يحمل معه مرتبات العاملين بمحطات السكة الحديد‘ وقد عمل في عطبرة غالب سنوات عمره قبل أن ينتقل إلى بورتسودان. *كان والدي من أوائل الذين أخذوا عهد الطريقة العزمية على يد الإمام المؤسس محمد ماضي أبو العزائم وظل حريصاً على حضور حلقات الذكر في عطبرهوبورتسودان حيث أسس مع عدد من أبناء الطريقة مسجداً قبل أن ينتقل - بعد انتهاء خدمته - إلى الخرطوم ويقتني البيت القائم حالياً بحلفاية الملوك. *رغم المسافات الزمانية والمكانية أرسل له باقات الحب والرحمة إلى روحه الطاهرة التي مازالت تظللنا وتمدنا بما يقوي عزيمتنا ونحن نواجه تحديات الحياة اليومية‘ فقد تعلمنا منه الصبر واليقين وحب الناس والاجتهاد في الدنيا دون أن ننسى التزود لدار البقاء. [email protected]