دون الخوض في تفاصيل خبر التنقلات الواسعة لقادة قوات الشرطة أمس و(الكشف) المفاجئ الذي باغت عدداً كبيراً منهم.. لكننا فقط ومن باب التفاؤل بإعادة (الشكة) نقول إن هناك بعض وحدات الشرطة كانت فعلا ًتحتاج لتنشيط الدماء داخل عروقها وتحريكها، وتحديداً شرطة المرور التي كان من الواضح أن إدارتها بدأت تفتقد للكثير من حيويتها المعروفة وطاقتها التي تمكنها من أداء واجباتها على الوجه المطلوب. وقبل أقل من شهرين كان مدهشاً بالنسبة لي، بل كنت ولأول مرة في حياتي، أشاهد منظر شرطي مرور يطلق صافرته بل صافراته المتتابعة لإيقاف السيارات العابرة لتقاطع السكة الحديد عند مستشفى الخرطوم ولا أحد يستجيب لتلك الصافرة..! كان هذا غريباً جداً أن تفقد تلك الصافرة المعروفة بقوة شخصيتها وهيبتها - صافرة رجل المرور - فعاليتها في إيقاف السيارات العابرة في الطريق، قلت في نفسي: هل وصل بنا الحال إلى عدم مبالاة سائقي السيارات بصافرة رجل المرور؟!!! وماذا تبقى لوصف الحالة المرورية في الخرطوم بالفوضى بعد أن تفقد هذه الصافرة فعاليتها في إصدار أمر قاطع بالتوقف؟. وبصراحة نشهد مؤخراً تراجعاً كبيراً في مستوى الضبط المروري في العاصمة وهذا بالطبع نقد موجه بالأساس لشرطة مرور الخرطوم لكن إذا صلح حال إدارة المرور العامة فإن ذلك بالتأكيد سيعني إصلاح حال شرطة مرور الولاية وبقية الولايات. ليس في مصلحة المواطن أن تفقد صافرة رجل المرور هيبتها وفعاليتها، كما أنه ليس من مصلحته أن تفقد أية صافرة أو بزة نظامية مكانتها ودورها واحترامها من الجميع لأن هذه الصافرة وتلك البزة هي التي توفر الحماية للمواطن وتعمل لتوفير أمنه وسلامته العامة ووقايته وحمايته من الإجرام عبر رجال الشرطة وكذلك على مستوى سلامته وسلامة كل مواطن يستخدم الطريق. ولذلك ظللنا لسنوات نطالب الدولة بإبعاد رجال الشرطة عن مهام التحصيل والتعامل المالي مع المواطنين، حتى يحتفظوا بخصوصيتهم وهيبتهم وهيبة (الميري)، وطالبنا ولازلنا نطالب بإلغاء نظام المخالفات الفورية بشكل كامل والانتقال إلى نظام الدفع الآجل للمخالفات ليتم دفعها في مكاتب الحسابات المخصصة لذلك، أو ربطها بالمعاملات الأخرى لصحاب العربة مع مؤسسات الدولة مثل إعادة تسجيل السيارة وتجديد الترخيص. نتفاءل بإدارة جديدة لشرطة المرور تحاول توظيف التطور والنقلات التقنية في تحقيق المزيد من الضبط المروري ومنع الفوضى ومنع تجاوز الشارة الحمراء ومنع التخطي الخاطئ وكل السلوكيات التي تنمو وتنتشر في ظل تراجع إجراءات الضبط المروري أو تكاسل شرطة المرور عن تأدية دورها بشكل متطور ومتجدد ودقيق. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين اليوم التالي