*شهدنا أمسية الاثنين الماضي العرض الثاني لمواهب الشباب السوداني بسدني الذي تم بجهدهم الذاتي تحت مظلة الجمعية السودانية الاجتماعية بليفربول وسط حضور أسرى مشهود بمسرح قاعة هيلدا ديفز. *حدث تحسن ملحوظ في العروض التي قدمت في كل أنماط الإبداع الشبابي، لكن الجرعة السودانية مازالت ناقصة رغم ثراء التراث الفني السوداني، وهناك بعض جوانب القصور خاصة في المعينات الصوتية التي أثرت سلباً على أداء بعض الفقرات. *هناك إشراقات تستحق الإشادة والتقدير لكل المشاركين والمشاركات، خاصة الشابة فاطمة جمال التي وقفت بنفسها لإنجاح هذا العرض بمساعدة مقدرة من الشاب ياسر جلال الجميل. * المسرحية التي قدمت رغم بساطتها إلا أنها تناولت موضوعاً مهماً خاصة للشباب الذين في حاجة ماسة أكثر من غيرهم لنبذ التفرقة العنصرية والعصبيات البغيضة، وتعزيز قيم وممارسات التعايش الإيجابي مع الآخرين. *تحية أخرى لصاحبة اللوحة المعبرة عن تداعيات انشطار السودان إلى دولتين واستمرار الخلافات والفتن والنزاعات المسلحة التي ما زالت تهدد السلام والاستقرار في دولتي السودان. *لسنا هنا بصدد الكلام عن هذه العروض الشيقة التي قدمها أطفال وشباب السودان بسدني؛ فالهدف الأسمى من تنظيم هذه العروض هو تجسير الهوة بينهم وبين الآباء والأمهات وأولياء الأمور. *تبقى التحديات التربوية قائمة - ليس فقط في هذه البلاد المتعددة الثقافات - وإنما حتى داخل السودان، لأن شبابنا - هنا وهناك - في حاجة ماسة للمزيد من الاهتمام والرعاية والعناية والتوجيه والإرشاد بالتي هي أحسن وبالقدوة الحسنة. *هناك معضلة خاصة تواجه الأسر السودانية في مثل هذه البلاد المتعددة الثقافات لأن أطفالنا وشبابنا يفتقدون المدارس الخاصة بهم - مثلهم مثل غيرهم من الجاليات - كي تساعدهم/ن في الحفاظ على قيم وأخلاقيات وسلوك أهل السودان بسماحتهم واعتدالهم وتسامحهم مع الآخرين. * هذه ليست دعوة للانكفاء على الذات، لكنها دعوة لتمتين علاقتهم/ن بتراثهم/ن الخصيب بما يعينهم على التزود من بحور العلوم والتكنولوجيا وهم محصنون بإرثهم الحضاري الإنساني. [email protected]