ترددت في الخروج للحديقه التي بجوار بيتها واخذت تسأل نفسها ...ماذا ستفعل وهي وحيده ولا ونيس معها وهل خروجها سيخفف هذا الاحساس المؤلم بالوحده وهل ستمر الساعات مسرعه ام يحدث العكس ..وزاحمت المخاوف اعماق نفسها واخذت تدور وتدور وظلت كذلك لفتره طويله حتى احست بالكلمات تخرج من بين شفتيها ...اذهب لأعد الاشجار ...وارتدت ملابس ثقيله فقد كانت تحس ببرد برغم انه ليس فصل الشتاء... وخرجت وعندما وصلت للحديقه احست بخوف من جديد وتلفتت يمينا ويسارا واحتارت ماذا تفعل هل ستدخل ام تذهب من حيث اتت .؟ ومرة اخرى قررت الدخول وبالفعل خطت قدماها لداخل الحديقه فهذه هي المرة الاولى التي تراها من الداخل واحست بثقل قدميها وبأن كل العيون ترقبها وكادت ان تسقط وهي تتجه لاطفال يلعبون ويصرخون فقد احست برغبة في اللعب معهم واقتربت حتى وجدت نفسها على بعد خطوه منهم ..فالتفت احدهم ونظر في عينيها وابتسم عندها احست وكأن السما تطبق عليها ..ولم تصدق ما رأت وارادت الهروب ولكنها لم تستطيع وظلت واقفه حتى اقترب منها الطفل وفي يده زهره وهو يعبر عن سعادته لرؤيته لها ...فمدت يدها وتناولت الزهره وارادت ان تشكر الطفل ولكن الكلمات تاهت داخل نفسها فاكتفت بالنظر اليه والطفل لا يغادر وكأنه يريدها ان تقول شيئا واعاد الابتسامه من جديد ليهبها قوة لتتحدث وتكسر حاجز الصمت وهمهمت بكلمات شكر وثناء للطفل واحتضنت الزهره بين يديها وكل شي يدور حولها وتوجهت للبوابه وخرجت وهي في حالة زهول شديد من هول ما حدث لها.. ..طفل يبتسم لها ويهديها زهره... ولاول مره تحس بانها ليست وحيده وان الحياة جميله فملأتها رغبه بالعوده مره اخرى للحديقه وفعلا قفلت راجعه للحديقه ودخلت على امل ان تلتقي بالطفل ونظرت يمينا ويسارا تبحث عنه ولكنها لم تجده وهي لا تعرف حتى اسمه لتسأل عنه ومرت ساعات حتى احست بالتعب فقررت الذهاب لبيتها على امل العوده غدا لتراه وعندها ستسأله عن اسمه واحست بنشاط واسرعت في خطواتها حتى وصلت لبيتها ونامت ولكن ليس كالايام السابقه فهناك احساس فرح وامل جديدان يولدان بقلبها وهي كذلك اشرقت شمس اليوم الجديد ونهضت وهي تحس بانها انسانه اخرى ونظرت لنفسها بالمرآة ودهشت عندما رأت عينيها امرأة جميله يملأ بريق لامع عينيها فاقتربت من المرآة حتى تتأكد من انها هي وفرحت لعودتها للحياة من جديد واكملت اعمالها في وقت قصير وعادتها ان تستغرق وقت طويل واسرعت للحديقه ولكن لم تجد الطفل ولم تجد اصحابه الذين كانوا يلعبون معه وجلست لتلتقط انفاسها وهي تتساءل ...اين اختفى الطفل ؟واين اختفى اصحابه وقفزت فجأة واسرعت لبيتها واخذت تبحث عن الزهره ولم تجدها وذهبت للحديقه مره اخرى ووقفت في نفس المكان الذي رأت فيه الطفل وابتسم لها وصرخت من الفرح عندما رأت الطفل يقف في نفس المكان ويقدم لها زهره ثانيه ولكنه يختفي من جديد فقررت ان تأتي كل يوم لترى الطفل ولتأخذ الزهره وظلت هكذا ولكن كانت حياتها قد تبدلت فاحساس الوحده اخذ في الذوبان.... فأن لن ياتي الطفل يكفي ان تعيش على امل اللقاء ف الامل روح وجسد الحياة ... [email protected]