اضاف لي إسم السودان جمالا وبريقا يأسر النفوس ويمتلك الوجدان وكثيرا من الأحيان أحس بأنني اسمو فوق كل المعاني... فثوب عفافي سوداني ... ولألئ قطرات دمي لها رائحة العطر السوداني... وهويتي تحمل إسم سوداني والتي تميزت على كل الهويات الإنسانيه الاخرى فحلقت بي في فضاءات الرفعه وعطرت نسمات الكون بروعة مزاياها وتفردها بالسمات الطيبه والأيادي الممدوده بالجود والكرم والتي إمتازت بتفضيل الغير على النفس بالغالي والثمين ...أعيش في بلاد الغربه بعيدة عن الوطن ولكن أحمل بدواخلي قلبا يمتلكه حب السودان ويذكرني دوما بحلاوة منشئي وقيمة الأرض التي أنتمي اليها والتي شرفتني باللون الأسمر الذي تغنى به الكثير من شعراء بلدي العظماء ...أجد نفسي أسيرة هذا الحب الفطري الذي يغزل الحروف ليسطرها كلمات ومعاني ينطق بها لساني فتعلو شامخه لعنان السماء ولا تقبل إلا ان يرفع الناس أعينهم ليروها وهي تحلق في الأعالي ....نحن السودان ولدنا وولدت العزة بدواخلنا لا نرضى أن نهان او نذل ...ايدينا تصافح كل صغير وكبير وقلوبنا تسامح كل مخطئ وأعيننا تفيض إحتراما للجميع ولا نتصنع المحاسن ولا نتاجر بكنوز محبتنا ولكن نهديها دون مقابل وبكل الرضى لكل الناس ...السودان... ذلك الوطن الذي يجري نيله في وجداننا ليسقينا ويروينا معاني الأخوه والأسره الواحده الكبيره التي تحمل سماحة عاداتنا وتقاليدنا وروعتنا المتفرده ليس فقط في ملامحنا الخارجيه وإنما ايضا في ملامحنا المكنونه بدواخلنا والتي تزيننا بتيجان الشرف والمكانه التي لا مثيل لها وكأن الجمال والكمال خلق لنا وحدنا دون سوانا ...نتآلف مع كل الناس بطيبة مشاعر ولا تحمل قلوبنا صغينه ولا كره ...نرى جمال الاشياء دون قبحها ونشارك كل متألم بصدق ونفرح مع كل سعيد بقلب نقي ..نحمل كل الناس بدواخلنا اقارب كانوا ام اغراب ولا نتزمر من حملهم ونمد يد العون بكل ما نملك ولا نستأثر منه للغد وتوكلنا دوما على الله ولا غيره.... نسمع كثيرا عن تلك الأعمال الساميه وإقترانها بإسم اهل السودان ف قصة الراعي والذي شرف السودان الوطن وأهل الوطن برفضه للمال إذا كان ثمنا لخيانة الأمانه لمن إئتمنه على ماله تركت اثر كبير في نفوس كثيرين من الناس ما عرفوا السودان إلا اسما فقط ولكن ما عكسته تلك النفس السودانيه الأبيه كانت قد عمقت المعنى الحقيقي لذلك الوطن العظيم وتلك النفوس البشريه والتي تحمل السمات الملائكية من طهر ونقاء وإباء في زمن بيعت فيه النفائس والأنفس ..ظل المعني السوداني مشرفا لنا في كل مكان على الارض فنحن اهل البلاغه والكلمه الجميله ف إبن وطني يشغل كل المناصب الرفيعه في بلاد الغربه فهو فاكهة المدارس ونبراسها المنير علما وادبا وتواضعا وهو بلسم المريض في المستشفيات وثقة في نفوس المرضى وهو تلميذ مثابر يعشق الكتاب ويجيد التعامل معه ويمضي جيل ليأتي جيل يحمل السمات نفسها .... تميز ابناء وطني السودان بالتفوق في التعليم وهم بالغربه فإقترن نجاحهم بإسم السودان فكنت اسمع من كثيرين حولي أن التميز والنبوغ والأدب وطيبة النفس سمات اهل السودان فكنت اسمع هذه الكلمات وأحس بأنني احلق واحلق حتى اصبحت اخاف على نفسي ان يأخذها الغرور ... رسم السودان ملامحنا المميزه ولونها بلون ارضنا الخصبه واشجار نخيلنا الخضراء وحلاوة رطبنا ونيلنا الذي غسل مولودنا وميتنا لذلك تجدنا نتشابه في تفكيرنا وإنفعالاتنا وردود افعالنا ونظرتنا لكل امر وحتى في ابتسامتنا الطيبه ومقدرتنا على العطاء الامحدود ...هذه الملحمه الفنيه المتناهية الجمال لن تجدها إلا في الأرض التي يتهادى فيها النيل ملهما كل عاشق في الحب اسير ليصرخ حبا ولوعة ....انا ابن النيل ...انا اسير الوطن ...انا السودان .. ...دمت يا وطن العزه [email protected]