العيد أيام تظل ندية في الدواخل تحمل بطاقات المعايدة لكل الأحباب. نفقد فيه«البعيدين» ونأمل أن يشاركوننا النبض والفرح الجميل الذي يسرقنا من روتين العمل ورهق الأيام. «الأهرام اليوم» وقفت مع العصافير المهاجرة في منافيها البعيدة كيف تقابل العيد وكيف يكون التواصل مع الأهل وبين هذا وذاك، أفادوا بالكثير فماذا قالوا؟ أوضح أحمد سليمان مغترب بالمملكة العربية السعودية بأن هذا ثاني عيد يكون بين الأهل. «أكثر من عشرة أعياد تصادفني خارج حدود الوطن الجميل السودان»، وأشار إلى أن العيد في أرض الغربة صعب جداً ويصادف أنك تكون في عمل صباحي أو ظهر ففي تلك البلاد الأعياد تمر ولا تحس بطعمها. وأضاف أننا بعد صلاة العيد نذهب إلى أقرب الناس سكنة من إخوتنا السودانيين خاصة الذين معهم أسرهم فنحس بطعم العيد في ملامح الأسرة والعطور والخبائز السودانية ولبس الجلابية والعمة والشال والمركوب فيغلبنا الدمع شوقاً إلى أهلنا وننزوي بعد ذلك في غرف السكن في نوم عميق. أما العاقب فضل الله القديم مغترب عائد من دولة قطر قال السودانيون المقيمين بقطر «قلائل» لا يتعدون ال200 ألف سوداني وموزعين بين الدوحة وفي المدن الصغيرة مثل بن محمود، والنجمة، والسلطة، والهلال القديم ، الخ.. ونسبة الآسيويين تطغى على هذا العدد القليل ما يجعلنا نبحث عن بعضنا البعض. والعيد هنا له مذاق خاص خاصة أننا بأسرنا، فقط نفقد الأهل وتواصلهم معنا إلا عبر التلفون. ولكنه بكل المقاييس لا يشبه العيد هنا في السودان، وأشار إلى أن العيد في السودان له طقوس مختلفة جداً من مدينة إلى أخرى وفي الولاية «حاجة» مختلفة.. وعلى السياق أبان محمود عبد الله حطت به الطائرة الآن من لندن فقال أولاً كل سنة والناس بخير وبعافية في بلدنا الممتد من حلفا إلى نمولي، وأقول العيد في السودان وبس. فنحن في المنافي البعيدة لا نحس بطعمه ولكن نبقى أسيري القناة الفضائية السودانية نلتمس رائحة مشاهده أهلنا، وأشار إلى أنه اليوم كم هو سعيد بأن حضر العيد بين أهله واسرته.فقد طال بي الغياب ولكن هي ظروف العمل وآمل أن يصبح السودان قبلة لكل العالم وأن تعود كل العصافير المهاجرة ونجد بلدنا أكثر تقدماً وتماسكاً وأن يتوحّد كل أبنائه في قبلة واحدة هي السودان بدون أي مسمى تحت حكم واحد لا انفصال أو تميُّز. فالكل ينعم بالوحدة والسلام والتنمية المستدامة. وقال إبراهيم عثمان المنا العائد من استراليا ما أحلى الوطن وأحلى العيد فيه وبأمانة نفقد رائحة وطعم العيد إلا عندما نأتي إلى السودان فنحن في المنافي البعيدة ضاعت منا هذه النفحات الطيبات، ولكن لا بد للعصفور أن يعود إلى عشه القديم. وهذه فرصة انتهزها لأهنئ كل الأهل والأصدقاء بحلول عيد الفطر المبارك وأن يعيده الله علينا بالخير والبركات. وأبان أن العيد في استراليا يحمل أبعاداً تختلف عن الخرطوم، فإننا كسودانيين نحتفل به مثلنا مثل الجاليات العربية المسلمة ولكن الاغتراب لا يظهر طعمه.. ونأمل أن نعود ونكون بين أهلنا قريباً لنمسح أحزان الزمن والغربة التي طعمها كالجمر. ومن جانبه أكد د. هيثم الصادق المقيم بأبي ظبي دائماً أُفضل كل عام أن أزور السودان خاصة في شهر رمضان وحضور العيد بين الأهل والأصدقاء، وأضاف طعم العيد في الغربة ما «بتوصف» بالكلمات ولا بالشعر «حاجة براها» ولكن عادة ما أكون في معية الأصدقاء حينما أُعيّد في الإمارات ونحاول جاهدين أن نسرق من عمر الغربة ساعات وساعات للفرح بالعيد إلا أن تلفونات الإغراء ترجعنا ونحس بالعبرة تطعن في الحلق. وأشار إلى أن العيد هنا أجمل رغم التقدم المضطرد الذي حدث بالإمارات إلا أننا نحمل في دواخلنا حنين وحنين لأرض المليون ميل ونحس بأن العيد فيها لا يضاهى بأي شيء ثمين. وعلى السياق تحدث الباحث النفسي عثمان علي طه قائلاً: العيد من المناسبات التي يقف فيها الإنسان مع نفسه وقفة صدق ليُقلّب صفحات العام كله وهي فرحة قلّ أن تجود بها الأيام العادية ويختلف طعمه في بلاد الغربة عن الوطن خاصة أن الإنسان مربوط بجذوره لذا لا ينفك من الذكريات والمكان ويظل هذا الشعور متمكن في الفرد «المغترب» إلا أن ملاذات الأمن والسلام تكون من خلال التواصل سواء عبر الهاتف أو الزيارات فإن تكون ضماده شافية وتعيد التوائم واللحمة بين الفرد وأسرته ومجتمعه ووطنه.