(إقرأ بإسم ربك) ...تلك الرساله الساميه والتي ارسلها المولى عز وجل مع جبريل لحبيبه المصطفى (ص) كانت اشرف عنوان للكلمه ....فالكلمه هي إسم الله ...الكلمه هي القرآن .الكلمه هي الاسلام ...الكلمه هي الأخلاق ....الكلمه هي الشرف ....الكلمه هي الوطن ....الكلمه هي المبادئ ....الكلمه هي الأمانه ....الكلمه هي الأهل ...الكلمه هي الأم ...الكلمه هي ألإلتزام ...الكلمه هي الفكره ...الكلمه هي الخير...الكلمه هي النجاح ...الكلمه هي الأمل.... خلقت الكلمه منذ خلق الإنسان فبها يعبر عن روائع دواخله واسرار قلبه من حزن وفرح وبها يعبر لآفاق وعوالم بعيده عن واقعنا المؤلم فيسطر أعذب الكلمات في كل خلاب وجميل حتى أن الحياة تتمحور في كلمه.... فقد بدأت بكلمة الوجود وستنتهي بكلمة الفناء والموت... . خلق الله الإنسان في احسن تقويم ونزل قرآن في هذا المعنى ولو تعمقنا لفهم معنى (احسن تقويم ) لأدركنا أن المقصود به ..الجمال.. والذي يجمع بين التفاصيل الشكليه الخارجيه والتي تراها العين والمعاني إلإعجازيه التي تختزنها الروح والتي لا تراها العين ولكنها تضع بصمتها في تفاصيل حياتك صغيره كانت ام كبيره ومن هذه التفاصيل المتناهية الجمال ..إحترام الكلمه والتأدب معها فلا نتاجر بالكلام ولا نشوه المعاني الساميه ولا نجعل سلعتنا كلمه نسلبها روعتها وصدقها وعظمتها لنحولها الى حروف فقدت معناها وسلاستها وموسيقاها فينهار مفهونا الأخلاقي والفكري والثقافي وتتبدل كل حياتنا بسببها...أنجب وطني صناع للكلمه الراقيه والحالمه والآسره للوجدان والمدهشه في معانيها فوصفوا الوطن بجميل الدرر ووصفوا الجمال بكلمات تتدفق روعة ورقة وأبدعوا في نظم كل ما هو عذب في وصف المحبوب وتألقوا في وصف الطبيعه والخضره والنيل وأتحفونا بكلمات رائعه في وصف الهيام والعشق والشجن والسهر ووصف الليالي في مناداة الحبيب فكان ان خلقوا مدن من نور ونار بدوخلنا وجعلونا عشاق للكلمه الجميله فلا تطربنا إلا الأحرف التي تستطيع أن تغازل ارواحنا وترويها من عبيرها فلنكن إمتداد لتلك الكوكبه الرائعه ولننحني إحتراما للكلمه والتي بها نشييد و نبني ثقافه فكريه وننشئ جيل يجيد التعامل مع المعنى المحترم للأحرف والكلمات ولتحقيق هذا الفكر يجب علينا أن نعود لتراثنا الأدبي الذي لا يقدر بكل كنوز الدنيا ولنمسح التراب من كتابات أدبائنا العظام ولننشئ مدارس نعلم فيها اجيال عصرنا تلك الجماليات من شعر ونثر وقصص فنحن امة الأمجاد في كل مجالات الثقافه والفنون ولنا أدباء مصدر فخر وإعزاز لنا ف الطيب صالح رمز يشرفنا في كل محفل والفيتوري يجعلنا نرقص بلا ساق من حلاوة اشعاره وإدريس جماع قالها كلمه أدهشت الملايين (انت السماء بدت لنا وإستعصمت بالبعد عنا...آنست فيك قداسة ...ولمست ٱشراقا وفنا )ولو أن المتنبي سمعها لصفق له وابو آمنه حامد تغزل في محبوبته فقال (سال من شعرها الذهب فتدلى وما أنسكب ...كلما عبثت به نسمة ماج واضطرب ) و هذا التجاني يوسف بشير يتغنى للنيل (انت يا نيل ..يا سليل الفراديس ) وهؤلاء العظام من سبيل المثال وليس الحصر فلا تكفي سنين العمر بأكمله لحصرهم ...فلننهض ولنقرأ ولا نرضى إلا أن نكون ورثة أدبائنا الأجلاء الذين إحترموا الكلمه ف إحترمتهم وأجادوا نظمها فلم تبخل عليهم وتغنوا بها ف أطربت وأفرحت وأبكت و حباصنعت وعشقا الهبت وعيونا أسهدت ونارا اشعلت ونورا اضاءت وشموخا إعتلت...وهذه دعوه للجميع فهل من مجيب؟ .....ودمتم ... [email protected]