عاودت أزمة إنقطاع التيار الكهربائي عن القطاع السكني أكثر ضراوة من دون اي إعلان من السادة شركة توزيع الكهرباء ، أو الوزارة ، لا اعذار و لا إعتذار ، هذه القطوعات مبرمجة ، حيث يتم القطع من التحكم ، ولاتوجد قطوعات بسبب الأعطال أو الأحمال ، اليومين الماضيين أحياء عديدة شهدت قطوعات لفترات طويلة من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً في مناطق جنوبالخرطوم ، ومن الساعة الخامسة مساءاً وحتى العاشرة ليلآ فى مناطق شمال بحري ، المناطق الصناعية يبدأ القطع الثامنة صباحاً ، يتم إعادة الكهرباء لفترة وجيزة حوالي الخامسة مساءاً ، لتعاود الإنقطاع بعد ساعتين ويتراوح وقت اعادة التيار مابين العاشرة والحادية عشر مساءاً ، هاتف البلاغات والطوارئ ( 4848 ) لايمكن الوصول إليه بعد المحاولات المتكررة ، مكاتب شركة التوزيع ليس لديهم معلومة عن أسباب إنقطاع الكهرباء مع تأكيدهم على عدم وجود أعطال .. ماذا يحدث في الكهرباء ؟ هذا الوقت من السنة في كل عام ،هو شهر وفرة الكهرباء لزيادة التوليد المائى، ليس خافياً على أحد إنخفاض إيرادات النيل الأزرق هذا العام بشكل غير مسبوق طيلة 104 عاماً ، معلومات موثوقة تفيد عدم إكتمال الفيضان هذا العام ، جميع الأحباس سجلت إنخفاضاً يتراوح مابين ( 2 – 1.5 ) متر ، مما يعني عجز في كمية المياه المخزونة بحوالي ( 4 ) مليار متر مكعب تمثل حوالي ( 3/1) المخزون المخطط فى سد مروى، والثابت أن هذا الإنخفاض يعود الى ملء سد النهضة الأثيوبي ، على غير مامتفق عليه في ظل صمت حكومي وقبول بالأمر الواقع من وزارة الموارد المائية والكهرباء ، هذا يعد واحداً من اهم أسباب تدهور التوليد المائي ، سبب آخر لا يقل اهمية وهو أن خطة السيد الوزير الاسعافية لم ترى النور حتى الأن ، الجدير بالذكر أن خطة الوزارة كانت إجراء عمليات الصيانة إبتداءاً من نوفمر إعتماداً على التعويض في التوليد المائي ، وهو يتعذر الأن لنقص الوارد من الهضبة الاثيوبية ، لقد تسبب إهمال الوزارة في السنوات السابقة للتوليد الحراري وتفريطها في حصة البلاد من إيرادات المياه لتساهلها فى اتفاقية غامضة مع اثيوبيا ، و لعل سوء الإدارة و انعدام التخطيط هو السبب الاهم في الأزمة الحالية والتي ستزداد تفاقماً في الأسابيع القادمة ، فى يوليو الماضى و عقب اجتماعه بالسيد رئيس الجمهورية اعلن وزير الموارد المائية و الكهرباء عن خطة اسعافية عاجلة للمتبقى من 2015م و 2016م ، ماذا تم فى الخطة الاسعافية ؟ يبدو ان اسعاف الكهرباء هو فى المزيد من تدهور الكهرباء، أما آن لهذا الوزير أن يتحرى قول الحقيقة ؟ بعد ان شهد عهده تراجع خطير فى اداء الكهرباء ستبقى اثاره الى عقود قادمة نتيجة لتفريط سيادته فى مصالح البلاد الاستراتيجية لتساهله و فشله فى التحسب لمخاطر سد النهضة، ما تشهده البلاد الان من ازمة فى الامداد الكهربائى هو ( المناظر) ، ( الفلم لسه ما بدا ) ، ليت هذا الوزير يكف عن نفسه و عن بلاده شرور حرب مياه آتية لا ريب ، ستتقاتل الجيوش وتزهق فيها الارواح ،،