ب40 مليون يورو استقبل نادي برشلونة المهاجم التاريخي لمنتخب إسبانيا ديفيد فيا صيف 2010 ، وبخمسة ملايين فقط تنازل عنه لأتلتيكو مدريد صيف 2013 بعد تجربة غير موفقة إجمالا. فقد أعلن بطل الدوري الإسباني، اليوم عن توصله لاتفاق مع مواطنه أتلتيكو مدريد بشأن انتقال مهاجمه الدولي ديفيد فيا الى النادي المدريدي. وأوضح النادي الكتالوني أن صفقة انتقال فيا (32 عاما) الى أتلتيكو ستتكلف 5.1 مليون يورو، سيتم توزيعها على ثلاثة مواسم، حيث يتقاضى في الأول 2.1 مليون يورو، وفي موسم (2014-2015) حين تنتقل ملكيته نهائيا الى أتلتيكو سينال 2 مليون، وفي حال التمديد لموسم آخر سينال مليون يورو (2015-2016). كما أكد برشلونة على أنه يحتفظ بنسبة 50% من حقوق انتقالات اللاعب في المستقبل. وسيكون بإمكان فيا المشاركة مع أتلتيكو في مباراة السوبر الإسباني امام فريقه السابق برشلونة. وتعاقد البرسا مع "الجواخي" صيف 2010 ، وخاض بقميصه 119 مباراة سجل فيها 48 هدفا: 33 في الليجا و8 في دوري أبطال أوروبا و6 في كأس الملك وهدف واحد في السوبر المحلية. كان انتقال فيا الى برشلونة طموحا، حيث أراد التتويج بالألقاب الكبرى التي لم يذق طعمها مع فرقه السابقة، حيث كان أقصى ما توج به لقب كأس الملك مرتين 2004 و2008 ، الأولى مع ريال ساراجوسا والثانية مع فالنسيا. وبالفعل حقق فيا مراده، سواء كان دوره فعالا أم هامشيا، حيث توج بدوري أبطال أوروبا 2011 ودوري الليجا مرتين في 2011 و2013 بجانب السوبر الأوروبي 2011 وكأس العالم للأندية في نفس العام وكأس الملك 2012. كان الموسم الأول هو الأنجح لفيا مع البلاوجرانا، إذ نجح في تسجيل 23 هدفا في 52 مباراة، لكن الإصابة القوية التي تعرض لها بكسر في الساق اليسرى امام السد القطري بمونديال الأندية ربما وضعت نهاية مبكرة لمسيرته مع فريقه، إذ تغيب عن اللعب لثمانية أشهر. عودة فيا كانت غاية في الصعوبة، ففي الموسم الثاني سجل تسعة أهداف فقط في 24 مباراة، وفي الثالث سجل 16 هدفا في 40 مباراة. لم يحسن فيا استغلال الفرص القليلة التي أتيحت له بعد الإصابة، كما بدا عدم انسجامه في اللعب كمهاجم على الجانب الأيسر في مركز أشبه بالجناح، وذلك لإفساح المجال امام النجم الأوحد الأرجنتيني ليونيل ميسي ليلعب في منتصف الخط الهجومي كما يفضل. لم ينل فيا قدرا كافيا للعب في مركزه الأصلي كرأس حربة، وعجّل برحيله عن برشلونة وصول البرازيلي الموهوب نيمار دا سيلفا، حيث أصبح مجبرا على البحث عن ملاذ آخر لاستعادة نجوميته، خاصة مع المنتخب قبل عام واحد من انطلاق مونديال 2014 ، حيث غاب عن التتويج بيورو 2012 للإصابة، ولم يعتمد عليه المدرب فيسنتي ديل بوسكي في كأس القارات الاخيرة كأساسي باستثناء مباراة تاهيتي. كانت الشائعات تدور طوال الفترة الماضية حول انتقال فيا للبريمير ليج للعب بقميص أحد الثلاثي الإنجليزي توتنهام أو مانشستر يونايتد أو أرسنال، لكن بشكل مفاجئ نجح أتلتيكو مدريد في الفوز بخدماته. وسيعوض فيا بذلك رحيل الهداف الكولومبي راداميل فالكاو الى موناكو العائد لدوري الأضواء في فرنسا، حيث يسعى للسير على منوال المهاجمين الناجحين في العقد الاخير مع ال"روخي بلانكوس"، بدءا من فرناندو توريس، ومرورا بالأوروجوائي دييجو فورلان والأرجنتيني سرخيو أجويرو وأخيرا فالكاو. ويعد انتقال فيا لملعب فيسنتي كالديرون نبأ سارا لجماهير أتلتيكو، خاصة بعد فشل انضمام الهداف ألبارو نجريدو من إشبيلية، وعدم الاقتناع بالبرازيلي ليو بابتيستاو المنضم حديثا من رايو فايكانو. فهل يستعيد فيا مع أتلتيكو توهجه ويرد اعتباره امام برشلونة، ويجبر ديل بوسكي على الاعتماد عليه في المونديال؟ أم يخطو خطوة أخرى نحو الهاوية؟.
