ليست الوطنيه كلمه اكتبها بقلمي وينتهي امرها بالإنتهاء من كتابتها ولكن الوطنيه او بمعنى اعمق الاحساس بالوطنيه مسؤوليه جسيمه كما الصلاة مسؤوليه كبيره وبإيمانك بها وتطبيقها تصون نفسك من كل شائن وقبيح ..كذلك الوطنيه ...وحتى تكون وطني كان لابد من فهم معنى ومدلول تلك الكلمه الخطيره ...ليست الوطنيه كما اسلفت كلمه ينطقها اللسان ولا تعمل بها الجوارح ولكنها كلمه ينطق بها القلب بعد ان ينبض بها حبا وحلاوة وتغوص بخلايا دمك حتى تصل للمخ فيترجمها اعمالا نبيله ومشرفه بجوارحك المختلفه من لسان وعين واذن ويد وقدم لان هذه الجوارح هي الشاهد عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون وتجدنا كلنا حريصين على تنظيف هذه الجوارح بالمعجون والماء والصابون وارقى العطور وترى اعيننا الكثير من مراكز التجميل للنساء والرجال حتى ان عددها قد فاق عدد المساجد والمدارس والانديه الرياضيه والتي قد يجد فيها اولادنا المتنفس المفيد من ضغوط الحياة والكثير من الاموال نهدرها لاجل شراء الجمال برغم ما تراه اعيننا من كثير جوعى ومرضى ومن هم بلا بيوت تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء ولكن للاسف تعمى عيوننا وتصم أذاننا من كل ما يجري حولنا ولا نحس بمعنى الوطنيه ولا ترانا نذكر هذا المعنى الرائع ولا نلقي له بالا... كنا ايام كانت الدنيا بخير والنفس السودانيه تفيض كرما وحبا وعطاءا نعيش الوطنيه بجوارحنا فكنا نتشارك في المأكل والمشرب وحتى المسكن ولا نريد من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا ولكنها قيم ومبادئ ساميه خلقت بدواخلنا تدفعنا دوما لمشاركة بعضنا البعض بكل الرضى والفرح ووقتها كانت مظاهر الحياة بسيطه جدا ولا يوجد وجه شبه بينها وبين ايامنا هذه والتي فيها تغيرت ملامح معيشتنا السمحه وتغيرت ملاح سودانيتا الاسمح فصار كل واحد فينا لا يهمه الا امره فإن شبع ولبس الغالي وسكن في البيت الفخم لا يهمه الاخرين حتى ولو كانوا من دمه ولحمه وبذلك ماتت الوطنيه بداخله بموت تفاعله مع الاخرين وامتد الامر لما هو اعظم واخطر من ذلك فقد استبحنا اسم وطنا الغالي واصبحنا نلصق به كل عمل قبيح دون احترام لشرفه وشرف ملامحنا السمراء وعاداتنا الطيبه فظهر فينا من يسرق مال اهله ويربي به اولاده ويقول انا سوداني وظهر فينا من لا يخلص في عمله وظهر فينا من يتاجر باولادنا وبناتنا للجماعات الارهابيه وظهر فينا من يتاجر بسموم المخدرات لتدمير مجتمع وقيم بأكملها وظهر فينا من لا يرعى رعيته حق الرعايه والتي اوجبها الله عليه وكتم على انفاس اهل بلدي فشردهم وجوعهم واسكنهم منازل ليست هي بمنازل وفرض عليهم صيام الدهر وهم ليسوا ملزمين الا بصيام شهر واحد من اشهر الله ...لنقف كلنا ونرفع ايدينا ولنتفق على ان نقول لا ولا ولا ولا لما يحدث الان ولنعيد قراءة السطور من جديد ونعيد مجد السودان التليد ونعيد الهويه والروح السودانيه لاننا ان لم نفعل لكان عار علينا ....دمت وطني [email protected]