اعجاباً بفنها ستينى يدفع «جنيهاً» لصوت أم كلثوم فى المواصلات!! الخرطوم: حسام الدين ميرغنى لم يتمالك مواطن في ستينات العمر نفسه طرباً وصوت الراحلة أم كلثوم ينبعث من جهاز تسجيل مركبة عامة متجهة صوب جنوبالخرطوم، الرجل الستيني ملأ تجويف فمه بعمامته طرباً واخذ يردد مع ام كلثوم، مقاطع أغنيتها الشهيرة «اراك عصى الدمع» ويتأوه لآهاتها، ولكن دهشة الركاب ازدادت لما قام المواطن بدفع مبلغ جنيه زيادة فوق تعرفة المواصلات مخاطباً الكمساري «أنا والست ام كلثوم خالصة».. سائق العربة وهو ايضاً في سن متقدمة لاطف المواطن المطرب: طيب ما تدفع معاك لفرقتها الموسيقية، الشىء الذى جعل الضحكات تتعالى في المركبة اذ ان فرقة ام كلثوم الموسيقية يفوق تعدادها ال «90» عازفاً ما يجعل الرجل يدفع نصف معاشه الشهري طرباً..! النقاش انقاد الى ما يطلبه ركاب المواصلات العامة في سماع الأغانى وبادر أحد الركاب بأن السائقين انعطفوا مؤخراً الى الأغنيات الهابطة بائسة الكلام صاخبة الموسيقى وفرضوها قسراً على الركاب وساعدت اجهزة ال 3pm في التعدي على الملكية الفكرية وذوق المستمع وباعدت بين الكاسيت وقهرت سوقه وكانت لجان المصنفات تبسط سيطرتها على تسجيلات الكاسيت حفاظاً على الذوق العام وصوناً له من التردى ولكن انفلت الأمر مع الام. بي. ثري ضاع الثمن وساعدت محلات الكمبيوتر في توفير وتنزيل اكبر عدد من الأغنيات وتفريغها في اذن الركاب قسراً.. الرجل الستيني طيلة رحلة المركبة الى جنوبالخرطوم لم يتماسك من فرط طربه واعتبر ان سماع ام كلثوم يلازمه رغم تقدمه في السن واخذ يسرد في زيارتها الشهيرة للخرطوم في فبراير من العام 1968م حيث استقدمها وزير الاعلام حينها عبدالماجد ابوحسبو واحيت حفلين شهيرين بالمسرح القومى بام درمان تغنت خلالها ب «هذه ليلتي» لأول مرة وذاع صيطها في ام درمان بجانب اغنيتها «الاطلال» و«فات الميعاد» واضاف ان السودانيين تسمروا جميعاً امام التلفاز لما حاورها علي شمو مدير التلفزيون حينها وكان مقدمها للخرطوم سانحة لاختيار «اغداً القاك» للهادى آدم وتغنت بها بعد تغيير طفيف في النص، الستيني احتفظ بذات طربه لما شاهد بأم عينيه وسمع اذنيه ام كلثوم قبل «24» عاماً فما زالت تغني وهو يطرب الآن..!