كان يمكن أن أقارن بين جليطة البرلمانية المعنية هنا والتي سنأتي على حكايتها، وجليطة مولانا الصغير جعفر الميرغني الذي خلط خلطاً شنيعاً في أول تصريح له بعد تقلده منصب المساعد الرئاسي، بين ولايتي النيل الأبيض والأزرق وولايتي شمال وجنوب كردفان، مولانا لم يخطئ فقط في أسماء الولايات بل قلب حالها رأساً على عقب، حين وضع الولايات الآمنة مكان التي تشهد اضطرابات، فقال إن هدفه بعد تقلده المنصب هو وقف الحرب في ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، بينما راعي الضأن في الخلاء يعلم أن رحى الحرب دائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلا أن حفظ (المقامات) هو ما جعلني أفضل حكاية ود السميكري على حكايته، ولكن ما هي حكاية البرلمانية المعنية.. تقول صحيفة (ألوان) في خبر لها، إن جلسة مشتركة جمعت بين المجلسين التشريعيين لولايتي شمال كردفان ونهر النيل اللذين التأما بدعوة من شركة (زادنا)، وفي تلك الجلسة فاجأت إحدى برلمانيات نهر النيل الكردافة وأحرجت بلدياتها بتهنئتها لولاية شمال كردفان على انحيازها لخيار الولايات في الاستفتاء، مع أن أي تربالي بولاية النيل يعلم أن هذا الاستفتاء جرى بولايات دارفور، أما حكاية ود السميكري التي يستدعيها جهل هذه البرلمانية تقول كان ود السميكري أحد المطبلاتية الهتيفة الحنجوريين، وكان دائماً ما يتصدر الحشود ويقود الهتافات من أمثال (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، وغيره من هتافيات وشعارات سادت ثم باخت وبارت، تطلع هذا المطبلاتي ذات حفل لما يرفعه درجة من مجرد هتيفة ويقرّبه أكثر من كبار المسؤولين، فعمل كمقدم لذاك الحفل، وكانت تلك أول تجربة له في وضعه الجديد، بعد صراخ وهياج ببعض الشعارات والهتافيات التي كان يحفظها عن ظهر قلب، انتقل الرجل لتحية الرؤوس الكبيرة التي كانت تجلس على الكراسي الوثيرة في المقدمة، فقال بملء صوته الجهور نحيي الوالي فلان والمعتمد علان وكان قد عكس الأسماء، فجعل الوالي مكان المعتمد والمعتمد في مقام الوالي، فلكزه من كان يقف إلى جانبه بالمنصة، ووسوس له بصوت خفيض ياخي عكست الشغلانة، ارتبك الرجل وتلعثم قليلاً ثم قال موجهاً حديثه للجمهور بصوت جهور، معليش يا جماعة لقد تشابه علينا البقر، فعلان هو الوالي وفلان هو المعتمد. جدير بالذكر أن قصة ود السميكري حقيقية في كل تفاصيلها ماعدا اسم بطلها، وحكاية أخرى تقول إن أحد أساتذة الجامعات دخل عن طريق الخطأ إحدى قاعات المحاضرات ليلقي درسه، فنبهه الطلاب الذين كانوا داخل القاعة بأن المحاضرة ليست له، قال الأستاذ عذراً إن البقر تشابه علينا، غاظ ذلك أحد الطلاب فرد عليه سريعاً، لا بل الثور ضيّع مربطه.. وأظن وبعض الظن ليس إثماً أن هذه البرلمانية وغيرها آخرين أنهم يحتلون مواقع ومناصب ليست لهم. [email protected]