* كتبت بالأمس معلقاً على المبلغ الضخم ( 595 مليون جنيه قديم) الذى أُهدر على إيجار مقر لوزارة الارشاد والأوقاف بالخرطوم فى السنوات السبع الماضية، بالاضافة الى المبلغ الذى تكفلت بتسديده دولة الامارات (23 ألف دولار شهريا) فى إستئجار مقر جديد للوزارة بالخرطوم، وتساءلتُ ألم يكن من الأفضل أن تستغل الوزارة أحد المبانى الحكومية كمقر لها، على أن تُنفق هذا المبلغ الضخم على تشييد مستوصف أو مسجد بدلا عن اهداره على البذخ والترف الحكومى وحطام الدنيا الزائل !! * وقبل ان يجف المداد خرجت علينا الزميلة (عزة ابوعوف) بخبر طازج من ردهات المجلس التشريعى لولاية الخرطوم الذى استضاف ممثل المجلس الأعلى للدعوة والارشاد بالولاية السيد(محمد صالح) للاجابة على اسئلة النواب، فكشف عن المديونية الضخمة للهيئة القومية للكهرباء على المساجد التى بلغت مليارات الجنيهات، ووجود عجز شهرى فى كهرباء المساجد يبلغ 150 ألف جنيه (150 مليون قديم)، و400 مسجد بالولاية لم يتم توصيل الكهرباء لها بسبب الضائقة المالية !! * تخيلوا هذه المفارقة العجيبة وترتيب قائمة الأولويات لدى الأجهزة الحكومية .. ايجار مقر لوزارة الاوقاف بمبلغ ضخم جدا بغرض الترف والبذخ بينما ترفل المساجد فى الظلام، وتنوء بعبء الديون الثقيلة فى دولة المشروع الحضارى التى جاءت لتخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله، فأغرقت المساجد فى الظلام وأهدرت الأموال على ترف وبذخ الحكام!! * 600 مليون جنيه أهدرتها وزارة واحدة فقط هى وزارة الارشاد والاوقاف التى يجب أن تكون القدوة الحسنة لبقية أجهزة الدولة فى التقشف والزهد باعتبارها الوزارة المسؤولة عن الارشاد والتربية والتثقيف الدينى فى البلاد، على إيجار مقر لها .. بينما تنوء المساجد بديون تبلغ المليارات للهيئة القومية للكهرباء .. ألم يكن من الأجدى أن يذهب هذا المبلغ لتسديد مديونية المساجد بدلا عن اهداره على الترف وحطام الدنيا الزائل؟! * ولا تزال الوزارة سادرة فى ترفها وبذخها وغيها .. حيث تعاقدت على ايجار مقر جديد بمبلغ (23 ألف دولار شهريا) حوالى 300 ألف جنيه (جديد) أى ضعف مبلغ العجز فى كهرباء مساجد ولاية الخرطوم بأكملها (150 ألف جنيه) الذى كشف عنه ممثل المجلس الأعلى للدعوة والارشاد بالولاية أمام المجلس التشريعى أول أمس، وهنالك 400 مسجد جديد لم تنعم بوصول الكهرباء إليها بعد بسبب العجز المالى، بينما تهدر وزارة الارشاد والاوقاف مبلغ 300 مليون جنيه (قديم) على ايجار مقر لاصحاب المعالى وزير ومنسوبى وزارة الارشاد والاوقاف وهداية الناس الى الطريق القويم!! * والذى يغيظ أن الوزارة لا تدفع قيمة البذخ الذى ترفل فيه من كدها وعرقها، بل تتسوله من دولة الإمارات، وليتها كانت تنفقه على إنارة بيوت الله بدلا عن تركها غارقة فى الظلام، حتى يمكن تبرير تسولها وإراقة ماء وجهها عليه !! الجريدة [email protected]