بسم الله الرحمن الرحيم طبيب الأسنان الشاب (احمد دندرة) حكى لي بذهول تام عن حادثة سرقة مرايات سيارته الألمانية، سبب ذهول الطبيب لم يكن بسبب سرقة المرايات نفسها فهذه عادة متكررة وحادثة متجددة كل ما أوقفت سيارتك في الشارع. وأقول الشارع.. ولا أحدد أي شارع، فأي شارع يُمكن أن تتعرّض فيه مرايات سيارتك للسرقة، شارع الجمهورية، شارع البلدية، شارع البرلمان، شارع (القصر)، شارع وزارة الداخلية ذاااتو....!! أيّ شارع مُمكن تسرق فيه مرايات ومسجل السيارة حتى (المنشّات)؛ عادي ممكن توقف سيارتك وبعد خمس دقائق تلقاها مافي.....!! ولكن المذهل والمدهش في قصة الطبيب أنه حين حاول شراء (المرايات) الألمانية الأصلية اكتشف أن سعرها (24) ألف جنيه، فقرّر اللجوء الى الشرطة عسى ولعل يستعيد مسروقاته، وقبل أن يشرع في تدوين بلاغ بالحادثة تشاور مع أحد رجال المباحث والذي أرشده الى أن مراياته تلك غالباً تكون عند اللص (فلان) والذي يعمل في مرايات الألماني عكس اللص (علان) والذي يعمل في الياباني، وهكذا هناك من يعمل في الكوري، ومن يعمل في المسجلات و..... الى آخره، بمعنى أن السرقة نفسها تخصصات. نسّق الطبيب مع صديق له لاسترجاع المرايات من (فلان) ذاااتو الوصفوهو ليهو، وبالفعل وجد مراياته ذاااتها (المابتغباها عينه) وبعد شد وجذب وشيل وخت و(تحانيس) اقتنع (فلان) بأن يبيع الطبيب مراياته مجدداً وبمبلغ اثنين ألف ونصف، وزاد على ذلك بأن أرشده الى فني تركيب ماهر يعمل بشارع الحرية يُمكنه أن يظبط له المرايات كما كانت. حمل الصديق المرايات وعاد الى الطبيب بمراياته كما كانت......!!! أطرف مافي الأمر انّ (فلاناً) بعد أن باع له المرايات طلب من الصديق توصيله في سكته الى قسم الشرطة....!! إننا نتفهم جيداً الجهود التي يبذلها الكثيرون من الخلصاء من الشرطة السودانية في سبيل مكافحة الجريمة والحد من السرقات ومحاصرة المجرمين وإلقاء القبض عليهم، ونعلم أنّ هناك فيشاً خاصاً بعدد من مُعتادي السرقات يوضح تخصص كل لص ودائرة عمله واختصاصه، ولكن الجديد كلياً روح الاستسلام للأمر الواقع بالإرشاد الى اللص وبعدها كل مواطن وشطارته في ماراثون المُفاوضات في السعر لاسترداد حقه .....!!!. تكاثر اللصوص وقوة عينهم دائماً تقف خلفها عقوبات هشّة لا تزجر ولا تردع، بل تكون مُدعاةً لتكرار التجربة. خارج السور: مع الأسعار المُرتفعة التي يضعها اللصوص ثمناً لاسترداد مُمتلكاتنا المفروشة أمامهم، أتوقّع أن يخلع المُواطنون في مُقبل الأيام مرايات ومنشّات سياراتهم ويحملونها في جيوبهم كلما أوقف أحدهم سيارته في الشارع العام، فأن تخلع مرآتك الآن خيرٌ من أن تشتريها بعد قليل....!! *نقلا عن التيار