نعم نجح شيخ الأمين بظهوره في شاشة من أعظم الشاشات الإعلاميه في العالم وهي قناة( البي بي سي) واستطاع بذكاءه ولا أخفي أن أقول ذلك ، فالرجل ذكي وليس بالضرورة أن يستخدم الذكاء في الخير بل يمكن أن يستخدم في الشر ايضا . وجد فرصه للظهور إعلامياً، فهو يحب الظهور في أي مكان يمكن ان يكسبه شهره ليعوض ماخسره في المعركه السابقه مع حكومة المؤتمر الوطني ومع أعدائه . وقد استفاد فائدة عظيمة من تلك الحلقة التي بدلا ان تكون الكشف عن الحقائق التي ظل الناس ينتظرونها منذ أن تم الترويج لهذه الحلقة ، وهي أسباب اعتقاله في الامارات والسودان وعلاقته بالمسؤولين بالدوله والمبالغ المالية التي محل موضوع القضيه. ولكن بعد أن شاهدت الحلقة خرجت بملاحظات مهمة كصحفي مهتم بملف شيخ الامين وهي: أولا: لم تجتهد المذيعة في توتيق معلوماتها حول شيخ الامين ولعلها إكتفت بما جاء في وسائل الإعلام دون التدقيق فيها ، والدليل على ذلك أن الشخصية المحورية في علاقة شيخ الامين بالحكومة والتي يستمد شيخ الامين قوته منها هي الفريق طه عثمان سكرتير مكتب رئيس الجمهوريه ولكن غباء المذيعه أو أنه تم تضليلها هو الذي جعلها تخطئ في تلك الشخصية وسألت شيخ الامين عن على عثمان محمد طه وليس الفريق طه عثمان وهنالك تشابه في الاسماء. وهذه أهم نقطة بل هي مفتاح قضية شيخ الامين ولو استحكمت المذيعة بهذه المعلومة واستطاعت بخبرتها ولا أشك في خبرتها لانها معروفه من المذيعين الذين يديرون حوارات قويه في (البي بي سي) في حصر سؤالها حول تلك العلاقة ، ولكن اختلط عليها الإسم وظنت ان شيخ الامين له علاقة مع النائب الاول لرئيس الجمهورية وقامت ببناء سؤالها على تلك المعلومه الخاطئة ولو سألت بطريقة صحيحة لكانت ضربه قاضية للحكومة والفريق طه عثمان لان ذكر اسمه في قناة (البي بي سي) تعني إثارة هذه العلاقه في أهم قناة اخبارية في العالم ولكن غباء المذيعة التي لا أجد لها العذر في توثيق المعلومة وبالتالي نفي شيخ الامين ببساطة علاقته بعلى عثمان محمد طه وأن المقصود هو طه عثمان لأن شيخ الامين يبدو أنه لايريد ان يتحدث عن ذلك الرجل وهذا يقودنا للنقطة الثانيه. النقطة الثانيه: توقع الكثيرون أن يفجر شيخ الأمين مفاجأت حول قضيته وفضح الحكومة نسبة لعلاقة الرجل الوثيقة بشخصيات مؤثرة ومهمة في الحكومة وظهوره معها في الاعلام الذي يستفيد منه دائما لتمليع نفسه وذلك منذ ظهوره مع طه عثمان سكرتير مكتب رئيس الرئيس في الامارات مرورا بظهور شخصيات مختلفة في زاويته أخرها حميدتي قائد قوات الدعم السريع( الجنجويد) ولعل ظهور الاخير جعلني افكر كثيرا في علاقة شيخ الامين بهذا الرجل وتوصلت لنتيجة ليتني استوثق منها ولكن بالتحليل البسيط هو أن شيخ الامين لايمكن باي حال من الاحوال ان يبني علاقة مع حميدتي لان ذلك الرجل عسكري لاتظهر له أشياء أخرى غير هذا المسمي . لهذا استخلصت ان العلاقة سببها التعدين في الذهب فقد ظهر شيخ الامين في الإعلام خلال احدى إتفاقيات التنقيب عن الذهب بوزارة المعادن والاستنتاج الأقرب هو أن حميدتي بجانب دوره العسكري فهو يحمي مصالح تعدين الذهب في مناطق غرب السودان كما يقوم موسى هلال ايضا بحمايتها ، ولهذا علاقة شيخ الأمين بحميدتي يبدو انها لها صلة بقضية الذهب . وأعود الى بداية النقطة الثانية التي أثرتها وهي ان شيخ الامين خرج بما لم يتوقعه الناس وهو أن الغرض من هذا اللقاء هو الانتقام من الحكومة التي أحرقت شخصيته وتقديمه كبش فداء للاماراتيين وأطفات بريقه الساطع وأغلقت زاويته التي يستمد منها كشيخ طريقه ويتكسب بها تحت هذا المسمي ، وكان من الممكن ان يستغل قناة (البي بي سي) لانها قناة يمكن ان تشكل له حماية له ، ولايمكن لشخص ان يؤثر عليها مثل باقي القنوات العربية ويكشف أسراره وهو موجود في بريطانيا الواقعة ضمن المنظومة الاوربية التي تدافع عن حقوق الانسان وتحمي أي شخص وقع له ضرر من الحكومات الدكتاتورية . ولكن شيخ الامين لم يفعل ذلك مما يدل على أنه يواجه تهديدا حقيقيا بعد الحادثه الأخيرة تمنعه من أن يكشف أسراره ، أو إحتمال أخر وهو أن هنالك تسويه في الأمر وبالتالى لايريد الخوض في هذه القضيه. النقطة الاخيرة: اطمئن شيخ الأمين أنه لن يكشف أسرار الحكومة واستفاد من غباء المذيعه وجهلها بقصته وبدأ الحديثه عن شخصيته مرة أخري وعن طريقته الصوفيه ، وزاويته والتكرار الممل الذي سمعه الشعب السوداني مرارا وتكرارا وهي ان طريقته تتعامل مع الحداثه والتجديد في الطرق الصوفية والملابس الزاهيه وووو. وهذه بالطبع فرصة لان يعيد بناء مجده الذي هدمته حكومة المؤتمر الوطني ويعود كشخصية مثيرة للجدل وهذه المره في قناة مشهورة مثل (البي بي سي ) وأن لديه زوايا ومريدين في دول اروبية بعد ان فقد الكثير في السودان. ويعلن عن انشاء زاوية جديده في بريطانيا وكل هذا كان بمثابة دعاية مجانية قدمتها له قناة البي بي سي في طبق من ذهب. وأختم مقالى بان المذيعة خابت بينما استفاد شيخ الامين ليظهر مرة اخرى في الإعلام. [email protected]