تشهد على تدهور الصناعة في بلادنا تلك المناطق الصناعية بالخرطوم ومدن أخري(مثل مدني)والتي صارت أطلالاً تحكي حقبة تاريخية مزدهرة إنتهت يوم أن سرقت الرأسمالية الطفيلية السلطة في 30 يونيو 1989،ولأن التزييف لا ينفع مع واقع الصناعة فقد أورد بنك السودان في تقريره للعام 2015 أن معدل نمو القطاع الصناعي انخفض من 10.1 % في 2014،إلي 4.5% في 2015 وذلك لانخفاض معدل نمو القطاعات الفرعية المكونة له وتتضمن النفط والتعدين والمحاجر والصناعات التحويلية واليدوية. ولكن وزارة المالية على لسان وزير دولتها تتوقع زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الدخل القومي بنسبة 120% في هذا العام مقارنة بالعام الماضي،كما ورد في خبر نقلته وكالة أنباء الحكومة علي النحو التالي ( توقع الأستاذ مجدي يس وزير الدولة بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي رئيس لجنة الترتيبات المالية لملتقى التصنيع والابتكار زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الدخل القومي من 142 مليار جنيه في العام 2015م إلى 312 بنهاية العام 2016م ). ولأن تصريحات منسوبي الإنقاذ تدخل في باب (أي كلام)،ولا يكلفون وسعهم الإطلاع حتى على تقاريرهم المضروبة فإن مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2015 كما وردت في تقرير بنك السودان كانت 89.7 مليار جنيه وليست 142 مليار كما زعم،وقس على ذلك بقية تصريحه المضروب . وإذا ما سألنا عن سبب اهتمام وزير الدولة المذكور بنهضة القطاع الصناعي،بدلاً عن وزير الصناعة لعرفنا الإجابة في كونه رئيس لجنة الترتيبات المالية لما يسمى ملتقى التصنيع والإبتكار الذي سينعقد بعد أيام في قاعة الصداقة . وقيل ما قيل عن هذا الملتقى الذي من شأنه أن يدخل السودان في زمرة الدول المتقدمة،وعن مشاركة من الدول الصناعية مثل الهند وكوريا الجنوبية وتركيا وبلاروسيا والسعودية،وللمؤتمر بخلاف لجنة القروش لجنة عليا رئيسها وزير الدولة بالصناعة،ولجنة للدعوات يرأسها وزير الدولة بالثروة الحيوانية،ولجنة للمعرض المصاحب يرأسها وزير الدولة للزراعة،ولجنة للمراسم يرأسها وزير الدولة بالتعاون الدولي. كل هذه(الهيلمانة)من أجل حتة ملتقي يساوي 48 ساعة،تشترك فيه بضع دول و11 مبتكراً و16 مخترعاً أو كما قيل . ستنتهي أعمال الملتقي بانتهاء الميزانية المخصصة له،ونأمل أن يجد المراجع العام الوثائق الدالة على المنصرفات والفواتير الأصلية عندما يراجع حسابات الحكومة نهاية العام الجاري،وعلى كل حال ومن كثرة وزراء الدولة المحشورين في هذا الملتقى كرؤساء لجان فيمكننا أن نستنتج حجم الفراغ العريض وقلة الشغلة لبعض شاغلي المناصب الدستورية،الذين يأخذون مرتباتهم وامتيازاتهم من عرق الشعب السوداني ودمه المسفوح،ثم يشتغلون رؤساء لجان لدعوات..وحفلات مرطبات،والعاقبة عندكم في المسرات.. [email protected]