24- حكاوي وذكريات من بلاد العم سام.. عناكب سودانية مُعدِّدة ومتخذات أخدان.. د.بشير إدريس محمد..أمريكا (جاء في الأخبار أنّ البروفيسورة البريطانية ماريا ألبو المتخصصة فى علم الحيوان كشفت أن أنثى العنكبوت لاتقبل التزاوج إلا بعد ان يقدِّم لها ذكر العنكبوت (شَبْكة) قيِّمة وهى عبارة عن حشرة ملفوفة فى غُلالة من الحرير وغالبا ًما تكون ذبابة.. وكشفت العالمة كذلك أن ذكر العنكبوت ينجح فى بعض الأحيان فى خداع حبيبته ويقدم لها هذه الغُلالة ملفوفةً (فاضية) من غير حشرة..يعني بضحك عليها) إنتهي الخبر.. وأنا عندما قرأتُ الخبر فوراً رجَّحتُ أنَّ العناكب البغشُّو حبيباتهم ديل غالباً عناكب أمريكان..لإنو الناس الأمريكان ديل نجّمو الضّبّان هنا نجام شديد..الضُّبان هنا كان عايزو دوا ما حتلقاهو إلاّ بصعوبة..وفي بعض الأماكن أنا متأكد في ناس ما بكونوا شافوا الضبان الأخدر أب صوف داك الذي يعيش معنا في أفريقيا كأعز صديق ويأكل معنا ويشرب معنا وينام معنا ويصحي معنا ويشاركنا حتي لحظات الغزل الحميم مع حبايبنا..تخيّل الأطفال هنا لما الواحد يشوف ليهو ضُبّانة في البيت يحلف ما يدخل البيت لحدي ما أهلو يقضوا علي هذه الذبابة التعيسة..عشان كدة بتخيّل إنو الدراسة بتاعة دكتورة (ألبو) دي أكيد ما إتعملت في أيِّ مكان في أفريقيا بل غالباً أنها إتعملت في أمريكا وإحتمال جزء منها في أوروبا.. فراجل العنكبوت هنا في أمريكا -ونسبةً لإنعدام الضُّبان- حيضطر للتزوير والكذب علي أنثاه بحيلة الغُلالة الفاضية دي للتقرُّب منها وإلاّ فإنّه سيموت (بصَمَّة خشمو وبعذريتُو) إذا أصَرّ علي إيجاد ذبابة ليهديها لمحبوبته لتقبل به زوجاً..وهو طبعاً مضطرٌ إلي ذلك إضطراراً.. لأن الأمريكان (الكَفَرَة) ديل في الغالب ما بحبُّو الكذب وما بحبو الكذابين سواءً كانوا بني آدمين أو عناكب !! وعلي الرغم من أنّو (العناكب) السّويّة عادةً لا تُعدِّد(تتخذ أزواجاً عديدة) إلاّ أنها عندنا في بلادنا الحبيبة (أعني في السودان مثلاً أو في كل أفريقيا) فهي مشهورةٌ بالتعدّد-نسبةً لوفرة المهر وسهولته- وتنتشر عندها كل أنواع التعدّد وحتي المسيار عندهم موجود وبكثرة لا بل إنهم يتخذون عشيقات دون زواج كمان.. والغريب فإنَّ إناث العناكب يقبلن بهم وبهذا الوضع الشاذ..والسبب كما قلنا هو توفّر الضُّبان في كل مكان وسهولة إصطياده وتقديمه مهراً للعشيقات.. لا بل إنّ الذبابة في بلادِنا تأتي (للعنكبوت) الراجل عندما تلقاهو منبطحاً علي بطنه وحيداً كئيباً فتهش عليه بجناحيها وتهِزُّ له وَسَطها وتقول له: (بالله يا عنكب يا آخوي أنا دي مش حلوة؟) وعندما يقول لها: نعم بالحليل..خِلقة الله سمحة فيكِ.. تقول له: طيّب يا آخي ما تقوم تلِفّني في غُلالة وتقدِّمني هدية لعشيقتك يا غبيان وتمشي تعدّد بيْ بدل ما إنت راقد منبطح كدة علي بطنك؟؟!! والحقيقة التي لا تعرفها هذه الذبابة البريئة أنّ (العناكب) في بلادنا شبعانين تعدُّد ويتجشأون شبعاً منه وتمتلئ بيوتهم وشققهم ومكاتبهم بكل أشكال وألوان العشيقات والزوجات والحليلات وغير الحليلات..والعجيبة التانية أنو (إناث العناكب) لا ينكِرن التعدد أصلاً (مثلما هو الحال في البلاد الأمريكية) لا بل يغنِّين له كذلك مثلما تفعل إناث الآدميين هذه الأيام في تلك البلاد الأفريقية.. ومرّة بالصدفة كدة سمعت ليْ إحدي (إناث العناكب) تغنّي بعدما عدّد زوجُها عليها..كانت تقول: حبيبي البريدو العدَّد عليّا.. بدل(ضُبّانة) جاب لي حِدَية!! وسمعتُ أخري تحثُّ معشوقها علي التزاوج معها وهو يتأبّي ويتغلّي عليها ويتعزّز..فكانت تقول له بدلال وغنج: أنا قبلانة بيك يا الحبيب لا دايرة ضَبْ ولا دبيب.. كُلّها فَدٔ ضُبّانة خَدْرا ونعيش عسل بالحليب.. وبرضو أبو العناكب كان مادّي بُوزو وما عايز يتزاوج !! بلد شبعانة تعدُّد حدَّ التُّخمة والتجشُّؤ بفضل وفرة الضُّبان !! ولكن إحقاقاً للحق ومن العجائب كذلك فلقد لاحظتُ في عرفات أيام النحر ومع كل أوساخ الذبيح وعدم إهتمام الحجاج(المسلمين) بالنظافة عادةً حيث يذبحون في أي مكان ويرمون البقايا حيثما إتفق فينتشر القذر في كل مكان ومع هذا لاحظتُ أنه لا يوجد ذباب !! هل لاحظتم ذلك؟! هذه قصة أخري لها علاقة بعنصر (الفلور)..ولكن الشاهد أنني أتخيل أيضاً أن العناكب في صعيد عرفات -مثل عناكب أمريكا- ستضطر للكذب علي إناثها أو خداعها باللَّفافات الخالية من الذباب وذلك لإنعدام الضُّبان!!.. ولكن من جانب آخر أتخيّل أن التعدّد عندها سيكون مشاعاً -عكس العناكب الأمريكية- جرياً علي العادة المتبعة من المواطنين أنفسهم في تلك البلاد الحجازية... د.بشير إدريس محمد..أمريكا [email protected]