بسم الله الرحمن الرحيم اضطرت قوى نداء السودان أن تصدر بيانات مختلفة..كل على حدة ..رغم البيان الختامي الذي يفترض فيه تمثيل الجميع .. ما يشي بأن ما تم الإعلان عنه ربما يمثل الحد الأدنى من الاتفاق..لذلك اتفقت بيانات عرمان وجبريل والمهدي وتصريحات الدقير في بعض ما جاء في البيان الختامي ..وإن اختلف كل منهم في قضايا وتفصيلات فرعية وفقاً لعلاقات كل تنظيم منهم مع القوى الأخرى وبرنامج حركاتهم..ولست هنا في موقع المتناول للبيانات فهي مطروحة للجميع..ويصل الاتفاق مداه في التعبير بين الحركات في شأن ما يرونه تناقضاً بين دعوة المنادين بوقف الحرب ورفض الحوار المطروح..ولعلهم يشيرون إلى موقف حزب البعث ..خاصة وأنه أول المبادرين بالرفض المصحوب بإلقاء بعض الاتهامات.. شئنا أم أبينا فإننا وصلنا إلى نقطة فيها فرز للمواقف بين القوى المعارضة..فمن لم يحضروا الاجتماعات في باريس ..أوضحوا مواقفهم الرافضة حتى قبل صدور البيان الختامي للاجتماعات..كالشيوعي والبعث ..وحضر حزب المؤتمر السوداني بصفته الفردية لا ممثلاً لقوى الإجماع الوطني..ولا نلقى القول على عواهنه عندما نتحدث عن الفرز..فكما تريد قوى نداء السودان من الحكومة مطلوبات لتهيئة الأجواء من وقف حرب وبسط حريات وإطلاق سراح معتقلين ..الخ..مما ورد في البيانات المتعددة..فسيكون من العبث عدم الظن أن الطرف الحكومي سيطلب من جانبه ضرورات لتهيئة الأجواء من جانبها تتناقض مع العمل على الانتفاضة من مسيرات وإضرابات ومظاهرات وغيرها حال التزمت الحكومة بمذكرة التفاهم..وبذا تكون قوى نداء السودان بمعزل عن أي قوى انتفاضة وأي كتل سياسية تنادي بها.. فكيف لها أن تسعى لانهيار من تفاوضه ؟ ودوننا مواقف السيد المهدي من هبة سبتمبر..التي رفض التجاوب معها ثم دخل حوار الوثبة بعدها وغادره لينضم إلى نداء السودان وصرح بأن ما قام به من دور كان إقناع الحركات بالحوار..فإذا قرأنا موقفه هذا مع رفض التغيير عبر سلاح الحركات..يتضح أن أي حزب أو حركة لا يمكنهما الوقوف على ضفتي النهر في نفس الوقت. فمن يطالب الآخر بوقف النار لا يحارب في نفس الوقت. عموماً فإن أسوأ ما في الأمر قد تم..وهو وضع كل الرهان على المجتمع الدولي ..فكما هلل النظام لضغوطه على قوى نداء باريس عقب التوقيع على خارطة الطريق..فها هو ياسر عرمان يرد التحية للحكومة بنفس اللغة في بيانه ..موضحاً انه استمال المجتمع الدولي إلى جانبه..وزودها جبريل حبتين بالقول بالتفافه عليه وطرح مبادرات جديدة..ما لا يستقيم مع الوضع الماثل..فنحن أمام خارطة طريق ستكون الأطراف الموقعة عليه ثلاثة هم الحكومة والنداء والوساطة..أمام مذكرة تفاهم من قوى نداء السودان تحمل توقيعها هي فقط..وبيان مصاحب من الوساطة..فكيف يستوي الطرفان؟ وقد كان جبريل محقاً عندما توقع ألا تتم المفاوضات بسهولة..وها هي الحكومة تصرح بعكس ما بشرت قوى نداء السودان..فإذا علمنا أن ليل المفاوضات سيكون طويلاً..وكفة الحكومة فيها أرجح بحكم امتلاكها ما يزيل قلق المجتمع الدولي والاقليمي من تعاون في ملفات الارهاب واللجوء وتجارة البشر..بدليل أن عرمان نفسه قد قال بأنهم يعملون على إثبات العكس..فإننا أمام مواقف ستكون متباينة بين معارضات كانت متفقة على حرب النظام ..انشطرت إلى شقين وفق رؤاها..عليه فسيكون من الضروري عدم التراشق بين الأطراف..فكما نادينا في مقالنا السابق باحترام الخيارات وعدم المزاودة على الآخر في مواقفه النضالية..فإن بيان السيد ياسر عرمان قد حمل عبارة وسيمة تفوقت على ما قال به السيد جبريل..فجبريل توقف عند مطالبة الأطراف بعدم المزاودة عليهم في نضالهم..لكن عرمان زاد بأنهم هم أنفسهم لن يزاودوا على الآخرين بها..ونعم العبارة. فليلتزم الجميع بها . [email protected]