*فى مطلع ثمانينات القرن الماضي والحركة الإسلامية قد بدأت فى التغلغل داخل نظام مايو ، وعقب إعلان نميري عن أن تكون الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع فى السودان وتكوينه للجنة تعديل القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية ، كان الإسلامي محمد عبدالقادر محافظاً لكسلا ، فأعلن منفردا منع الخمور بكسلا ، وإتفق أيامها أن نسير رحلة لجمعية القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم الى مدينة كسلا من ضمن نشاط الرحلة دراسة أثر قانون منع الخمور فى كسلا . فكانت النتيجة الأهم أن سعر الخمر قد تضاعف عن بقية مدن السودان ، لأن القانون حوّل الأمر من العلنية الى السرية التى إقتضت تدابير أخرى منها الرشاوي وبقية المجازفات .. وبالفعل أُغلقت (الأنادي ) ولكن الخمر موجود والحصول عليه إحتاج لتدابير أخرى. *والمقاطعة الأمريكية للسودان تشبه قرار محافظ كسلا ، فهى قد إمتدت لسنوات لكنها لم تستطع النجاح فى تطبيقها بالكامل فقد نجحت الحكومة فى إبتداع وسائل متعددة لإختراق هذه العقوبات وهذه الوسائل المبتدعة كلفت المواطن السوداني من أمره رهقا مادياً وسياسياً وأخلاقياً ، والواضح ان النظام السودانى قد وجد الذرائع الجاهزة التى جعلته يبرر كل أزمة بالعمل على ردها الى المقاطعة الامريكية التى صارت كحمالة الفشل ، والشعب السودانى هو الذى يتحمل هذه التبعات المجحفة ، وأثرت فيه تأثيراً كبيراً .. *ولقد إقتنصت الأستاذة / ولاء عصام البوشي الفرصة وهى فى بعثتها الدراسية بواشنطن لزمالة مانديلا للقادة الشباب وإلتقت الرئيس الاميرك اوباما فأخبرته عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية وأثرها على السودان وظلالها القاسية التى تقع على المواطن السوداني أكثر من الحكومة ، خاصة فى الدواء والغذاء والتكنولوجيا وقطع الغيار ، وطالبته : بضرورة رفع العقوبات التى تضر بالمواطن ولاتؤثر على الحكومة . إستمع اليها الرئيس اوباما جيدا ، وربت على كتفها وقال :( سينظر فى الامر وانهم يعملون على ذلك) ، فإن عملوا أو لم يعملوا فإن ولاء قد أدت ماعليها من دور وقامت بواجبها المباشر ، وقد أوصلت عبرصوتها ملايين الأصوات التى إكتوت من هذه المقاطعة الجائرة ، ويكفي انها لم تبحث عن صورة تاريخية بل كان همها الصوت التاريخي ، وهى ليس أقل من ذلك فإنها ابنة الأكرمين بروفيسور عصام البوشي والأستاذة /سلمى مجذوب محمد مجذوب اللذين إقتصرا العمر فى مبتغى الإنسان والسودان فهذه الثمرة من تلكم الشجرة الطيبة .. خيار من خيار ..ألا يحق لنا أن نقول : الرئيس اوباما فى حضرة ولاء البوشي!! وسلام يااااااوطن.. سلام يا معروقة اليد من شقا ، خمسينية العمر لكنها تبدو فى السبعين ، جلست أمام بضاعتها التى لايرغب فيها أحد أكياس الترمس والدكوة والتبلدي ونظرة حزن تقطع نياط القلوب ، تسابق من حولها من الباعة هربا من الكشة ، لم تستطع الوقوف ، شاب جلد حمل اشياؤها حاولت ان تتوسل اليه ، ليس لديها ماتعود به لخمسة أيتام إنتهرها بغلظة ، أمسكت ببضاعتها ، اغلظ فى مقاومتها ، سقطت ارضاً ، كان الدفار أخذ فى الانطلاق.. وانطلق .حاولوا رفعها كانت تتمتم ..الله في..واسلمت الروح ، سجل البلاغ ضد مجهول ، رغم ان القاتل معلوم .. وسلام يا.. الجريدة السبت 6/8/2016 [email protected]