ليس صحيحا ً أن نقول بأن ما يحدث الآن لن تكون له آثاره .. السلبية منها والإيجابية ... على مسيرة ومصائر الوطن ومواطنيه . لكن الصحيح الذي لا مراء فيه هو قولنا أنه ما من أحد من القادة السياسيين السودانيين .. ولا من غيرهم ... يطمع في إضافة سطر مميز وهام لسيرته الذاتية السياسية بأي موقف .. أيا ً كان ... حيال ما يحدث الآن الوحيد الذي يبدو حفيا بهذا المهرجان هو الصديق العزيز أمبيكي .. أمبيكي ليس وراء ... وليس وراءه ... آمال شعب في تجاوز محنة عصية ومعقدة على كل المستويات المعيشية والنفسية والاقتصادية والوجودية نفسها .. أمبيكي غير معني بأن يسترد مواطنو "دولة" [ جديدة في الخارطة السياسية انتزعت قبل خمس سنوات من أكبر أشلاء دولة قديمة مقسمة لم يعد لها وجود الآن] اسمها "شمال" السودان ثقتهم بقابليتها لأن تسعهم جميعا، ولا هو مهموم برد الاعتبار لمئات الالاف بل الملايين من أبناء هذه الدولة طالتهم يد الظلم المباشر آحادا وجماعات .. وبالتالي فلن تكون أية اتفاقات بأية طعوم أو سقوفات أو ضمانات خصما ً عليه على الأطلاق .. وهو أيضا ً لا يتألم من ثقل رفض هائل ومتين يتجذر ساعة بعد ساعة لنظام حكم لن تجديه كل اجتهادات أمبيكي والذين هم من وراء أمبيكي ولن تبقيه متحكماً أبد الدهر في أنوف الشعوب السودانية الكارهة لما يحب أمبيكي والذين هم من وراء وأمام أمبيكي ... والله في !! المؤسف أن جميع الأطراف تتفق الآن على جملة من المخازي هي جرجرة عجلة التطور السوداني إلى قاع جب (عمارة دنقس وعبدالله جماع يؤسسان ملكا) رغم علمهم جميعا أن الواقع الوجودي تجاوز هذه الحفرة عمليا منذ وقت طويل وأنهم جميعا يتبارون على عدم تجاوز دور الموظف تحت الميري الامبيكوي قيد أنملة وثالثة الآثافي أن المواطن البسيط لا يستفتيه أحد فيما يراد أن يتم تقاسمه وتراكله باسمه ... وغير ذلك ... وما خفى كان أنكى مع ذلك فإن النزق الأمبيكوي لن يمر صفرا ً تماما ً على شعوبٍ لم تحرمها إحباطات نيفاشا ووفاة قرنق ومشروعه من أن تلد خياراتها المتجاوزة لتكلسات الأجسام والكيانات والرؤى والمشاريع، وما بزوغ فجر حركات مثل "قرفنا" وما تلاها حتى ضحى سبتمبر 2013 الذي سحق أكثر من ثلاثة أرباع نظام الإنقاذ إلا "مثال واضح وبسيط " لما نود قوله هاهنا ...وسقى الله عناصر تتوافر لا تزال بأيدي الثوار والمقاومين السودانيين تعينهم على الانفكاك من هذه المصائر المضحكة المبكية وتدعوهم إلى مفاجأة هؤلاء الخارطيين وفقراء الاستراتيجية والإخلاص بما لا قبل لقبورهم وقصورهم و "قصورهم" به والله المستعان وهو الهادي سواء السبيل [email protected]